الخرطوم: عادل حسون شكك إمام وخطيب مسجد "الخرطوم الكبير" من وجود أطراف في الحكومة تسعى للصلح مع "دولة إسرائيل" باستدلاله بدعوة والي ولاية القضارف، كرم الله عباس الشيخ، الأخيرة للتطبيع مع دولة الاحتلال. ورهن الخطيب "جدية الحكومة" في إبطال هذه الدعوة ب"توقيع "العقاب" على الوالي كرم الله. معتبراً أن "عدم وقوع العقاب يعني أن صوت كرم الله هو صوتاً لأصوات أخرى في الحكم". وقال ب"انعدام الرغبة في الصلح أو الاعتراف بالدولة الغاصبة إسرائيل"، وأعتبر الدول الإسلامية التي لها علاقة اتصال ما مع إسرائيل كتركيا ومصر "ليست قدوة لدول المسلمين". وقال بأن "تطبيع العلاقات مع دولة اليهود تدفع ثمنه غزة". وقال خطيب المسجد الكبير، إن "دعوة كرم الله للتطبيع مع إسرائيل مردودة عليه لأنهم لم يجنحوا للسلم حتى نجنح له"، مرتئياً فساد الاستدلال بأن "الرسول طبّع العلاقات مع اليهود في دولة المدينة" لأن "النبي واجههم بحد السيف". وقال الإمام الخطيب في خطبة صلاة "الجمعة" الأول من أمس، إن "من يخاف إسرائيل لا يعرف قصة أصحاب موسى حين رأوا فرعون وجنوده من خلفهم والبحر من أمامهم فقالوا إنا لمدركون فقال موسى كلا إن معي ربي سيهدين فأنفلق البحر فكان كل فلق كالطود العظيم". وتساءل الخطيب أن "أين الحاكم والمحكوم في هذه البلاد الذي يقول إن ربي معي؟"، قاطعاً بأن "التطبيع مع اليهود فهذه هي الفتنة لأنهم لا يريدون أكثر من أن يروا المسلمين تحت أقدامهم حكاماً ومحكومين يعيشون تحت أحذيتهم وهذا ما يريدونه وهم العدد القليل". ورأى بأن "الحل في شباب هذه الأمة وأن يتناولوا إسلامهم المنصور بالصبر والعودة إلى الإسلام". وقال بأن "تركيا ومصر والأردن وقطر ليسوا قدوة لأنهم لم يقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم"، مزيداً بأن "السلام الذي بينهم وإسرائيل يدفع ثمنه أهل غزة". وشدد الخطيب على الدعوة ل"عدم الاعتراف أو الصلح مع الدولة الغاصبة". وقال خطيب المسجد الكبير أن "دعوة كرم الله دعوة فردية لا يجمع عليها ولا بد لها من عقاب يجتمع عليه الناس جميعاً"، وأضاف "إذا لم يوقع العقاب فيعني ذلك أن الحكومة غير جادة في عدم السلام مع إسرائيل وأن صوت كرم الله صوتاً لأفراد في الدولة، فإن كان غير ذلك فسينقلب السحر على الساحر لأن الله يمهل ولا يهمل". وكان والي القضارف، كرم الله عباس، كشف في خطابه لدى افتتاح المجلس التشريعي للولاية مطلع الأسبوع الماضي، أن فريقاً داخل "الحزب الحاكم" وهو منهم يؤيد التطبيع مع إسرائيل. وكان الوالي "المثير للجدل" قد قال في خطابه الذي ألقاه وهو يرتدي بزة قتالية إنه لن يدعم قوات "الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والخدمة الوطنية"، قبل أن يعود ويطالب "الدستوريين" في ولايته ب"التوجه لمعسكرات التدريب للقتال".