على فكرة يقال أن الأوراق النقدية ، تحمل في طياتها ملايين الجراثيم ، وربما تتفوق على الحمامات العامة في نسبة الجراثيم بالضربة القاضية ، لكن الناس في كل مكان ، لا يلتفتون إلى هذه المعلومة لأن خشخشة الفلوس تطير عقل أجعص جعيص وجعيصة ، الغريب أن آخر المعلومات تشير إلى أن الأطباء في بريطانيا إكتشفوا عن حالة نادرة لحساسية الفلوس ، وجاء في نشرة طبية أن إمرأة إنجليزية على سن ورمح تعاني من حساسية القروش ، فكلما أمسكت بجنيه إسترليني تفور الحساسية في جسمها ، ويقال أن هذه تعد الحالة الاولى التي جرى إكتشافها في هذا البلد ، الآن يا جماعة الخير جاء دور الجنيه السوداني الجربان بن الجربان ليعاني من الحساسية ، وطبعا حساسية الجنيه المغلوب على أمره لا يمكن علاجها على الإطلاق لأنه سيظل هكذا يعاني من الكبكابه والحساسية طالما أن عدم الإستقرار يفرد جناحيه في عموم الوطن ، وطالما أن التضخم البليد أصبح سمة بارزة في الإقتصاد السوداني ، وطبعا يعلم الجميع أن صندوق النقد الدولي أعلن بالفم المليان أن نسبة التضخم في الإقتصاد السوداني بلغت 41 .6في المائة ، يا سلام إيه ده كله يا حبيبي إيه ده كله ، يعني بالمفتشر قيمة الجنيه أصبحت فشنك ، والليله وبكره ربما يملأ المستهلك شنطة قروش لشراء مستلزمات بسيطة ، وتصبح حكاية شوالات القروش وشنط الفلوس سيناريو يومي في أسواقنا ، المهم طالما أن الجنيه السوداني أصبح في وزن الريشه ، لا يهش ولا ينش ، تعالوا نفكر بطريقة ذكية جدا من أجل أن تعيد إليه هيبته ، الفكرة ببساطة أن تقوم إحدى الشركات بإطلاق شعار أحلام الهواء السوداني ، نعم أحلام الهواء عدييييل كده ، وبهذه الطريقة نبني بيوت من الهواء ومدارس من الهواء ومستشفيات ووزارات ومدن وقرى كلها منفوخه بالهواء ، أقول قولي هذا لأن الجنيه أصبح بلا قيمه ، وحينما نصل إلى مستوى الإكتفاء الذاتي من بيع الهواء يمكننا تصدير الفائض إلى دول الجوار الأفريقي لأنها يا حسرة مثلنا تماما تعيش في أوهام الهواء وتصريحات الرؤساء والزعماء والقيادات التي تشبه فقاقيع الهواء ، فكم من وعود سمعها المواطن الغلبان من الحكومة ، ولكن هذه الوعود تبخرت في الهواء ، وأصبحت مثل قبض الريح جرت من غير ما تشتهي نفسي ، الزعيم الفلتكاني تجده يتحمس في خطبه العصية ويتحدث بكلام وأحلام فوق التصور ، ولكن في كل الاحوال فإن مثل هذه الخطب الرنانه ، تكون هوائية بصورة كبيرة ولا يجني منها الوطن سوى المزيد من حالات الإحباط والذي منه ، كما أن زعامات المعارضة لديها فنون قتالية في بيع الهواء ، وأخص بهؤلاء المناور والمنظر الكبير وصاحبه المتفائل صاحب الإبتسامة الصفراء ، فطالما أن الحكومة والمعارضة يبيعون الهواء على عينك يا تاجر أخشى أن يتحول الوطن إلى دمية يلعب بها الهواء ، وخايف يكون شالو الهوا .