وفي هذا الإسبوع.. إسبوع المصارحة والمكاشفة.. نتذكر تلك الأيام المفزعة المخيفة.. في الأيام والشهور الأولى التي تلت «هبوب» الانقاذ في قلب عاصفتها الهائجة.. نتذكر كيف إن الانقاذ وعلى لسان قادتها ومفجريها إنما جاءت لترسي وتقيم شرع الله في أرض الوطن.. لم تكن المفردات والكلمات.. والخطابات.. تتدثر بالحكمة والموعظة الحسنة.. بل كانت وكأنها «تخوف» الشعب بشرع الله المطهر وكأنها قد وجدت الشعب السوداني.. يعبد هبل ويغوث وسواع ونسرا.. رغم أنها تعرف «زي جوع بطنها» إن العقيدة الإسلامية راكزة في صدوره ركوز الصواري في السفن ركوز الجبال الراسيات في عمق الأرض.. وتمر الأيام.. وتدور السنوات.. وتكر العهود.. وتمضي العقود.. وكنا نحن «الرَّعية» عندما نقول سراً وعلى استحياء.. وهمساً.. وتسريباً.. تا لله إن هذا ليس شرع الله المطهر.. العادل.. الحق.. كان الأحبة في الانقاذ يرفعون في وجوهنا.. العصي والبنادق.. ثم يجابهوننا باللافتات وتهم التخوين والتخويف.. ولا يجدون غضاضةً في وصفنا بالكفار والخارجين عن الملة.. ولا يطرف لهم جفن ولا يهتز لهم رمش، وهم يتهمون من طعن في إقامتهم للشرع بالطابورالخامس وموالات الغرب الصليبي الكافر.. ويأتي هذا الأسبوع.. وتأتي معه أمواج الوحشة ورايات العجب ويسطع المستحيل ويشهد شاهدٌ من أهلها.. بل شهود من أهلها.. صحيح إن أحبة اسلاميين كانوا معهم في نفس المركب قد سبقوهم إلى ذلك.. ولكن لم نقف كثيراً عندهم فهم أيضاً وبعدالفراق المر مع إخوتهم فقد كانوا يصنفون من المعارضين الشائنين لكل ما تقوم به الانقاذ.. نحن أيضاً لم ندهش ولم نقف كثيراً عن حديثهم عن إن الذي يجري لا علاقة له بالاسلام.. ولا حكم شرع الله المطهر من قريب أو بعيد.. نعم انه وقبل سنوات خلت وبعد المفاصلة كان مولانا يسن عمر الإمام قد قال عبر الصحف علناً وفي الفضاء الطلق قال «والله بت أخجل عندما أحدث جيراني عن الإسلام».. ولكن اليوم أمر.. فقد قال مولانا إمام وخطيب الجامع الكبير الجمعة الماضية.. «إن الانقاذ لمدى ثلاثة وعشرين سنةً وتزيد لم تطبق شرع الله! والآن عليها أن تطبق شرع الله أو أن تذهب غير مأسوف عليها» وتدوي أكفي بالتصفيق وأنا أهتف.. ينصر دينك مولانا كمال رزق.. وأقول علناً.. طيب نحن كنا بنقول في شنو».. ولا يكاد الاسبوع تنقضي أيامه ولا ترحل ساعاته حتى يمطر مولانا «قطبي» الانقاذ بقوة نيران هائلة.. وكثيفة.. بكلمات وحروف تعلن في إشهار وعلانية وكأن الرجل قد قنع من الانقاذ باطن وظاهر بصورتها الراهنة.. وبحالتها الماثلة أمام الناس والتاريخ الآن..والرجل يعترف بين ثنايا حديثه بأن الانقاذ كانت وقبل سنوات هي الدواء الناجع والناجح لآلام وأمراض السودان.. لذا سوف نتوقف عند حديثه طويلاً ونبدي في شجاعة وقوة المؤمن ملاحظاتنا واعتراضاتنا.. وأمنياتنا.. واقتراحاتنا.. أما حديث مولانا «رزق» لن نكتب حرفاً واحداً عنه.. لأننا نتفق معه تماماً.. بل إننا قد سبقناه بهذا القول قبل أكثر من عشرين سنة.. فاتهمنا حتى في أعز ما نملك ونعتقد.. وهو إنتماءنا الراسخ والذي لا يخلخله شك ولا يزعزعه ظن بالإسلام الراكز في صدورنا.. فإلى غدٍ...