إن الشراكة مع حزب المؤتمر الوطني في الحكم ليست بالكم والعدد، وليس في قاموس الشراكات السياسية نسبة محددة، خاصة إن كنا نتحدث عن حكومة انتقالية كالتي تحكم السودان اليوم، بعد فصل الجنوب، فالشراكة هي مبدأ، وهي التزام ببرنامج محدد يقود في نهاية الأمر إلى وضع سياسي جديد، غالباً ما يكون عبر انتخابات حرة ونزيهة، وليست كالسابقة المشكوك فيها حتى الآن، والشراكة تعني شراكة في السراء والضراء، وشراكة في كل هموم الوطن، وكل تفاصيل اشكالاته المستعصية، فهي ليست شراكة الرفاهية «والاستوزار» والعربات المظللة والمخصصات العالية، بل هي شراكة حقيقية في كل شيء، وعبر برنامج متفق عليه، وأهداف واضحة ومحددة، ورؤية مستقبلية للسودان القادم، وإذا نجحت الحكومة في استصحاب المعارضة معها في الشراكة تكون قد حققت انجازاً رائعاً ولن يتسنى ذلك إلا بالتشاور المستمر مع قوى المعارضة في كافة القضايا الوطنية، التي تتعلق بأمن واستقرار البلاد، ومعالجة كل الاشكالات العالقة في دارفور، والنيل الازرق، وجنوب كردفان، بجانب الحالة الاقتصادية المتدهورة التي نعيشها اليوم، وبالنسبة لتلك الأحزاب التي تشارك في الحكومة بشكل مباشر، أرجو ألاَّ نتحدث كثيراً عن الأنصبة في الشراكة، بقدر اهتمامها بمبدأ المشاركة وأن لا تقبل بأي حال من الأحوال أن تكون ديكوراً أصم، لا وجود له إلا في الصور داخل الاجتماعات، مما يستوجب أن تكون لتلك الأحزاب المشاركة في الحكومة، مبادرات وأفكار وأطروحات لمعالجة الأزمات، واسهامات واضحة حتى تكون لمشاركتها قيمة في الشارع السوداني، وتستطيع قياداتها الدفاع عن تواجدها في داخل سدة الحكم.