أطل علينا شهر رمضان شهر التوبة والغفران، شهر الرحمة والتراحم، الشهر الذي فيه يعم الخير، و تختلف مظاهر الاستقبال لشهر رمضان بين السلف الصالح، الذي كان يعرف جيداً فضائل الشهر الكريم، ويحسن الاستعداد له بالدعاء، و تهيئة النفس قبل قدوم رمضان بالإكثار من الطاعات كالتدريب والتعويد على الصيام والقيام والصدقة وقراءة القرآن، والتسابق في الخيرات، والتقرب إلى الله بسائر الطاعات، والإخلاص في العمل لله، غير أن بعضاً من الناس يجعلون من هذا الشهر موسماً لملء البطون، وهاك يا تنوع في الأكلات، وآخرون يجعلونه موسماً للنوم في نهاره والسهر في ليله. في هذا الشهر الكريم لكل دولة عاداتها وتقاليدها في مظاهر استقباله، ونحن هنا لنا استقبالنا الخِاص الذي نتفرد به علي سائر دول العالم، وذلك كظاهرة تجهيز «الحلومر» الذي يطغى على كل أنواع المشروبان لدينا.. والمظهر الثاني «مظهر الافطار في الِشارع والصلاة في جماعات كبيرة وهذه أجمل ظاهرة» وأيضاً من أهم مظاهر استقبال شهر رمضان في هذا البلد عند قدومه وهي ارتفاع الأسعار « فتحت زيادة الطلب وغياب الرقيب.. ونوم الضمير يرتفع السعر دون هوادة».. وهناك سؤال يتبادر إلى ذهني ويقض مضجع مخيلتي، هو هل يشتري المسؤولون، وجمعية حماية المستهلك، وكل من بيده الحل والربط، والجهات الرقابية، من ذات الأسواق التي يشترى منها المواطنون؟.. ألا يكتوي أولئك المسؤلون بنار الغلاء؟ أم لهم أسعار خاصة؟ مسكين أنت يا مواطن فأبكِ كيفما شئت، فلن يجدي نواحك ولن يسمع صوتك، ولن يلتفت أحد إلا إلى جيبك!! أصبح التاجر المتحكم في منافذ البيع هو المسيطر، وهو الذي «ينقص ويزيد»... فرفقاً بنا.. الهم أعنا على صيام نهاره وقيام ليله.