حوار (عَمَلى) سيدة كريمة أطلعت على زاوية يوم الأربعاء.. عن مباراة أثيوبيا والسودان (الفضيحة) سألتني: هل تؤمن بالعمل.. قلت: طبعاً العمل حق.. والعمل شرف.. والعمل واجب.. والعمال هم ملح الأرض.. قالت:ملح العمل الكتبت عنو الليله.. قلت: لم أكتب عن العمل كتبت عن كورتنا السجمانه فقالت: مش كتبت المعز محجوب العمل ما مشى فيهو.. ده العمل البقصدو أنا.. هل بتؤمن بيهو؟ قلت: أسمع به كثيراً.. ولقد شاهدت عملاً معمول في المقابر.. وفزع منه أحد كتاب الرياضة الذين عملت معهم.. لكن أؤمن أم لا فهذا الأمر لم أناقشه.. تحدثت لي عن (العمل) وهي تؤكد وجوده وخطورته كما إنه انتشر كثيراً.. قلت أنا لست متابعاً للأمر.. لكن يمكن واحد من شباب الصحافيين يعمل لينا تحقيق أو تقرير عنو.. ونشوف الحاصل شنو؟ سألتني عما ذكرت عن عمل سابقاً.. فقلت لها: أما كون إنني شاهدت عملاً فهذا حدث في بداية السبعينات، حين كنت مع الزميل محمد نجيب محمد علي نحرر لمجلة الشباب والرياضه باباً إسبوعياً بعنوان (للمدينة زوايا أخرى) وفي تحقيق عن (المقابر) والممارسات فيها والتي رابضنا فيها من الصباح وحتى أرخى الليل سدوله نرصد.. فاكتشفنا (عملا) دفنته امرأة وسط القبور.. فلما فضضناه وجدناه مربوطاً على قطعة غيار من ماكينة عربة يبدو إن المستهدف كان (ميكانيكياً) وتضمن العمل رأس ديك أسود.. وبعض الأوراق فيها أسماء رجال ونساء وطلاسم ونجوم خماسية.. وعبارات مبهمة.. ولما حملناه لحارس المقابر لم يندهش قال هذا شيء طبيعي وأخذها منا بغية إحراقها.. وهذا هو الإجراء الذي يتبعه حين يجد (عملاً) مدفوناً في المقابر.. سألناه: لماذا اختيار المقابر فأفتى بما يبدو منطقياً لكن مدى صحته وموضوعيته فأنا لا أتحمل مسؤوليتها.. إن العمل سحر.. وإن السحرة يحبون المناطق الموحشة فالمقابر بيئة مناسبة لإنفاذ العمل.. وربما (الفكي) هذا الذي يطلب دفن العمل بالمقابر.. آه تذكرت كان هنالك (سبيب شعر) وقطع من ألبسة هي في الغالب تخص المعمول له العمل. أما عن فزع الزميل الصحافي فالشاهد إنه عندما كنت أعمل في تلك الصحيفة كان معنا كاتب رياضي انتقل الأن إلى الرفيق الأعلى عليه رحمة الله.. وكان كاتباً لواحد من فرق القمة وكان زميلاً في صحيفة أخرى في نفس الأنتماء وكان معروفاً بانتمائه لجهة أو قبيلة عرف عنها التخصص في العمل بالعروق والحجبات وكانت بينهما مخاشنات كتابية.. فأشتجرا فهدد الثاني زميله العامل معنا بأنه (سيعمل له عمل يخليهو يجن عديل) فاستهان بالأمر وتحداه وانفضت المشاجرة.. بعد حين جاءني في مكتبي مذعوراً يسألني: هل حقاً يمكن أن يفعل ذلك.. وهل للعمل هذه الآثار المدمرة.. وبعد أخذ ورد.. وكلام سايب.. مثل والله ده بعتمد على قناعات الزول.. والايحاء النفسي قد يجعل الإنسان يتأذى.. وفي النهاية قلت له: أنت ماتاخدا من قصيرا وتمشي تعتذر للزول ده وتتركه في حاله ولا تناوشه.. فقال مكابراً: كده ما بقولوا خايف منو؟ فقلت له: أنت فعلاً خايف منو.. أمشي أعتذر ليهو وما تعمل بطل؟.. عموماً أنا أعتقد أن المشكلة ليست في العمل لكن في (عمايل) الناس.. قلت ذلك للسيده: فقالت في شبه إقتناع: صحي ياخوي.. صحي!!