شاهدت مقطع فيديو «يوتيوب» عن لبوة جائعة تصارعت بكل قوة وشراسة مع قرد «شيتة»، ومعروف أن الشيتة من أقوى الحيوانات واللبوة أيضاً.. أخيراً تغلبت اللبوة على القردة، وأن اللبوة جائعة ولها صغار جياع، فأرادت أن تأخذ فريستها وتذهب لأبنائها بالصيد الثمين، ولكن في عودتها هاجمها قطيع من الضباع الجائعة، فأرادت بكل قوتها أن تحافظ على فريستها وحمايتها من تلك الضباع الهائجة، وفي أثناء حمايتها للقردةومقاومتها للضباع وهي تلف حولها وتقلبها ذات اليمين وذات الشمال، والضباع حولها تزمجر من الجوع، وفي استعداد للهجوم عليها، وفي تلك الأثناء رأت أن للقردة صغيراً متعلقاً بها، فأخذت اللبوة وقفة وبدت عليها علامات الحيرة.. وأخيراً اتخذت القرار.. وحملت الصغير بعيداً عن أمه الميتة وبعيداً من الضباع حتى تحميه منهم، وتركت الفريسة للضباع الهائجة التى انقضت عليها في لحظات، وهي تراقب عن بعد الفريسة رغم أن الجوع يقتلها، وتنظر لصغير القردة في حنان، وبعد انتهاء الضباع من أكل القردة الميتة وتفرقهم بعيداً من موقع اللبوة وصغيرالقردة أخذته بكل حنان وشعور الأمومة يتدفق منها، وذهبت به لصغارها وراعته كأنه واحد من أبنائها.. فتلك من فصيلة الحيوان ولا عقل لها راعت صغيراً لا حول له ولا قوة.. يتدفق منها فيض جياش من الأموم والرحمة والحنية للصغار.. فما بال بني البشر الذين كرمهم الله عن سائر مخلوقاته بالعقل، ورغم ذلك نجد بعض بني البشر لا رحمة لهم، ويقتلون الاطفال الأبرياء من أجل السياسة، وحب السلطة، وحب الدنيا، ونجد بعض الأمهات من تعرض أبناءها للبيع والتسول مما يعرضه للخطر.. فلنأخذ العبرة من تلك اللبوة فإنها مثال حي للحنان.