لا اعتقد أن «الجمعيات» التي تدعي أنها تسعى لحماية «المستهلك» بشكلها الحالي يمكن أن تكون مفيدة للمواطن والوطن!! هي أشبه بالنقابات التي تدور في فلك الحكومة «تشجب» و«تدين» ثم تذهب للنوم في «فراشها» مبكرة!! بعض المجموعات المتشددّة تقاتل بعضها بعضاً لأنها تعتقد أن هذه أو تلك تحول بينها وبين أعدائها« الحقيقيين» المستهدفين!! الجمعيات التي «تدعي» حماية المستهلك تحول بين الحكومة والمواطن.. وهي عملية أشبه بوضع المخدر في موضع الألم.. يعتقد المواطن المسكين أن هنالك من يتكلم باسمه ويدعي حمايته «فينوم قفا» وهي في واقع الحال لا تحمي المستهلك بهذه الطريقة بل تحمي الحكومة من المستهلك. ü لماذا تجامل هذه الجمعيات الحكومة؟ أليست هي أيضاً تاجر جشع يبيع الخدمات والتي هي في مقام السلع بأسعار عالية وفوق طاقة المواطن وربما تكون مغشوشة وفاسدة!! لماذا لا تدعوا المواطنين لمقاطعة أسعار الحكومة الغالية مثل الكهرباء والسكر.. ولماذا لا تذهب أكثر من ذلك وتبحث وتدرس أسباب ارتفاع تكلفة إنتاج السلع في السودان.. ولماذا لا تسعى لتقديم حلول عملية وحقيقية؟ ولماذا هي تقتصر على «استسهال» الأشياء والاكتفاء بالمنابر الإعلامية على حساب العمل الميداني القائم على النضال والعمل الحقيقي!! ü حماية المستهلك الآن هي عبارة عن نشاط ينشط فيه «نفر نفرين» أصبحوا محفوظين «مكرورين» في أجهزة الإعلام.. وهي بشكلها الحالي عبارة عن «شو» ووجاهة و«شوية» مؤتمر وسفريات داخلية وخارجية وتصريح «تصريحين» ب«ربطة عنق» للصحف و«خلاص» فقد تمت حماية المستهلك أمام غول وجشع الأسواق. سألت أكثر من واحد عن رأيه في مثل هذه الجمعيات بعضهم لم يسمع بها.. وبعضهم قالوا إنها لا تملك أدوات ووعاء ورؤية لعمل متكامل. بعضهم قال الحكومة «مبسوطة منها» جداً..!! والبعض قال إنها لم تخرج من خانة المقاطعة وحتى هذه لم تنجح فماذا فعلت حملة مقاطعة اللحوم والكيلو يصل في بلد الثروة الحيوانية إلى 50 جنيهاً بالتمام والكمال!! الآن أعلنت واحدة من هذه الجمعيات عن حملة جديدة لمقاطعة «4» سلع والحال من بعضوا!! ü الفكرة في حد ذاتها نبيلة ولكنها الآن بلا ساقين وربطة العنق وحدها لن تحمي المستهلك في مثل هذا السوق «الغول».. هذه جمعيات« للاستهلاك» الكلامي وليس لحماية المستهلك.