الموسم الزراعي واجهته الكثير من الصعوبات والتحديات وقفت عقبة في طريق النهوض بالزراعة من ذلك مشاكل الاعسار وعدم وجود التمويل الكافي من قبل البنك الزراعي مما دفع الكثير من المزارعين للدخول الموسم بامكانياتهم الذاتية، جلست الصحيفة إلى أهل الاختصاص فكان هذا الحوار مع غريق كمبال نائب رئيس اتحاد مزارعي السودان للقطاع المطري فكانت هذه الحصيلة.. نظام التمويل الزراعي المتبع حالياً رغم مجهودات البنك هناك اعتراض عليه ومطالبة بتغييره؟ - حقيقة التمويل الزراعي بشكله الكُلي لم يصل الى الرشد والنضج المطلوب وهو حالياً يمثل جزءاً من عقبات الزراعة واننا بصفتنا اتحاداً لدينا اعتراض عليه ولكن في حالة اضطرار للتعامل معه بالصيغة الراهنة وذلك لعدم وجود بديل له، وحالياً اننا في الاتحاد نتجة إلى تطوير هذه السياسات التمويلية المطروحة حالياً باعتبارها صيغاً محدودة وقصيرة الأجل، واننا نتطلع ونطالب البنك الزراعي بالدخول في التمويل بشراكة أي أن يكون شريكاً في الانتاج الزراعي، كما ان نظام التمويل الطويل الأجل هو الحلم واننا نتطلع للمشروع أن يجد التمويل من البنك لمدة «10» اعوام لإحداث زراعة راشدة وتأسيس زراعة اقتصادية حقيقية، وأن يكون تمويل المزارعين عبر مؤسساتهم ولا يكون من منافذ البنك ولا بد أن يكون التمويل في شكل مدخلات انتاج. هناك اتهام بأن هناك غلاء في الزيوت وغيرها من المنتجات الزراعية، كما هناك اهمال حاق بزراعة الحبوب الزيتية؟ - ارتفاع أسعار الزيوت سببه ارتفاع الاسعار عالمياً وأننا جزء من هذا العالم، لابد أن ننظر لهذا العالم وننظر ماذا يحتاجه وماذا نحن نحتاجه ايضاً باعتبارنا بلداً منتجاً، وعلى سبيل المثال محصول عباد الشمس تمت تجربة زراعته في القطاع المطري ووصل الى «800» الف فدان في العام قبل الماضي، وتراجعت المساحات أخيراً واذا تساءلنا ما هي أسبابها، الجواب هو السعر العالمي، لذلك لا بد من ربط انتاجنا بالاسعار المحلية باعتبارها هي المرجعية، وأيضاً أغلب الأسعار الموجودة في السودان هي عبارة عن مضاربات وأسعار غير حقيقية. الخطة الخمسية وضعتها الدولة لرفع انتاجية العديد من المحاصيل الا أن هذه الخطة لم يتم تحقيقها بالرغم من أننا الآن في العام الرابع لها؟ - إننا نريد أن تكون نظرتنا لمثل هذه الاشياء نظرة ضيقة وفي تقديري يجب أن نوسع النظرة، فمثلاً إذا أردنا أن نقوم بتطوير نشاط زراعي لابد من الاستفادة من التجارب الإنسانية السابقة وعلى سبيل المثال دولة الهند لم تطفر بالزراعة واستقرارها الا بعد «40» عاماً، وأما أن نضع خطة ل«5» أعوام ونأتي نحكم على أنفسنا بهذه الطريقة أعتقد أن الحكم يكون غير عادل ويمكن القول إننا من خلال الخطة الخمسية استطعنا ان نؤسس بنيات تحتية أساسية كما أن الخطة او البرنامج رغم قصره استطاع أن يصل للمزارع في محله ويؤسس لعمل متين وسيتم بناؤها في الأعوام القادمة ولكنها تحتاج الى زمن حتى تستطيع تحقيق ما يحتاجه مع هذا القطاع المهم الذي يمثل لب الاقتصاد ولا يمكن تحقيقه في فترة4-5 سنوات وفي تقديري ان هذه الفترة هي فترة تمهيدية تتم خلالها قراءة الاوضاع ووضع الفكرة وبعدها يتم الانطلاق سواء أكان في نظام خطط عشرية او عشرينية او قرنية من أجل الوصول الى نهضة زراعية حقيقية، ومع ذلك نستطيع أن نقول إننا حققنا في خلال أربع اعوام أمناً غذائياً من خلال محصول الذرة بانتاج ما لا يقل عن «4» ملايين طن من المستهدف من الخطة «5 ملايين طن»، وأيضاً يمكن القول بأن الخطة تمضي بصورة جيدة، ولكن تغيير المناخ أثر سلباً بتقليل الانتاج. تجربة الزراعة الصفرية التي بدأت الآن في بعض المناطق الزراعية هل هي من ضمن الحلول لانجاح الزراعة؟ - نعم التجربة بالرغم من أنها مكلفة إلا أنها من الحلول لانجاح الزراعة بالبلاد ورفع انتاجيتها، حالياً لهذه التجربة تم توفير حزم تقنية وآليات متاحة في متناول المزارعين بتمويل من البنك الزراعي. نقول إن التجربة نجحت ورفعت الانتاجية بعد ما كانت انتاجية الفدان في القطاع التقليدي «2-3» جوالات إلى «9» جوالات للفدان، وإننا نتوقع بعد ادخال التقاوي الامريكية وغيرها أن تصل انتاجية الفدان الى «30» جوالاً في القطاع المطري، وهذه التجربة نعتبرها طفرة كبيرة في استقرار الانتاج. النهضة الزراعية أصبحت برنامجاً بلا تنفيذ؟ - انا في تقديري برنامج النهضة الزراعية دخل في جميع المفاصل السياسات لكل ولايات الزراعة المطرية وتمت بلورتها في الولايات والنهضة في عامها الرابع استطاعت أن تغرس أرضية وعبرها يمكن الانطلاق ولكن علة التنفيذ تكمن في الجهاز التنفيذي الولائي، لتفاوت أولوياته من ولاية إلى أخرى حسب أولويات أمنية باعتبار أن هناك ولايات أولوياتها أمنية وكل الامكانات التي تأتيها من المركز يتم توظيفها في مجال آخر، ولكن اذا تم توظيف المبالغ الداعمة للولايات ووجهت للزراعة في أوجهها السليمة لظهر الاثر وثمار النهضة في بواديها ومحلياتها. الشراكات الاستراتيجية التي بدأ تنفيذها في بعض المشاريع كيف تنظرون اليها؟ - في تقديري الشراكات التي تمت في السوكي ومشروع الرهد الزراعي من النماذج الممتازة جداً وأصبحت دافعاً للكثيرين للدخول في هذه التجربة. وهذه التجربة هي تجربة رائدة ونقلة كبيرة لوجود امكانيات مادية وعلمية لها، واذا دخلت هذه الشركات في القطاع المطري وانتقلت للولايات ستعود بفوائد نتمنى ان تذهب هذه الشراكات الى مشاريع النيل الابيض والازرق وسنار ومشاريع الشمالية والى القطاع المطري في هبيلا والرنك لانتاج الذرة وغيرها بكميات كبيرة. في استخدام التقانات في الزراعة إلى أي مدى وصلت الدولة في التطبيق العملي؟ - بالطبع التقانات هي أنواع، وهناك تقانات تستخدم في القطاع البستاني ويؤكد ذلك البيوت المحمية التي انتشرت وغذت الولايات وكثيراً من المناطق وهناك تحول كبير تم تحقيقه حتى فى سلوك الناس، إننا في الأعوام القادمة نتوقع زوال ازمات الطماطم وغيرها ويتم ذلك عبراستخدام التقانة في المدن الرئيسية في الولايات للتصدير. اما استخدام التقانات على مستوى الزراعة عموماً هناك طفرة ونقلة فيها في مجال المبيدات الحشائشية ووجود الرشاشات بواسطة الآلة التي انتشرت وسط المزراعين لتقليل تكلفة الانتاج بجانب ادخال حاصدات السمسم عبر تجربة «جياد» بعد ما كانت في طريقها للزوال.. ما هي مطالباتكم للدولة بصفتكم اتحاداً للنهوض بهذا القطاع المهم والداعم للاقتصاد الوطني؟ - حقيقة لدينا تحول كبير ونريد أن نحققه عبر قانون الانتاج الزراعي والحيواني الذي يمثل رأس الرمح لأي تغيير يراد للمزراعين وهذا القانون حالياً تتم اجازته بعد مسيرة أكثر من عامين من الاعداد والصياغة والورش والسمنارات وأنه يتناسب معنا في المرحلة المقبلة لإحداث نقلة نوعية في الزراعة وانه تم انزاله على مختلف المستويات في دوائرالنهضة الزراعية والدوائر السياسية وغيرها وهنا نطالب الدولة القيام باجازته بأسرع ما يمكن في فترة لا تقل عن الشهرين عبر البرلمان ليتم تطبيقه والدخول به في الاتحاد الجديد ليقوم بالاسهام في وضع الخطط، وهذا القانون يقوم على المصلحة الخدمية ونزعت منه صفة النقابة. توقعاتكم للموسم الحالي حتى نهايته؟ - في تقديري الموسم الحالي حتى الان تقريباً قطع شوطاً بنسبة 25% من الربع الأول وحتى الآن النجاح فيه بنسبة 100% ونحن نعول عليه كثيراً ونتوقع تحقيق انتاجية عالية.