في جلسات الأنس بين النساء دائماً ما تتشابك الصراحة والوضوح مع الحذر خاصة فيما يتعلق بأمور الزواج والطلاق والغوص في تفاصيلها الدقيقة.. وعندما يأتي الحديث عن سن الزواج يجيء صوت من بينهن ليقول لمن لم يتزوجن «العرس صغرة».. وعندما تنظر تجاه الصوت تجده قد خرج من إحدى النساء ذوات الخبرة في الحياة والتي تعي جيداً ما تقول.. وبعد برهة تروي أخرى قصة أظن أنها تصب في نفس المعنى وتقول قصتها «كان في بت صغيرة السن أتى أحد الرجال لخطبتها من والدها فرفص بدعوى أن ابنته صغيرة وعندما طلب والد الفتاة كوب شاي.. قامت ووضعت الفحم في «المنقد» وأتت بجمرة صغيرة جداً وبدأت «تهب» فيها.. وأخذ ذلك وقتاً طويلاً فقال لها والدها: يا بتي ما تولعي النار دي سمح ده شنو الشرارة المولع بيها.. فقالت له دون أن تلتفت إليه: النار ما فيها من شريرة وبنات النسا ما فيهن من صغيرة.. سكت الوالد برهة وقال لوالدتها كلام بنتك ده واضح بكرة بمشي للناس ديل وأقول ليهم موافقين.. وتم الزواج بالفعل. تنتهي القصة بضحكات عالية من المستمعات وتعليقات تقول إحداها: والله البت دي شيطانة وصلت رسالتها بطريقة لا تخطر على زول.. وتقول أخرى: أبوها كان داير يضيع العريس من ايدا.. وقالت الأخيرة التي قلبت مسار الجلسة: لكن بنات زمان كنّ منتظرات شنو لا تعليم ولا مشغوليات.. لا هم ولا هموم الواحدة ما عندها أي هم غير إنها تعرس وأهل البنات بربوهن على كده فكم من واحدة فتحت في الدنيا ووجدت فاتحتها مقرية على ولد عمها والّا أحد الأقارب.. عادي كان الكلام دا.. فقالت إحدى المتعلمات جداً: لكن الزواج المبكر فيه مخاطر على البنت.. فقالت لها إحدى النساء «كبيرة في السن»: يا بت الفلسفة دي ما تعمليها لينا نحن وأمهاتنا وحبوباتنا وكلنا أتزوجنا صغار الحصل لينا شنو نحمد الله عرسنا وملينا الواطة «وليدات» ما زيكن أنتن الواحدة يعرسوها بعد ما يشفقوا عليها وتلدي واحد ولا اثنين وتقول دا رقي وتقدم.. تعالت أصوات الحاضرات يا جماعة خلونا نشوف المصلحة وين ونعملا.. يعني نعرس لا كبار ولا صغار جداً الصغر الذي تسمى به «قاصرات».