قال لي الشباب وهم يقدمون الدعوة لنا لحضور المؤتمر الصحفي الذي تعقده اللجنة المصغرة عصر اليوم وتشرح من خلال اجتماعها الأول جهودها وخطة عملها لعلاج الشاعر سيد أحمد الحردلو. فهي مبادرة يقودها بعض الشباب بالتضامن مع «بيت الفنون» و«سودانيز أون لاين». قال لي الشباب: نريد أقلامكم للمساهمة في هذا العمل الوطني الكبير قلت لهم في سري وهل يحتاج هذا الأمر لمناشدة؟!! وقلت في نفسي: ولماذا لجنة مصغرة؟ الحردلو يحتاج إلى لجنة بحجم الوطن وعطاء يشبه العطاء الذي سكبه لهذا الوطن فقد «رطن» الحردلو بكل الحروف وكل اللهجات على امتداد «الوطن» من السودان إلى «اليمن» فكان الغناء وكان «الشجن» فهل لهذا ثمن..؟! قبل شهور التقيت شاعرنا الكبير في منزل الأديب والشاعر صلاح العنسي سفير اليمن السعيد في الخرطوم، الحردلو كان «يشكو» ومع ذلك تألق كعادته في سماء الجلسة التي طوفت بنا في عوالم «الدبلوماسية» و«الأدب» و«السومانية» والتي كان الحردلو أحد فرسانها ورصيفه د. نزار غانم والذي قال عنه بأنه منافسه الأول في عشق السودان ولهذا عينه نائبه في جمهورية عشق السودان!! عادت بي الذاكرة لسنوات خلت ونحن في صنعاء والحردلو سفيراً ونجماً لامعاً في مدينة (أزال) والكل يحبه و«مجالسه» «عامرة» و«زاهرة» في هذه المدينة العربية الأصيلة. وكنا في حيرة من أمرنا هل الحردلو هو سفير السودان في اليمن أم سفير اليمن في السودان؟ بذات الحيرة التي تلفنا هذه الأيام حول الدكتور صلاح العنسي والذي يعطر سماء الخرطوم ومجالسها بأشعار بالعامية السودانية ونسأل ذات السؤال هل العنسي هو سفير صنعاء أم الخرطوم؟. ما هي حكاية هؤلاء السودانيين واليمنيين في هذا الحب الكبير....؟!!! *الحردلو أكبر من لجنة!! لأن ديونه على السودان كثيرة.. كثيرة ولتكن هذه اللجنة هي بداية (النفرة) لشاعر أحب السودان ولم يستبق شيئاً..!؟ ** لهذا الوطنْ معمدة جبهتي بالحَزَنْ ، ومنذورة كلُّ لحظةِ شِعرٍ .. وميلادِ أُّغنيةٍ .. أو شجنْ ، لهذا الوطنْ معمدة كلُّ رعشةِ حبٍ .. ، وكلَّ ابتساماتِ هذا الزمنْ ، ومنذورة كلُّ أيامِ عمري .. فما كان منها ... وما لَمْ يكنْ ، لهذا الوطن. سيد أحمد الحردلو