يعد حي الجامعة بابي سعد مربعات «24-56» بام درمان من الأحياء الراقية «درجة أولى» التي تحكي التطور العمراني الذي تشهده البلاد، حيث التصميمات الهندسية المحكمة، فضلاً عن قربه من جامعة أم درمان الإسلامية.. فمن يشاهد الحي للمرة الأولى يعتقد تماماً أنه في حي تتوفر فيه كل مطلوبات الراحة، ولكن هيهات، سرعان ما تكتشف أنك في عمق انفجارات ودوي كسارات «جبل طورية» التي تبدأ عملها في الفترة المسائية، مما أدى لتصدع المنازل بل أصبحت آيلة للسقوط، مما يهدد حياتهم للخطر.. حيث أصبح السكان يواجهون أوضاعاً صحية بسبب الدخان والغبار والأتربة المنبعثة منها، كما أنهم أصبحوا محاصرين بعدد من الأمراض الصدرية من أزمة وحساسية وكحة وغيرها، ناهيك عن انبعاث الروائح الكريهة هنا وهناك التي تزكم الأنوف والتي تستقبل الزوار من مسافات بعيدة، ولكن أين مصدرها.. إنها حظائر الأبقار الواقعة داخل الحي البالغ عددها ألف حظيرة، بجانب حيواناتها النافقة والمتناثرة، مما أدى لتوالد الذباب والحشرات والباعوض بصورة مزعجة، إضافة لوجود مصانع كمصانع طوب البلك، ولم يسلم سكان الحي الذين أصبحوا مغلوبين على أمرهم ولا يدرون ماذا يفعلون من أعمدة الكهرباء ذات الضغط العالي التي تشق بل تتوسط عدداً من المنازل، مما أعاق حركة تشييدها، وما زاد الطين بلة شروع إحدى شركات الاتصال بتركيب برج وسط المنازل ومعروفة آثاره الصحية على صحة الإنسان، بجانب استغلال ميدان الخدمات من قبل شركة كيلة للمقاولات، مما حدَّ من الاستفادة منه، فأدى هذا الوضع المذري الى عرض البعض منازلهم للبيع، وآخرون هجروها ، وقد أبلغ سكان الحي الجهات المسؤولة، ولكن لا حياة لمن تنادي أيضاً، وقد أدى هذا الوضع الى استقالة بعض أعضاء اللجنة الشعبية وعلى رأسهم رئيس اللجنة الشعبية. مع ثلاثة معتمدين مواصلة لجولة آخر لحظة من داخل حي الجامعة أبوسعد مربع 24 حيث أبدى المواطنون واللجنة الشعبية استياءهم الشديد لعدم استجابة الجهات المسؤولة لمعالجة مشكلتهم التي أصبحت متعلقة بأرواحهم، ويؤكد الموطن بشرى علي محيسي على مناقشة المشاكل الناجمة من جبل طورية من صحية وبيئية وغيرها مع ثلاثة معتمدين الفاتح عز الدين- أبو كساوي وأخيراً مع الفريق التهامي ولكن دون جدوى، معدداً الآثار الصحية والبيئية المتمثلة في سحب الأدخنة والغبار بسبب التفجيرات والتكسيرات للحجر، بالإضافة لحرق براميل الأسفلت لبيعها بجانب انعدام أبسط الخدمات كدورات المياه لعدد 2 ألف مواطن يقطنون على رأس الجبل، وزاد الطين بلة أن عملية الحفر والتكسير أصبحت تحت الأرض وظهرت آثارها بصورة واضحة على المنازل التي أصبحت متصدعة وآيلة للسقوط. عدم المبالاة وأشار بشرى لآخر لقاء مع مكتب المعتمد قبل حوالي 15 يوماً نقلت له الحالة التي وصل إليها سكان الحي ونفاد صبرهم وأنهم لا يستطيعون الصبر أكثر من ذلك على هذا الوضع المتردي، وكلجنة شعبية لا نضمن أي تصرف يصدر من قبلهم، مبدياً أسفه الشديد لعدم التجاوب والتصدي للمشكلة من قبل المسؤولين رغم علمهم التام بخطورة الوضع قبل حوالي سنة ونصف، وزاد محيسي أن الخطر الأكبر انهيار المنازل في أي وقت مما قد يؤدي لوفاة أسر بأكملها جراء الاستهتار بحياة المواطن المسكين المغلوب على أمره، مشيراً للمساعي التي بذلتها اللجنة الشعبية بكل الوسائل والطرق المتاحة مع الجهات المسؤولة ولكننا فوجئنا باللا مبالاة أقلها الاستهتار بحياة المواطن ويقولون أصدرنا قراراً بإيقاف عمل الكسارات وأيضاً نتفاجأ باستمرار العمل بالتفجير. وحول ميدان الخدمات المستغل من قبل شركة كيلة للمقاولات قال بشرى لقد تم في العام 2007 تشكيل لجنة مصغرة من اللجنة الإدارية بالحي برئاستي كي تبحث عن موضوع الكهرباء، وعضوية المهندس عبد الماجد عيد عثمان وعامر جمعة لإضافة المربع للمربعات المتكاملة التي يراد إدخال الكهرباء لها، ووقع التعاقد لتشييد شبكات الكهرباء لمحافظة أم درمان على شركة «كيلة» التي تعمل في مجال إمداد الكهرباء لمحلية أم درمان، قمت بالاتصال بصاحب الشركة لمعرفتي به وطلبت منه عمل مصنع الأعمدة في منطقة الخدمات بالمربع لإنارة مربعات 24 -32 -31» أول المربعات، ووافق على إقامة ورشة شركته باتباع كل الطرق القانونية فخاطبت المعتمد ورئيس لجنة الخدمات بالمجلس وتمت الموافقة وبدورهم أبدوا رغبتهم في هذه المسألة لأن الهدف التأسيس للمربعات الموجودة في محافظة أم درمان البالغة 52 والتي استلمها كيلة في كل من أمبدة وأم درمان. وفي حاجة له ويواصل قائلاً لقد قمنا بكتابة عقد مع كيلة تم اعتماده بواسطة رئيس محلية أبوسعد ولم نحدد الفترة الزمنية في العقد أو إيجار الأرض وكان هذا أكبر خطأ. واستمر العمل وأقيمت الورش في مربعات 24 -31 -32 وتمت إنارتها واستمر زهاء العامين وبعدها شعر السكان بضيق من وجود الورش داخل الحي إضافة لحاجة اللجنة الإدارية والمالية القديمة للموقع لإقامة بعض مؤسساتها التعليمية والدينية والخدمية الأخرى، وتم إخطار كيلة لإخلاء الموقع وبالفعل بدأ في عمل ورش جديدة له في غرب أم درمان، وفي لقاء له مع المعتمد أبوكساوي في تلك الفترة طالبه بإكمال إنارة المربعات داخل محافظة أم درمان وقال له استمر في مكانك ولم يحدد له فترة زمنية وحضر لي مندوب الشركة وقال لي وجهنا المعتمد بالاستمرار في هذا المحل، بعدها اتصلت على كيلة وطلبت منه إخلاء الموقع ورجعوا للمعتمد الذي أصر عليهم بالبقاء بهذا المكان وكتابة خطاب للجنة الإدارية وقتها كانت تحت إدارتي، رفضت استلامه من المدير الإداري لشركة كيلة الذي وجه فيه المعتمد باستمرار عمل الشركة بالمنطقة، وأكدنا له إصرار اللجنة على إخلاء المكان وبالفعل استمر عمل الشركة وتوقف لفترة طويلة لأسباب خاصة بها وتم حل اللجنة الإدارية وتكوين اللجنة الشعبية التي بدأت بدورها في مخاطبته والاتصال به وحتى الآن لم يخل الموقع ونحن كسكان للمربع في حاجة ماسة للموقع لإقامة الخدمات الضرورية بالحي من مسجد ومركز صحي ومدارس ونادي والميدان الرياضي وغيرها، موضحاً أن آليات ومعدات الشركة ما زالت موجودة داخل الحي مما أعاق قيام الكثير من الخدمات الضرورية، واشتكى محيسي من وجود أعمدة كهرباء الضغط العالي داخل الحي وتوسطها داخل عدد من المنازل لتغذية الكسارات بالكهرباء، مشيراً لمرورها بكل الحي مما أعاق حركة البناء وتضرر المواطنون لعدم إزالتها من مواقعها داخل المنازل. جهات نافذة قاطعه عضو اللجنة الشعبية عاصم محمد المبارك قائلاً: هناك «شك» بأن بعض الشركات العاملة في «جبل طورية» لها علاقة وثيقة بالدولة وربما تكون جهات نافذة مثال لذلك رحلت بعض الشركات وما زالت شركة شريان الشمال موجودة، موضحاً أن 90% جهات مدعومة دعماً حكومياً. وتحدث عن معاناة أهل الحي من وجود الحيوانات الضالة من حمير وكلاب وغيرها، مشيراً لوجود أكثر من 300 حمار تتجول في الأحياء بسبب وجود حظائر الأبقار، كذلك نعاني من تناثر أشلاء الحيوانات بكميات كبيرة داخل الحي، فقد أصبحنا في حالة استنشاق دائم لهذه الروائح النتنة، مشيراً لانعدام أبسط الخدمات بالحي مثل بسط الأمن الشامل، موضحاً أنهم قاموا بتشييده بالجهد الذاتي قرابة العامين ولم يكتمل، وهناك وعود من المحلية بإكماله وظل عبارة عن هياكل حتى الآن وما زلنا نجري وراء هذا السراب لإكماله من قبل المحلية حتى ننعم بالأمن. لكي تكتمل الصورة دلفنا إلى الأستاذة مريم عبد الرحمن الشفيع رئيس لجنة الصحة باللجنة الشعبية بالحي والتي أكدت حجم معاناة الحي الكبيرة من أعداد الباعوض والذباب بسبب مخلفات وفضلات حيوانات الزرائب وخاصة في فصل الخريف، بجانب عدم وجود دورات مياه بهذه الزرائب والعاملين بالجبل، إضافة لوجود مصانع لبلكات الطوب وعدم انتظام عربة النفايات بالحي واجتهادهم كلجنة لإحضارها رغم دفع الرسوم شهرياً، حيث أصبح اعتماد السكان على حرقها فأصبحت هناك محارق في حي درجة أولى أمام المنازل، موضحة أن العربة تأتي في الشهر مرة أو اثنتين وعدم دخولها للحي قبل شهر رمضان المعظم رغم متابعتها من قبل القطاع بالملاحقة المستمرة، وأخيراً علمنا بأن العربة معطلة وأكدت مريم أن عمليات الرش التي تمت مؤخراً لمكافحة الباعوض والذباب بالحي كانت غير مجدية، بل أدت لزيادة كمية الباعوض في نفس اليوم، وانفجارات كسارات جبل طورية التي أدت لتكسير حتى سراميك أرضيات المنازل من شدة الهزة ومعاناة السكان من الكثير من أمراض الحساسية وغيرها، إضافة لوجود أعمدة الضغط الكهربائي العالي داخل عدد من المنازل وبالشوارع، مبينة أن تحويلها من داخل المنزل بمبلغ 4 ملايين إذا كان هناك استعجال من صاحب المنزل. حاولنا الجلوس مع الجهات المسؤولة حيث اتصلنا بالأستاذ الجميعابي المدير التنفيذي لمكتب معتمد محلية أم درمان الفريق أحمد إمام التهامي وعدنا خيراً بتحديد مواعيد لطرح تساؤلاتنا التي أوضحناها له والمتعلقة بالمعاناة والمشاكل التي تحيط بحي الجامعة أبوسعد التي لم تجد الحلول من الجهات المسؤولة ولكنه لم يفِ بوعده الذي قطعه بالرجوع إلينا وظللنا نلاحقه بالاتصال عدة مرات ولكنه لم يكلف نفسه بمجرد الرد علينا بنعم أو لا!! ولا ندري أسباب هذا الهروب و«الطناش».. هل من جانبه أم هروب من المعتمد من مقابلة الصحيفة أم ماذا؟