كشفت وحدة تنفيذ السدود عن أن التعلية تمثل إضافة حقيقية للاقتصاد الوطني، وذلك بزيادة سعة التخزين من 3- 4.7 مليار مما يتيح إمكانية ري حوالي 2 مليون فدان وتوفير المياه للتوسع الزراعي في كنانة والرهد وزيادة الإنتاج الكهربائي ب50% من المنتج الحالي من الكهرباء، وزيادة طاقة الإنتاج الكهربائي لمروي بنسبة 25%، إضافة إلى أنه واجهة سياحية لولاية النيل الأزرق. وفي المقابل اكتملت التجهيزات والمشروعات المصاحبة لتعلية السد من عمليات التهجير وإعادة التوطين وصرف التعويضات التي انطلقت في الأسبوع الماضي، وذلك بعد اكتمال بناء 12 مدينة سكنية للمتأثرين البالغ عددهم 22 ألفاً، بجانب اكتمال المشاريع الخدمية لمدن المهجرين. وأكد رئيس اللجنة العليا لإعادة التوطين د. أبكر إسماعيل نائب والي ولاية النيل الأزرق لدى مخاطبته المؤتمر الصحفي للسدود في الأسبوع الماضي، اهتمام حكومته بأمر التهجير والتعلية تحسباً لمنع تكرار ما حدث في مروي، مشيراً إلى أن ما قامت به السدود جعل الولاية راضية تمام الرضا، مجدداً حرص حكومته على التنسيق التام لإكمال المشروع وإنفاذه في الوقت المحدد له. ومن جانبه كشف د. أحمد محمد الكاروري مفوض الشؤون الاجتماعية بوحدة تنفيذ السدود، عن حجم المشروعات التنموية المصاحبة للتعلية من الخدمات وتوفير فرص العمل لأهالي ومواطني القرى المتأثرة من السد، وأكد على اكتمال الوحدات السكنية لاستقبال المواطنين وجاهزية تلك المدن، مشيراً إلى توفير منزل لكل أسرة واستفادة المتأثرين من تلك المدن التي تمثل نقلة لأنها مربوطة بطرق بطول 123 كيلو، وتوجد بها 28 مدرسة أساس و4 ثانوي و12 مستشفى، لافتاً النظر إلى قيام المشروعات الإعاشية وذلك بتحديد 120 ألف فدان زراعي، و123 قارب صيد، وأكد على حرص الوحدة لتسليم كل متأثر تعويضه المالي من خلال تسليمه نسبة 40% من حقوقه قبل التهجير و30% بعد التهجير، وال30% الأخرى في مدة لا تتجاوز عاماً بعد التهجير. ومن جانبه وصف مستشار والي النيل الأزرق للإدارة الأهلية المك الفاتح يوسف عدلان الذين يتحدثون عن إنصاف المتأثرين بأنهم شواذ لا يمثلون إنسان الولاية ولا المتأثرين، مؤكداً في ذات الوقت استعداد المتأثرين للتهجير وأنهم راضون عن ما قامت به السدود تجاههم، لأنها نقلتهم من حياة البادية إلى الحضر. وفي ذات السياق قال عدد من المواطنين المهجرين الذين استطلعتهم «آخر لحظة» أثناء عمليات انطلاق إعادة التوطين وصرف التعويضات، قالوا إن عملية التهجير تعد بالنسبة لهم نقلة جديدة وتطوراً في حياتهم لأنهم كانوا يعانوا في الخريف من الطين وانقطاع المواصلات والمرض، وقالوا إن المدن التي يروها هي مدن متحضرة، لأن بها مدارس ومراكز صحية وطرقاً وخدمات مياه وكهرباء ومساجد وخلاوى لتعليم الدين. وقال صالح عثمان موسى أحد أعيان منطقة بيشان إنه مبسوط من المدن والتعويضات والزراعة أصبحت سمحة، لأن توفير المياه يساعد المزارع وكذلك الطرق، وقال إنه كان يعاني في فصل الخريف وإن التعليم أصبح متوفراً.