أطرف سيناريوهات الإحتجاج بالحريق نفذتها إمرأة عراقية ، المرأة لم تحرق نفسها لأن حكومة نوري المالكي الطائفية المغيته تضع رأسها تحت حذاء إيران وتسير وفقا لبوصلة الدولة الصفوية ، ولكنها نفذت هذا السيناريو إحتجاجا على سلوكيات زوجها الأخرق والمدمن على مشاهدة المسلسلات التركية فائقة النكهة ، المهم يبدو أن الأحتجاج بالحريق أصبح سمة عربية من البحر إلى البحر ، ففي الكثير من دول العالم التالف إبن التالف ونحن من هالدول التلفانه ، يحتج الناس بحرق أنفسهم حينما لا يجدون طريقة للخروج من المآزق أو حينما يضيق بهم الحال ، وفي الغرب حينما تضيق المسائل يرمي الإنسان نفسه من فوق برج أو ناطحة سحاب كما هو الحال بالنسبة للمخرج الأمريكي الشهير توني سكوت ، سيناريوهات الحرق بالنار تواصلت منذ إنطلاقة الربيع العربي في تونس وأصبح محمد البوعزيزي ماركة مسجلة في الكثير من البلدان حتى أن السودان شهد مثل هذا السيناريو ، ولكن دعوني أوجه سؤلا صادما هل إذا تجرأ آلاف السودانيون بحرق أنفسهم في سوق الله أكبر هل يمكن بهذه الطريقة النيرانية أن تغير الحكومة طريقتها في التعامل مع حراك الأحداث ؟، طبعا أي حكومة حتى وإن كانت حكومة جمهورية النمل الكبرى لا يمكن أن تغير سلوكياتها من أجل الناس الغلابا ، على غرار حرقه تفوت ولا حكومة تموت لكن الشيء المهم جدا والسؤال المستعصي على أجعص جعيص إبن جعيص إلى متى يخضع الحراك الأعلامي إلى عصا الرقيب والمصادرة والقمع غير المبرر ، وإلى متى تظل الصحافة السودانية ترتدي كمامة من العيار الثقيل ، إنه سؤال سيظل يطرح نفسه حتى تنمو للجرابيع قرون ، قصة كمامة الصحافة السودانية تذكرني بحكاية طبيبة سودانية على سن ورمح ، الطبيبة إمرأة ناجحه في مجالها المهني ، ومحسودة من الجميع ولكنها يا حسرة مجروحة ، الجرح جاء يا جماعة الخير من أقرب الناس لها ، فمن سوء حظها الهباب أنها أرتبطت برجل فيه كل عيوب الدنيا ، أخرق ، تعيس ، بخيل ، وأحمق من أبو الدقيق ، لكن بعد أن وقعت الفأس على الرأس وأصبحت ملتزمة أسريا بالعيال والذي منه لم تتمكن من خلع الرجل الجبان ، فأختارت الأحتجاج بالكمامة ، ولكن ليس على طريقة الكمامة الطبية وإنما إضطرت إلى أن تلبس الكمامة حينما تتواجد في المنزل حتى لا تشم رائحة الزوج أو تتحدث معه أو حتى تنظر إلى هيئته ، وقال الطبيبة في لحظة صفاء وشفافية أن هذا النوع من الإحتجاج يقتلها في اليوم مليون مرة ولكنها مضطرة لتنفيذه حتى تجد مخرجا للتخلص من الزوج اللعين ، حكاية الطبيبة المغلوبة على أمرها تذكرني بمشهد الصحافة السودانية ، التي ترتدي الكمامة ، رغم أنفها ، حتى لا تشم رائحة أو تنظر إلى ملامح كشرة ،وسطوة رخوة .