أصبح الدولار سلعة لا تخضع لموازين الاقتصاد، بل أصبح الاقتصاد يخضع لها، وذلك بحكم سيطرتها على تعاملات السوق الخارجي، فقد أصبح الدولار كلما تشرق شمس يوم جديد تجده في شأن، فبالأمس القريب كان الدولار في الارتفاع وها هو الآن في مرحلة الانخفاض، وذلك نسبة للمستجدات المحلية، فهناك من حمل ذلك الانخفاض الى التوقعات بضخ أكبر كميات من البترول الجنوبي عبر الشمال، مما يعني توفير أكبر قدر من الدولار، وهذا المؤشر يُعد الأقوى لأن الدولار لم يرتفع إلا بعد توقف نفط الجنوب عن التصدير عبر الشمال، ولم تثنيه المحاولات والجهود التي بذلتها الدولة في استقطاب المال والبحث عن الدعم الخارجي لتوفير الدولار عبر القروض، ورغم ذلك فلا زال يواصل الارتفاع ثم الانخفاض الى أن وصل أو تجاوز مبلغ ال6 جنيهات، ولكنه عاد للانخفاض الى أقل من 6 جنيهات، وذلك بواقع 5,750 جنيهاً للشراء و5,650 جنيهاً للبيع، وهذا ما أكده تجار السوق الأسود الذين التقتهم آخر لحظة مشيرين الى أن الانخفاض جاء لتخوف التجار من تدفق انتاج النفط، وخاصة بعد توقيع الاتفاقية الذي أعطى الشمال نسبة فائدة كبيرة مقابل مرور النفط الجنوبي عبر الأراضي السودانية، وهذه الفائدة تعني توفير أكبر عائد من الدولار للسودان، وهذا بدوره سيؤدي الى توفر العملة بالقنوات الرسمية والأسواق، وبالتالي يؤدي الى انخفاض سعر الدولار أقل بكثير مما يباع به الآن في السوق الأسود، فيما توقعت بعض الجهات الرسمية انخفاض الدولار بصورة كبيرة عند استئناف ضخ النفط وهذا بحسب صحف الأمس التي أشارت الى التوقع بانخفاضه الى دون ال3 جنيهات، وهذا ما أكده اتحاد أصحاب العمل بالحديث عن امكانية انخفاضه بعد الضخ مباشرة، فيما يرى بعض الخبراء والمراقبين الاقتصاديين أن الحديث حول انخفاض الدولار الى أقل من 6 جنيهات بالسوق الأسود جاء نتيجة لتخوف التجار من بدء ضخ النفط عبر الشمال في الأوقات القريبة، وهذا بدوره يوفر عائداً كبيراً من العملة، مما ينعكس على الوضع الاقتصادي في انخفاض أسعار السلع إضافة الى توفر احتياجات المسافرين من العملة.