لاشك أن تجربة خصخصة سودانير أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها أثرت الفكر وولدت تجربة يمكن الاستفادة منها، وعلى ضوئها نبدأ خطوات خصخصة الشركات، وفي تقديري أن نقطة البداية إلى عملية الخصخصة تبدأ بتبني هيكلة قائمة على دراسة تفصيلية ودقيقة للوضع التشغيلي والسياسات التسويقية والاستحقاقات القانونية والمالية وفصل النشاطات الفرعية على أن يتبعها جهد منسق نحو تتجير هذه النشاطات ونعني بالتتجير الإتجاه لتعمل النشاطات الفرعية وفق أسس تجارية، مع إعادة النظر في النشاط الجوهري، والعمل على تقويته وإعادة الحصة السوقية المفقودة له مرةً أخرى من حيث التحديث والتوسيع والإدارة والتشغيل، وفق استراتيجية جديدة تستطيع أن تنقل الشركة إلى نمط عمل جديد تستطيع أن تنافس به بصورةٍ فعالة السوق العالمي مستصحبة عوامل البيئة الداخلية للشركة التي تشمل الشركة والعاملين والسوق والمستهلك والآلات والأدوات والمعدات، وجميع مكونات العملية التشغيلية، وكشف مكامن الضعف فيها، ومعالجته باقتدارٍ وجرأةٍ والاتجاه بالشركة للتنافس بصفة شاملة مع الخارج دون إغفال للداخل، وهذا بدوره يتطلب إجراء العديد من المعالجات للعوامل الخارجية المحيطة والمؤثرات التي تنعكس على الشركة، وهذا يتطلب ترسيخ قيم إدارية، والعمل على إرساء أنظمة إدارية أكثر تطوراً وهنالك العديد من التجارب التي تمت بنجاح منقطع النظير في العديد من الدول مثل الأردن وعمان ولتكون عملية الخصخصة إيجابية لابد من أن تمر بعدد من المراحل منها: المرحلة الأولى:إعادة الهيكلة المالية حيث تأخذ الحكومة على عاتقها بعض الديون إن وجدت، وتتخذ إجراءات رسمية مناسبة لتحسين الميزانية العمومية للشركة. المرحلة الثانية:إعادة الهيكلة القانونية حيث تقوم الشركة بإعادة النظر في كافة علاقاتها الأفقية والرأسية، وتقيم الوزن النسبي لكل علاقةٍ على حِدا، ووضع تصور للمعالجات القانونية. المرحلة الثالثة:إنشاء كينونة جديدة New Entity أو جسم مستقل من الداخل يتولى مسؤولية التشغيل، ويستفيد من جميع المزايا الممنوحة، دون أن يرث الأعباء المالية أو الهيكلية، على أن يتجه هذا الجسم بالشركة نحو أعلى ربحية ممكنة ترفع من قيمة الأسهم. المرحلة الرابعة: بعد أن تصل الشركة إلى مرحلة الرِّبحية والإستقرار الكامل تأتي مرحلة الخصخصة سواءً أكان عن طريق دخول شريك استراتيجي أو عرض أسهم إضافية للإكتتاب على الجمهور، شريطة أن تكون الشركة في أحسن أحوالها. المرحلة الخامسة: بعد أن تتأكد ربحية الشركة تماماً وقدرتها التشغيلية، ودرجة ثباتها.. وقتها يمكن أن تبيع الحكومة جزءاً من أسهمها أو بيعها جميعها، وهذه هي المعضلة التي أضرت بخصخصة سودانير حيث تمت خصخصتها وهي تعاني في كافة جوانبها، فكانت نتائج الخصخصة سالبةً الأمر الذي لا نريد له التكرار مرةً أخرى. ونواصل