أتاني بليلٍ ضياءُ القريض وليلُ القريض حوارُ الصدى فجئتُ ندياً لصدرك صدُرك زندُ الورود الصغيرة وزند الورود الصغيرة لا يستجيب لغير الندى بُغتة فاجأتني القصائدُ والسلسبيل حديثُك شفّ دموع القصائد سالت بوزن خفيفٍ وشوق مقفى فعرفت الذي كنهه يستديم على الدرب وقت تصبب قلبي عرق إنه الشعر خط تواصل منذ ابتداء الغشاوة حتى عناق الأرق الشعر ليس سواه الذي قادني لمقتتل سمعت عيوني تحدّق فيك رأتك جهاراً في وسط كل البيارق تتجهين يساراً بكيتُ بكيتُ لماضِ جراحي فيه بكيتُ نعتني الشوارع للناس ثم اشتكتني المزارع للفأس ثم احتوتني الفراغات وامتلأت بفراغي وسافرتُ عدتُ وعدت لكي من جديد أرتبّ سفراً علّمتني المشاوير سر النساء وخير الكلام البذيء بلا دعوة مستجابة درسيني أصول التفقه فيكي علمّيني القراءة قبل الكتابة ودعينا على خارج الزمن المتشتت بين قميصي وثوبك يكون اللقاء هل أتاك حديثُ المواويل صوتُ يصفق حين يضيع النداء؟ إنه يعتريني لأن الأحاديث جفت بحلقي فهل تأخذيني إلى الموت جهراً وتقترحين البكاء؟ لا سبيل سوى للخيال عويلُ ولو عيونك ألف صهيل طائعاً جئتها حافياً حالقاً مستحيل توحّدت فيكي وصرتك أنت فحين مشيتُ مشيتُ على مقدمك وحكين أكلتُ لمست فَمك ويوم مرضتُ فحصتُ دمك أم درمان 1988