ورد أن اليهود كانوا يحتفلون بذكرى منتصف شعبان، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب ذلك؟ فأخبر أنهم يحتفلون بيوم نجاة موسى عليه السلام، فقال صلى الله عليه وسلم: «نحن أحق بموسى منهم». وردت كثير من الآثار والأدلة الشرعية في فصل شهر شعبان وليلة النصف من شعبان، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي» وصُنفت ليلة النصف من شعبان ضمن الليالي السبع ذات الفضل وهي ليلة مولده صلى الله عليه وسلم وليلة القدر وليلة الإسراء والمعراج وليلة عرفة وليلة الجمعة وليلة العيد ثم ليلة النصف من شعبان وتسمى ليلة البراءة. يصور القرآن الكريم قصة نجاة موسى الذي عبر مع أصحابه البحر إلى الضفة الأخرى، ولكن فرعون لم يتريث بجيشه وحمله إستكباره لأن يخوض في طريق موسى، فضم عليه البحر وابتلعه بجيشه وعتاده، وليصبح آية لكل جبار عنيد ولكل طاغٍ مستكبر. يقول تعالى: «فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركونü قال كلا إن معي ربي سيهدين، فأوحخينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فأنفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ü وأزلفنا ثم الآخرين ü وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ü ثم أفرقنا الآخرين ü إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين». لقد أحس أصحاب موسى بالخوف وهم مطاردون صوب البحر ومن خلفهم جيش عرمرم يقوده الطاغية فرعون بنفسه فأيقنوا أنهم مدركون، ولا محالة هالكون، وفرص النجاة في تقديرهم ضئيلة بل تكاد تكون بحساب البشر معدومة، ولكن قائدهم المملوء بالثقة في الله قال: «كلا إن معي ربي سيهدين» فرد عليهم سيدنا موسى في الحال وبسرعة قالها بثقة ويقين كلا... أنه واثق جداً من أن ربه لن يتركه، وسيجعل له مخرجاً من هذا الموقف العصيب، بل سوف يهديه إلى سواء السبيل، رغم أنف الطاغية الذي خلفه بقوته الباطشة وجيشه الكبير وعتاده الضخم ورغم أن البحر أمامه بعبابه الصاخب وساحله الطويل. يقول تعالى: «فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم» سبحان الله.. فقد وقف الماء كحائطين من جبل... الله أكبر مذل المستكبرين في كل حين!! وقاصم الجبارين وناصر المستضعفين بغير حيلة منهم ولا قوة. إن العبارة القوية الواثقة دائمة الإيمان التي أطلقها سيدنا موسى عليه السلام في موقف عصيب، كانت ولا تزال قوية الإيقاع عظيمة الأثر في نفوس المؤمنين وتحدث طنيناً في أذن التاريخ... كلا إن معي ربي سيهدين. ما أشبه الليلة بالبارحة... تتجدد ذات المواقف في حياة القادة والأمم والشعوب بتحدياتها المزلزلة فتخيف البعض ويثبت أهل الإيمان. هذه أمريكا ونظاما العالمي الإستعماري الجديد وربائبها في المجتمع الغربي ومعها الصهيونية العالمية، يسعون باستكبار لتركيع الشعوب الحرة، وتقوية أركان الأنظمة العميلة والقادة العملاء، ويدقون طبول الخوف في أرجاء الدنيا وإستخدام كل وسائل التهديد والتجريم والتنكيل بالشعوب بالشعوب الآبية وقادة تحريرها الأوفياء، فماذا حصدوا؟ تهاوت عروش عملائهم على رؤسهم، وتساقطت أنظمة الفراعنة والطغاة مثل دمى الأطفال، بفعل الثورات العربية والإسلامية المباركة وبفعل الأيدي المتوضئة الموصولة بالله وبهتاف الحناجر والألسن الذاكرة لله رب العالمين، ففرّ هارباً بجلده من إستطاع، وتسربل بدمه وتجندل من تهور، وقبع في غياهب السجن حبيساً ذليلاً من ظن أنه إله غير الإله وأن التغيير الذي يدعون خرافة كبرى، فشرب الطغاة العملاء بذات الكأس التي كانوا يجرعون بها الخصوم السم الزعاف والموت الزؤوم!!