للأسف والأسف الأكيد اكتشفت أمس، وهو اكتشاف ليس جديداً عليّ لكنه تجدد ووضح وضوح الشمس، أن بعض مسؤولينا للأسف يتخيلون أن نظارة المواطن عمياء لأنهم يلبسون نظارة المنصب التي تعميهم عن الحقائق ويتصورون أن ما يقولونه من أحاديث ودفوعات ستمر على الناس ويسلمون مقتنعين بحيثياتها ناسين أن هذا المواطن ذكي ولماح بما فيه الكفاية، لكنه (شقي حال) وهو يقع في قيد من لا يرحمه ولا يضع أهمية لاحتياجاته.. تجددت عندي هذه القناعة والسيد مدير الطيران المدني الباشمهندس محمد عبد العزيز يقول أمس وعبر برنامج الزميل الطاهر حسن التوم «حتى تكتمل الصورة» إن أس مشكلة الطيران المدني في موظفين يريدون الاستمرار في الخدمة ولذلك يحركون حرباً يلعبها بالوكالة الأستاذ إسحق أحمد فضل الله، وهو حديث لن أرد عليه لأنه «لا يرد عليه وإسحق في المدينة».. والمشكلة الثانية أن ما يقال هو «أوهام» إعلاميين كما رد على مداخلتي حينما سألته عن طائرة سودانير التي عادت من الجيلي بعد أن كاد أن يشب فيها حريق بسبب إهمال المهندس الذي صرح بطيرانها بعد نظافتها من أسراب الطيور التي دخلت أحد محركاتها أثناء عودتها من رحلة، ولا أدري كيف سمح مدير الطيران المدني لنفسه أن «يمنتج» الكارثة في أنها مجرد حدث عادي وعارض والواقع يقول إنه حدث كارثي لولا لطف الله.. حاجة ثانية السيد مدير الطيران المدني رسم صورة وردية للواقع ووصف شركات الطيران الخاصة بأنها كفاءات وطنية وأنها مية مية وما تخرش المية حتى فاجأه مدير شركة نوفا وهو الكابتن وداعة الله محمد نور أحد الشرفاء الذين يقولون الحق حتى لو كانوا جزءً من المسؤولية حينما وصف كيف أن شركات الطيران الخاصة «تزوغ» من تدريب كفآتها وصيانة طائراتها نسبة للرسوم العالية المفروضة عليهم من الطيران المدني.. الدائره أقوله إن حديث واستضافة مدير الطيران المدني أكدت أننا نعيش كارثة بمعنى الكلمة ليس للحال الذي وصل إليه طيراننا ولكن لأن من يدركون حجم الكارثة يجملونها ويضربون حيط الجالوص بوماستك وعند أول مطرة يظهر تصدع الجدران وقبح المناظر! وآيبون عائدون إلى ربنا منقلبون رددوها فهي وحدها المنجية لأرواحكم وليس ما تمتطونه من طائرات خردة وباقي عمر!! ٭ كلمة عزيزة: لاحظت أن معظم مقدمي البرامج وحتى ضيوفها من الصحفيين طوال فترة أيام عيد الفطر لذلك ارتفعت وتيرة التنافس في بعض البرامج، ودعوني تحديداً أشير للبرنامج الذي قدمته النيل الأزرق بعنوان العبقرية السودانية والذي كان ضيوفاً عليه الأستاذ محمد محمد خير والأستاذ مصطفى أبو العزائم والسفير عبد المحمود والأستاذ كمال آفرو ثم عادت فضائية الخرطوم واستضافت الأستاذ مصطفى والأستاذ محمد محمد خير وأضافت لهم الأستاذ صلاح عمر الشيخ وهي التي قدمتها الأستاذة يسرية محمد الحسن وإعدادها وإخراجها للأستاذ عصام الدين الصائغ وهذه السهرة تحديداً أعادت لي الزمن الجميل للحوارات الراقية خفيفة الدم التي لاتسأم من مشاهدتها والاستماع إليها فبراڤو الصائغ أن جمعت هذه التوليفة الجميلة التي عطرت أمسية السبت. ٭ كلمة أعز: قال الأستاذ محمد محمد خير واصفاً حال الصحفيين مغلوبي الحال إنه في بيت أحدهم شاهد الكديسة بتأكل بصلة! أها يا أستاذ رائك شنو أنا شفت كديسة بتأكل في دلقان وما حا أقول ليك في بيت منو؟ إطلاقاً لم أقصد أو اتعمد الإساءة أو الاستهانة بالإخوة الأصدقاء والأشقاء في جزر القمر وهم من تربطنا بهم وشائج الإسلام والأخوة الصادقة لكن بالغ غضبي من سودانير والطيران المدني بلغ مداه فوصل بعضاً من الرشاش لثياب إخوة أعزاء في جزر القمر ما رأينا منهم إلا كل محبة وتقدير واحترام للسودان وأهله.. لذلك وإن كنت عن غير قصد قد مسست مشاعرهم فلهم العتبى مني حتى يرضوا، وستظل العلاقات بين شعبينا مبنية على الاحترام والتقدير والوفاء!