تسببت الأمطار الغزيرة والسيول التي ضربت محلية مروي بالولاية الشمالية الأسبوع الماضي في حدوث أضرار كبيرة بقرى وأحياء المحلية. وخلّفت السيول- التي لم تشهد مروي من قبل مثيلها حتى في فيضان 1988م- أوضاعاً مأساوية وسط المواطنين الذين أصبحوا يعانون ظروفاً معيشية بالغة التعقيد بسبب تلف المحاصيل الزراعية التي غمرتها المياه، بالإضافة إلى أنهم يواجهون أوضاعاً صحية قابلة للإنفجار نتيجة انهيار أعداد كبيرة من المراحيض واختلاطها بمليه السيول، بالإضافة لتراكم كميات كبيرة من المياه بالطرقات مما شكل بيئة خصبة لتوالد الباعوض والحشرات الناقلة للأمراض، الأمر الذي يتطلب تحركاً سريعاً على كافة المستويات من مسؤولين ومنظمات واتحادات وروابط لتدارك الخطر الذي يحيق بإنسان المحلية. وهذه السيول أدت لانهيار الآلاف من المنازل وإغلاق الطرقات الرئيسية، بالإضافة لتلف نسبة كبيرة من المحاصيل والخضروات ببعض قرى المحلية. (آخرلحظة) رافقت وفداً من اتحاد أبناء حزيمة بالخرطوم في زيارته للمنطقة للوقوف على حجم الأضرار التي لحقت بها،لاسيما وأن «حزيمة» تعد أكثر قرى المحلية تأثراً بهذه الأمطار، حيث إنها شهدت انهيار أكثر من (300) منزل بالإضافة إلى أن السيول غمرت كافة الأراضي الزراعية بالمنطقة. والتقت الصحيفة خلال الزيارة بعدد من أهالي المنطقة المتأثرين بالأمطار والذين أجمعوا على أن الخسائر التي لحقت بهم أكبر بكثير من إمكاناتهم، وأنهم في حاجة ماسة لمد يد العون والمساعدة من خيام ومواد تموينية وإصحاح للبيئة المتردية من خلال عمليات الرش وشطف المياه، بالإضافة لتوفير أعلاف للماشية وإرسال قوافل صحية بشرية وبيطرية تحوطاً لحدوث أي تدهور صحي. وناشد المتضررون المسؤولين في الدولة، وعلى رأسهم نائب الدائرة بالمجلس الوطني الفريق أول مهندس صلاح عبدالله قوش بالاستجابة السريعة لمطالبهم والمساعدة في رفع الضرر الذي لحق بهم، مشيرين إلى أن الأمطار أدت لتوقف الحياة تماماً بالمنطقة، بعد أن المياه الخضروات والمحاصيل التي تشكل لهم مصدراً رئيسياً للدخل ويبدو أن إمكانيات محلية مروي ضعيفة جداً لمجابهة كوارث الخريف وأن الأضرار التي لحقت بمواطن المحلية أكبر من طاقة الولاية نفسها، حيث المئات من المواطنين بالمحلية يعانون من شح في الغذاء والماء ويواجهون ظروفاً صحية معقدة بسبب اختلاط السيول بالمراحيض. والمحلية لا تزال موقف دور المتفرج.. ورصدت (آخرلحظة) خلال الجولة الميدانية التي استمرت لمدة يومين قطوعات في المياه وحالة من العطش ضربت مواطني منطقة «حزيمة» بسبب انهيار الآبار الجوفية بعد أن غمرتها المياه. فالأوضاع بالمنطقة أصبحت حرجة وتحتاج إلى جهود جبارة لإعادة الحياة لطبيعتها وجبر «الكسر» لمواطني المنطقة الذين أصبحوا شبه محاصرين بعد أن عزلتهم الأمطار عن مدينة كريمة، بسبب إغلاق الطريق الموازي للنيل والذي يعد طريقاً رئيسياً لمواطن المحلية، بالرغم من أن هنالك طريقاً مسفلتاً يربط هذه المناطق بمدينة كريمة، والذي هو الآخر لم يسلم من بعض الأضرار الطفيفة التي لحقت به جراء السيول. وفي ذات السياق أكد المؤتمر الوطني بمحلية مروي على لسان الباقر عبدالله محمد نائب رئيس الحزب بالمحلية، أن إمكانيات المحلية شحيحة أو تكاد تكون معدومة لمواجهة كوارث الخريف، داعياً كافة الجهات المعنية من اتحادات وروابط ومنظمات ومسؤولين للتنسيق لتدارك آثار السيول والفيضانات، مشيراً إلى مبادرة اتحاد أبناء حزيمة بالخرطوم والذي ظل في حالة تأهب قصوى ومتابعة لصيقة لمجريات الأحداث بالمنطقة منذ وقوعها. وسارع الاتحاد بتشكيل لجنة لإصلاح البيئة، والتي قامت بدورها برش كافة المنازل والمياه المتراكمة لتقليل الأخطار الصحية المتوقع حدوثها، كما أن الاتحاد ظل في حالة اتصالات مستمرة مع كافة الجهات المسؤولة والجهات ذات الصلة بهدف الوصول إلى حلول لتقليل هذه الآثار على مواطن المنطقة. من جانبها شكلت محلية مروي لجنة عليا لمواجهة كوارث الخريف، وانبثقت من هذه اللجنة عدة لجان أخرى منها لجنة لاستقطاب الدعم ولجنة لإصحاح البيئة وأخرى هندسية. ولم تنحصر الخسائر في انهيار المنازل وإتلاف المحاصيل فقط، بل تسببت في إتلاف القنوات الرئيسية لمشروع حزيمة الزراعي، ذلكم المشروع الوليد الذي لم يمر على تأسيسه عامان.. لسان حال مواطن المحلية يقول متى يتحرك المسؤولون بصورة جادة لرفع الضرر عنهم وتقديم مساعدات عاجلة، خاصة وأنهم في حاجة ماسة لمواد تموينية، علماً بأن شهر رمضان يزداد فيه حجم استهلاك المواد الغذائية مما يؤدي بالمقابل لارتفاع أسعارها.