قطعت الحكومة بعدم التوقيع على اتفاق النفط الذي تم مؤخراً بين الخرطوم وجوبا ما لم تتم تسوية للترتيبات الأمنية وفك الارتباط بين دولة الجنوب وقطاع الشمال، وقال رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق د. كمال عبيد إن بترول الجنوب لن يمر على الإطلاق عبر الأنابيب في الشمال دون التوصل إلى اتفاق حول الترتيبات الأمنية وفك ارتباط دولة الجنوب مع قطاع الشمال. وأضاف عبيد أن الحكومة ليست في حاجة لبترول الجنوب في الوقت الحالي، نافياً وجود أي تضارب في الاتفاق الذي تم بين البلدين. وقال خلال حديثه في برنامج مؤتمر إذاعي أمس: هنالك لبس في الأرقام مشيراً إلى أن متوسط رسوم النقل والمعالجة والرسوم السيادية في حدود (10-11) دولار للبرميل بالإضافة لمبلغ الترتيبات المالية للفترة الانتقالية والبالغ (3) مليار دولار تدفع بواقع (15) دولار للبرميل حتى يتم استيفاء المبلغ المطلوب.واستبعد عبيد تحقيق أي تقدم في جولة المفاوضات المقبلة مع قطاع الشمال، لافتاً النظر إلى أن القطاع لا يمتلك إرادة قوية لفك الارتباط مع دولة الجنوب. وقال إن الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان غير مرحب به في جولات التفاوض إذا لم يغيير مواقفه المتعنتة والتي تعمل على تعكير الأجواء التفاوضية. وأضاف أن الحكومة لديها تجارب و أنها لا تريد تكرار تجربة نيفاشا والشراكة غير المرغوب فيها مع أشخاص فشلوا في إثبات حسن النوايا. ونفى عبيد وجود ورقة سرية من جانب قطاع الشمال للتفاوض حولها وقال إن الوفد الحكومي نقل للوساطة عدم التطرق لاتفاقية تمهد لفترة انتقالية ثانية باعتبارها تعرقل العملية الديمقراطية التي كسبتها الدولة من اتفاقية نيفاشا. وسخر عبيد من الحديث حول عودة مالك عقار وياسر عرمان لمزاولة عملهما بأمر رئاسي واعتبر الأمر بأنه مجرد ظنون وأن الوقت لا يزال مبكراً حول الحديث عنه، وقال إننا لن نقبل بجهات فشلت في الإيفاء ببنود الدستور وتريد أن تأتي بقانون ودستور وفترة انتقالية جديدة وأضاف أنه لا يمكن للوساطة في أي حال من الأحوال أن تجبرنا على التفاوض مع أي جهة لا نرغب في إجراء أي مفاوضات معها.