قدْمت امرأة من مكة وكانت من أجمل النساء، فنظر اليها «عمر بن ربيعة» فوقعت في قلبه، فكلمها فلم تجبه، فلما كان في الليلة الثانية تعرض لها، فقالت اليك عني فإنك في حرم الله... وفي أيام عظيمة الحرمة.. لكنه ألح عليها فخافت أن تشتهر بين الناس.. فقالت لأخيها في الليلة الثالثة، أخرج معي فأرني المناسك فتعرض لها ابن ربيعة فلما رأى أخاها أعرض عنها فقالت: تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتتقي صولة المستأسد الضاري «ناس تخاف ما تختشيش» لما عجز المعتصم عن ثني الإمام أحمد-رحمه الله- عن رأيه في القرآن نصب له آلة التعذيب، وضربه الزبانية حتى انخلعت كتفه، وانبثق الدم من ظهره، فقال له المعتصم: يا أحمد، قل هذه الكلمة وأنا افك عنك بيدي... واعطيك من العطايا كذا وكذا، والإمام أحمد يقول- هاتوا آية أو حديث فأنا لا اتبع إلا الكتاب والسنة.. فغضب المعتصم وقال للجلاد:«شد عليه قطع الله يدك» فضربه ضربة تناثر معها لحم الإمام أحمد... فقال له عالم من جماعة الخليفة:أفدي نفسك، وقل ما يريدك أن تقول ألم يقل الله تعالى: «ولا تقتلوا أنفسكم».. فقال الإمام أحمد بصبر وجلد- رحمه الله-: أخرج وانظر ماذا وراء الباب- فخرج إلى صحن القصر، فإذا بجمع لا يحصيهم إلا الله معهم الدفاتر والأقلام، فسألهم أي شيء تفعلون؟ قالوا: ننظر ماذا يجيب الإمام أحمد فنكتبه... فرجع إلى الإمام وأخبره فقال: «كيف تريدني أن أفدي نفسي بأن أضل كل هؤلاء؟! اقتل نفسي ولا أضلهم» رحم الله الإمام أحمد... زاوية أخيرة: يحكى أن رجلاً من الصالحين مر على رجل ضربه الفالج، وهو أعمى ومقعد.. وهو يقول:«الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه». فتعجب الرجل وقال له: ياأخي، ما الذي عافاك الله منه، لقد رأيت جميع الأمراض تزاحمت عليك.. فقال له:إليك عني فإنه عافاني إذ اطلق لي لساناً يوحده، وقلباً يعرفه ويذكره..!!