ليست هي المرة الأولى التي تحدث فيها مشادات كلامية بين وزير الصحة الاتحادية بحر إدريس أبوقردة والنائب البرلماني دفع الله حسب الرسول.. فقد احتد الطرفان في جلسة للبرلمان عقدت قبل نحو أربعة أشهر.. لكن ما حدث بينهما في جلسة السماع التي نظمتها لجنة الشؤون الاجتماعية بالبرلمان أمس الأول حول مكافحة الإيدز بالبلاد تعد الأبرز.. لأن عبارات التخاطب اتسمت ب«الخشونة» وهي جلسة مخصصة للرد على اتهامات النائب لإدارة مكافحة الإيدز بتوزيع «الواقي الذكري» على طلاب جامعة أفريقيا العالمية.. وعندما تحدثت مسؤولة الأمراض المنقولة جنسياً قاطعها النائب بالحديث.. فطلب منه الوزير الصمت لحين الانتهاء من حديثها.. لكن تطور الأمر بين الوزير والنائب إلى مشادات كلامية على شاكلة «تأدب يا زول».. فرد دفع الله على الوزير «أنا مؤدب.. تأدب إنت...».. وبعيداً عن حرص كل طرف على الحد من انتشار الإيدز في البلاد.. فإن ثمة سؤال يطرح نفسه.. وهو هل للنائب دفع الله خطة واضحة المعالم يمكن تطبيقها للحد من انتشار المرض؟.. وهل البرنامج الذي تنفذه الوزارة أدى إلى عدم انتشار المرض علماً أن الإصابة بالإيدز سجلت أرقاماً جديدة في ظل البرنامج الحالي للوزارة.. ما يثار حول مكافحة الإيدز فى البلاد يعكس مدى انعدام التنسيق وتوحيد الجهود لمواجهة المرض.. وأن وسائل وطرق التوعية بخطورة الإيدز ليست بالفاعلية المطلوبة.. فالجميع يتذكر لوحة الإعلانات التي وضعت في العام 1991 في المكان الذي شيد فيه مسجد الشهيد بالخرطوم.. حيث رسمت فتاة ومكتوب على جسدها كلمة «إيدز» بحروف صغيرة «من رأسها إلى أخمص رجليها».. وهي تلوح بيدها وتطلب من سائق سيارة التوقف لأخذها معه.. وهذا إعلان أعطى انطباعاً سيئاً لدى البعض. مكافحة مرض الإيدز لا تتم بالجدل حول «الواقي الذكري» وإنما بتكاتف الجهود حتى يكون الجميع مسؤولين من الحد من انتشاره.