أخشى ان تتحول شوارعنا خلال أيام رمضان إلى ساحة للصراع الدموي ، صراع من ناس أحمق بن حمقان الحمقي ، فتاح يا عليم رزاق يا كريم أصبحنا وأصبح الملك لله ، أقول قولي هذا لأن الناس في شهر رمضان تصبح أخلاقها في ( مناخيرها ) ويمكن للإنسان الأحمق وأبو أخلاق زفت زي أخلاقي ، افتعال المشاكل مع ظله ، والسائق السوداني حتى وان كان يحمل درجة وزير أو مدير أو خفير أو حتى أعلى رتبة في القطاعات الأمنية فهو من فئة أحمق من ابو الدقيق ، الشيء الذي يجعل شعر الإنسان يشيب من القهر والخوف ان صحف الخرطوم حملت البارحة الأولى تقريرا عن ضحايا الحوادث المروية في السودان وكشف التقرير الدموي ان شوارعنا بجلالة قدرها شهدت منذ بداية العام الحالي 1167 قتيلا ، طبعا لم يكشف التقرير إياه عدد المصابين في هذه الفواجع وما خفي أعظم ، المهم في الموضوع ... الله وحده أعلم كم عدد المصابين الذين أعاقتهم الحوادث وكم عدد الأرامل والأيتام والثكالى الذين خلفتهم هذه الفواجع وبحسبة بسيطة حسب الرقم المعلن نجد انه في المتوسط حدثت اكثر من 15 حالة وفاة يوميا نتيجة للحوادث خلال ستة أشهر فقط ، عموما لا احد يدري إلى متى تتصاعد وتيرة الحوادث خصوصا على الطرق السريعة ، عفوا طرقاتنا ليست ( سريعة ) وانما ( مريعة ) وهو الوصف الدقيق للطرقات خارج العاصفة القومية ، الشيء الغريب ان السودان هو البلد الوحيد الذي يشهد حوادث مميتة داخل النطاق العمراني ، نعم النطاق العمراني ، في جميع أرجاء العالم تقع الحوادث الفاجعة في الطرق الدولية السريعة لكن لدينا الأمر مختلف ، ليه يا زول كده ؟ ، ببساطة لأننا مختلفون ومتميزين في كل شيء ونريد ان نعلن للعالم أننا الأفضل والأجمل في سيناريوهات الحوادث ، المهم طالما ان الخرطوم تدخلها يوميا اكثر من 2000 مركبة جديدة فستظل الحوادث في تصاعد إلى ما يشاء الله وحتى نقطع دابر الحوادث القاتلة ونوقف تجاوزات المتهورين ما علينا سوى تدشين برامج مثل برنامج ( ساهر ) في السعودية وبرنامج ( الدوريات الذكية ) في الأمارات العربية المتحدة لكن قبل كل شيء لا بد من تحسين أوضاع رجال المرور العاملين في الميدان ، لان رجل المرور حينما يشعر بالأمان الوظيفي يعمل ب( ضمير ) عموما إذا فشلنا في كبح الحوادث الدموية في السودان ما علي السائقون سوى تطبيق الطريقة النيوزيلندية ، عفوا هذه الطريقة تتمثل في ان ناس نيوزيلندا يفشون غضبهم في السيارات القديمة ، وأي زول زهجان زي حالاتي في هذا البلد يشتري سيارة (قرنبع ) ويقول لها ( جاك ... بلا ) ويبدأ في تكسيرها بالشاكوش وفش غضبه فيها ، وعلى هذا الأساس ادعو وزارة الداخلية المبجلة إلى إصدار فرمان الطريقة النيوزيلندية ، ربما يسأل زول أو زوله من المفروسين من العبد لله وما أكثرهم ، طيب وين نلقى العربيات القديمة يا فهيم ؟ ، أقول وأمري إلى الله العربيات ( راآآآآآآقدة ) بس اعتمدوا الطريقة النيوزيلندية وبعيدين يحصل خير .