جاءت دعوة جمعية حماية المستهلك لكافة المواطنين بمقاطعة اللحوم الحمراء وبعض السلع الاستهلاكية خلال شهر رمضان، في محاولة لردع التجار الذين وصمتهم بالجشع والاحتكار. وطالبت الجمعية الحكومة بضرورة التدخل العاجل لايقاف الاحتكار والتلاعب بالاسعار لرفع معاناة المستهلك. وأكدت الجمعية التزامها بتنظيم نفرة لتوجيه المستهلك نحو مقاطعة عدد من السلع التي شهدت ارتفاعا غير مبرر. واكدت النيابة انها ستقوم بحملات توعية وارشاد للمواطنين للابتعاد عن شراء السلع غير المهمة بهدف ضبط الاسعار. «مع الناس» تجولت بسوق بحرى للخضر والفاكهة، والتقت ببعض المواطنين للكشف عن موقفهم مما دعت اليه جمعية حماية المستهلك. وكانت بداية الجولة بمحل لبيع اللحوم الحمراء الذى وجدناه مكتظا، وكانت الملاحظة ان عدد النساء اكثر من عدد الرجال، وكانت اولي المتحدثات الحاجة فاطمة الحاج التي سألناها لماذا النساء اكثر من الرجال؟ فقالت لأن الرجال لا يجيدون اختيار اللحمة الحمراء، لذلك تحرص النساء على شراء اللحمة الحمراء دون الاشياء الاخرى، اما عن ارتفاع الاسعار فقالت الحاجة فاطمة انه شيء مؤسف ومرهق للمواطن الذى يتقاضى راتبا محدودا. وحول آثار الارتفاع الفاحش للسلع في رمضان تقول الحاجة فاطمة انه الحق اختلالا بينا في نظام الاسر المعيشي، وقد تخلى الكثيرون عن اشياء كثيرة مع انها مهمة جدا، لكن لا مفر من التخلي. وعن دعوة جمعية حماية المستهلك الى التوقف عن شراء اللحوم، تقول الحاجة فاطمة إن التوقف عن شراء بعض السلع فى هذا الشهر العظيم مرتبط بامكانيات الاسر وتوفير البدائل، وثمَّنت الحاجة فاطمة مواقف جميعة حماية المستهلك، مطالبة اياها باتخاذ مواقف واضحة تجاه الغلاء الذى صار اهم سمات السوق، مما نتج عنه قرار كثير من الاسر بالتوقف عن شراء عدد من السلع لعدم تناسبها مع دخلها اليومى، أما بالنسبة للمواطن المقتدر فبالتأكيد سيشترى مهما ارتفعت الأسعار، خاصة أن مائدة رمضان تجمع الأهل والجيران، ولذلك لا بد من الالتزام بها مهما كلفت، مع أن رمضان شهر رخاء وكل التزاماته قد توفرت تماما. اما المواطن عامر الذى وجدنا بجانبه كمية من الاكياس الممتلئة، وكانت آخر محطاته محل اللحوم الحمراء والبيضاء، فقد قال ان استهلاك اللحوم البيضاء اكثر من اللحوم الحمراء في شهر رمضان، اضافة الى استهلاك الفواكه، وبالتالي لا نستطيع مقاطعة اللحوم خاصة خلال شهر رمضان. فيما قالت المواطنة ليلى عبد الرحمن إن زيادة أسعار اللحوم الحمراء تعتبر استنزافا للمواطنين، وان هناك اشخاصا يسعون للثراء الفاحش من خلال تخزين السلع ورفع أسعارها. وتساءلت ليلى عن موقف الحكومة من هذه الفوضى، وذكرت انها طالعت في احدى صفحات الصحف بأن هناك فتوى تحرم رفع الاسعار في شهر رمضان. ومضت ليلى الى القول إنها تساند رأي جمعية حماية المستهلك، وستعمل على اقناع جيرانها بهذا الأمر، وفي كل مكان تذهب اليه. مضيفة أن هناك الكثير من الفقراء في السودان، فمن اين لهم بالاموال حتى يجاروا هذه الاسعار غير القانونية؟ وقالت ان شهر رمضان شهر للرحمة، ولكن انعكست الآية عندنا في السودان ليستغل ضعاف النفوس رمضان باعتباره فرصة يحققون من خلالها ارباحاً طائلة. المواطن عمر ابراهيم لم يمضِ بعيداً في الحديث عن سابقيه، وقال انه يؤيد ما طرحته جمعية حماية المستهلك، ولكنه يحتاج الى وقفة من المواطنين، مشككا في نجاح مثل تلك الدعوة، لأن متطلبات رمضان تفرض على المستهلكين أن يشتروا بأي سعر لأنهم مجبرون، وقال من الواضح ليست هناك جهة تستطيع الوقوف امام هذه المسائل التي يتضرر منها المواطن في كل الأحوال.