ما في جنوب بدون شمال وما في شمال بدون جنوب مقولة أصبح من الممكن ترديدها بقوة بين الخرطوم وجوبا عقب توقيع اتفاقية التعاون المشترك بأديس أبابا.. الإرادة السياسية والشعوب المتاخمة على طول 2135 كيلو متر على رأس الضامنين لهذا الاتفاق.. فصل جديد لعهد يؤمل أن خيراً على الدولتين في ظل التحديات السياسية والأمنية.. بالمقابل اذا ما تم تنفيذ بنود الاتفاقية على أرض الواقع.. سيكون لها مردوداً إيجابياً في المجال الاقتصادي.. إلى جانب مكاسب تحققت للسودان على رأسها فك الارتباط بين دولة جنوب السودان والفرقتين «9» و «10» جنوب كردفان والنيل الأزرق وعودة الميل 14 إلى السيادة الوطنية بحسب إفادات د. المعز فاروق الخبير الإستراتيجي عضو وفد التفاوض.. المزيد حول نتائج الاتفاقية في نص هذا الحوار.. ما هي ضمانات الاتفاقية الأخيرة التي توصل إليها السودان ودولة جنوب السودان باديس ابابا؟ - حقيقة الضمانات الحقيقية للاتفاقية هي الإرادة السياسية المصاحبة للاتفاقية إلى جانب المجتمع الدولي.. وبما أن الجنوب يجد الدعم الأمريكي.. وواشنطن هي الأخرى ترى أهمية ضمان الاتفاق في ظل الانتخابات الأمريكية المقبلة، ايضاً هناك أولويات على رأس أجندة المجتمع الدولي هي النفط و الأزمة الايرانية الأمريكية.. أي أن القضية الاقتصادية المرتبطة بالبترول تفرض أهمية تعزيز الإستقرار في المنطقة. ما هي المكاسب التي حققها السودان برأيك من هذا الاتفاق؟ - هناك مكاسب كبيرة تحققت على كافة الأصعدة أولاً في جانب الترتيبات الأمنية فك الارتباط بين الجنوب والفرقتين التاسعة والعاشرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، بالاضافة إلى عدم دعم الدولتين لأي جماعات مسلحة معارضة.. وعودة منطقة الميل 14 إلى السيادة السودانية أيضاً فصل قضية أبيي عن بقية المناطق محل الخلاف.. اذا تحدثنا عن اتفاقية التعاون نجد أنها أول اتفاقية تم توقيعها بين الدولتين تتميز بأن لها آليات ومواقيت زمنية !! تنفذ من خلال كل مراحل التعاون المشترك.. وشملت اتفاقية التعاون كافة الاتفاقيات الموقعة سابقاً اذا كان في المجال الامني الإقتصادي والاجتماعي أحسب أن الارادة السياسية وانفاذ الاتفاقيات سينقل الدولتين إلى آفاق أرحب من الاستقرار السياسي والاقتصادي معاً. كما أنوه على أن أغلب سكان البلدين يقطنون على طول حدود البلدين في الولايات المتاخمة بطول 2135 كيلو متراً وهي الأطول على مستوى القارة.. كما ان شعبي البلدين هما الضامن الاضافي لهذا الاتفاق. هل كان موضوع التعويضات للخسائر التي لحقت بهجليج مثار نقاش في اجتماعات اديس ابابا؟ - في قرار مجلس الأمن الدولي كانت هناك ثلاث أشياء رئيسية قرارات واجبة التنفيذ في إطار الترتيبات الأمنية دون شروط منها، أيضاً الوقف الفوري للعدائيات والانسحاب الفوري على طول الحدود، و عدم دعم الحركات المسلحة. رابعاً تفعيل آليات أمن الحدود. خامساً تفعيل اللجنة الخاصة وتنفيذ الاتفاق الموقع على أبيي والحد من الأعلام السالب.. هجليج هي الأخرى هناك تفاهمات حولها وتم الاتفاق على اعفاء الديون من كل دولة وأحسب أن الاتفاق الأخير أعطى كل ذي حق حقه.. وفق الاتفاق الاقتصادي. إلى أي مدى يمكن ان تدفع الاتفاقية جهود الاستقرار في جنوب كردفان والنيل الأزرق؟ - الناظر لهذه القضايا هي قضايا سودانية بالكامل.. فك الارتباط بين دولة جنوب السودان ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.. وتفعيل آليات المراقبة سوف تسهل وتسرع عملية السلام في المنطقتين.. لأن في السابق كان هناك دعماً من دولة جنوب السودان.. يمكن للقيادة السياسية في السودان إيجاد حلولاً عاجلةً وفق بروتوكول المنطقتين.. عبر تشكيل لجنة عليا سياسية وعسكرية وتفعيل عمل لجنة التسريح وإعادة الدمج «DDR» المرحلة القادمة من هذا الاتفاق ستدفع باستقرار كبير في النيل الأزرق وجنوب كردفان.. سيما وأن جنوب كردفان تعقد الملتقى التشاوري الذي يرجى منه تعزيز الوئام والأمن والتنمية في المنطقة، وهو أحد الدوافع لفرض السلام كما نشيد بدور الحركة الشعبية جناح السلام، والحزب القومي لدورهما في مشاورات اديس ابابا إلى جانب بقية الأحزاب فقد أصدروا بياناً واضحاً بأنهم مع السلام. والآن الطريق ممهداً لحل إشكالات المنطقتين. ماذا عن أبيي وما الذي تم بشأنها؟ - في هذه الجولة تقرر تفعيل البروتوكول المؤقت لأبيي وفق اتفاق 2011م طلبت حكومة السودان الاتفاق المؤقت وتكوين الادارية والمجلس التشريعي لكي يقوم باختيار المفوضية !! ومن ثم إجراء الاستفتاء في المنطقة و نتوقع خلال المرحلة القادمة أن يتم التفاوض حول أبيي بدورها قدمت الآلية الافريقية رفيعة المستوى خمسة مقترحات للوضع النهائي للمنطقة، وطالما أن هناك روح وثابة صاحبت الاتفاقية سوف يحتم بالضرورة التوصل لحل قضية أبيي. ماذا لو حدثت تفلتات في الحدود المشتركة بين القبائل المحازية؟ - لا أعتقد حدوث ذلك كما أسلفت من حديث شعوب الدولتين خاصةً من هم على الحدود أحوج لبعضهما البعض في تبادل المنافع المشتركة.. ولديهم مؤتمرات للتعايش ولا توجد أي بوادر لذلك. ما هي تفاصيل رسوم عبور البترول المتفق عليها؟ - هنالك إتفاق حول رسوم البترول، ونصت وفق الاتفاقية الانتقالية لتعويض السودان حيث تم التمهيد بأن تدفع دولة جنوب السودان مبلغ 3 مليون دولاراً على مدى ثلاث سنوات ونصف.. خلالها يتم دفع المبلغ.. ورسوم النقل لخط أنابيب بترودار مجمل العبور تأتي الجملة 9 دولاراً والخط الآخر عبر «جُنْبُكْ» و مبلغ العبور 11 دولار. ألا ترى أن مناطق التماس هي مصادر للقلق الأمني كيف برأيك يمكن إيجاد حلولاً نهائية لها؟ - هناك خرط توضح بجلاء الحدود الرئيسية بين البلدين بالرغم من الخلافات حول عدداً من المناطق، إلا أن البحث عن حلول سيكون من الأولويات لتعزيز إستقرار المناطق الحدودية دفعاً للسلام وتبادل المنافع.. أمر النزاع السكاني هنا وهناك لا يقتصر على حدود السودان ودولة جنوب السودان أغلب الحدود الأفريقية يحدث فيها الخلاف فتبقى المسألة حلها بطرق سلمية.