في رحلة في حافلات (c t m ) السياحية من الدارالبيضاء الى مدينة أغادير كنت أضع يدي على قلبي وأتلو آيات من الذكر الحكيم ، الحكاية ان احد الأصدقاء المقيمين في المغرب بصفة دائمة حذرني من كوارث الطريق وكيف ان المغرب تعد من أكثر البلدان العربية في نسبة وقوع الحوادث المرورية ، عموما حمدت الله وأخذت نفسا عميقا بعد ان وصولي أغادير ، ولكن في رحلة العودة تذكرت نصيحة صديقي المحامي ( المغر سوداني ) وهذا اصطلاح من عندياتي ، و أخذت القطار وانا اردد في سري مقولة أهلنا الكبار درب السلامة للحول قريب ، تذكرت رحلة الخوف بين الدارالبيضاء وأغادير ، بعد ان طالعت إحصائية مروعة عن ضحايا حوادث المرور في الوطن العربي ، الإحصائية أكدت ان الحوادث الفاجعة تصرع سنويا في العالم العربي 26 ألف شخص وتصيب 500 ألف آخرين بإعاقات مختلفة وكيف ان الفاقد المروري يؤثر في النواحي الاقتصادية والاجتماعية للدول العربية ، حيث ان معظم ضحايا ومصابي الحوادث من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاما وهذه الشريحة من اكثر الشرائح المنتجة في الوطن العربي الكبير من البحر الى البحر ، طيب اسأل كم نصيب السودان من هذه الإحصائية الباهرة والجميلة ، ؟ المهم أتصور ان الاحصائيات عن الحوادث المروية التي تعلن عنها الإدارة العامة للمرور في السودان بين الحين والأخر ليست دقيقة ، وان الفاقد المروري اكثر بكثير مما يتم الإعلان عنه ، لان أطراف السودان مترامية وهناك حوادث فاجعة لا يتم الإعلان عنها ، ولا تصل إلى مضابط المرور على الإطلاق ، ودي ان يتم تقديم حيثيات عن الحوادث بكل شفافية ، لان مثل هذه الاحصائيات من الأهمية بمكان لوضع الاستراتيجيات الكفيلة بتجنيب المواطن السوداني والمقيمين في ارض الوطن من تهور السائقين ، الحوادث المرورية يا جماعة الخير ، حسب خبراء المرور لها ثلاثة مسببات ، السائق والطريق والمركبة ، ونحن بحمد الله نتمتع بكل هذه المواصفات ما يجعل شوارعنا عبارة عن مار ثوان يأكل فيه القوي الضعيف ، إذن المسالة تتطلب تعزيز الأحكام الصادرة ضد السائقين المتهورين ، نعم التعزيز وسحب الرخص منهم ، كما اقترح إقامة أسبوع مرور سوداني سنوي تتكفل به الإدارة العامة للمرور يتم فيه عرض الصور الفاجعة للحوادث المروية حتى تكون رادعا لكل من يتهور ويعرض نفسه والآخرين وممتلكاتهم للخطر ، وشيء آخر وهم المهم ان يتم إدخال جميع عناصر المرور العاملين في الميدان في دورات الاتكيت حول التعامل مع السائقين ، لان99.9 من هذه العناصر تماسيح كبار ووجوههم تقطع الخميرة من الشوارع ، وفي النهاية لدي سؤال لئيم من زول لئيم ، هل السائق السوداني أقصد لص الطريق هو الأسوأ من نوعه في العالم ويفوق في تهوره السائق المكسيكي ، إجابة هذا السؤال نجدها لدي سعادة السيدة المبجلة شبكات الطرق السودانية .