أمس الأول كرر ثامبو أمبيكي رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، لمفاوضات أديس ابابا سيناريو الوسيط لازراس سمبويا في مفاوضات نيفاشاً في العام 2003 .بإحالته ملف أبيي الى قمة «البشير سلفا» تعقد في سبتمبر القادم.. مع اختلاف الجهات التي أحال إليها الملف.. ولا أدري لماذا يدعو أمبيكي الرئيسين كلما تعثرت المفاوضات؟..... المهم أن الإحالة تعني أن المفاوضات حول أبيي وصلت الى طريق مسدود.... كيف لا وقد كاد هذا الملف أن ينسف مفاوضات نيفاشا تماماً..... حيث لم يكن ضمن أجندة التفاوض التي حددتها الإيقاد، لكن أبناء دينكا نقوك في الحركة الشعبية بقيادة دينق ألور، وبمساندة من فرانسيس دينق مجوك أوقفوا التفاوض، ووضعوا جون قرنق والوساطة أمام خيارين.. إما تحديد «طاولة» للتفاوض حول أبيي تحت منبر الإيقاد أو فشل المفاوضات... وقد وافق الجميع بما فيهم وفد الحكومة على التفاوض حول المنطقة وتبعيتها..... ولم يصل التفاوض الى نتائج حاسمة... واتفقت الأطراف على إحالة الملف الى لجنة محايدة مهمتها زيارة المنطقة والجلوس مع المسيرية والدينكا... لكن هذه اللجنة جاءت بتقرير غريب فبدلاً من حل المشكلة أدى الى تعقيدها.... ومن بعد لجأ الطرفان الى التحكيم الدولي في لاهاي..... الآن يجد أمبيكي نفسه أمام التحدي الذي واجهه سمبويا في ملف أبيي.... وهو تحد يكمن في أن مصير المنطقة في إتخاذ القرارات الصعبة لحل الخلاف ليس بيد سلفاكير، وإنما بيد أبناء دينكا نقوك الذين يتولون مناصب عليا في الجيش الشعبى والحركة الشعبية، ويسيطرون على مقاليد حكومة الجنوب... فهولاء يريدون أن يتم أستفتاء دينكا نقوك حتى ولو كانوا في الخرطوم- لتقرير مصير أبيي، ويرفضون مشاركة المسيرية في الإستفتاء بحجة أنهم رعاة ... علماً بأن « دينكا نقوك» هى قبيلة رعوية.... فلن يضحي سلفاكير بأبناء دينكا نقوك وسيمضي في طريق الراحل جون قرنق...الذي إرتضى بتحويل الملف الى لجان.... لذا أتوقع أن لا تتوصل القمة المرتقبة- إذا أنعقدت- أن تصل الى حل نهائي لمشكلة أبيي.