كثير من الأسئلة حول السياسة والثقافة وضعناها على طاولة الدكتور محمد يوسف الدقير وزير الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم والناطق الرسمي باسم الولاية والقيادي بحزب الاتحادي الديمقراطي حول المشهد السياسي وتداعيات اتفاقية التعاون المشترك واختلافات الحزب الاتحادي الديمقراطي في ظل اقتراب انعقاد المؤتمر العام للحزب، وكذلك الحراك الثقافي بالخرطوم والاهتمام بالمبدعين ودور الإعلام في عكس مشاريع التنمية بالولاية في ظل التحديات الماثلة والرجل برحابته وثقافته وحسن إنصاته أجاب على كل أسئلتنا.. فإلى مضابط الحوار: أنتم كحزب من أحزاب حكومة القاعدة العريضة، بعضعهم يقول إن صوتكم غير مسموع وإنكم مجرد موظفين تتلقون مرتباتكم دون أن يكون لكم دور في اتخاذ القرار وتنفذون برامج المؤتمر الوطني؟ - نحن في قلب هذه البرامج، ولكن وفق رؤية واضحة وبينة وليست مفروضة من أحد علينا لأنني كما قلت لك إن الثقافة هي شىء وجداني وإنساني وتراثي يلتقي فيه الناس ولا يختلفون، ونحن أصحاب عقيدة واحدة ومجتمع عريق متجانس رغم تعدد الأعراق واختلاف الثقافات لكننا نكون السودان ومن هنا كانت رؤيتنا في مجال الثقافة كحزب في منظومة أحزاب حكومة القاعدة العريضة ولذلك لانجد أي تناقض في تطبيق البرامج.. أما الذين يقولون ويرددون أننا مجرد موظفين فقط، حديثهم لا أساس له من الصحة بدليل أننا الآن نمارس عملنا وأنا أتحدث عن تجربة بدليل أنني لست من المؤتمر الوطني لكنني الناطق الرسمي باسم حكومة الولاية وزميلي الدكتور أحمد بلال وزير الثقافة والإعلام الاتحادي هو الناطق الرسمي باسم حكومة السودان ...وهنا أشير إلى تعاون الدكتور عبد الرحمن الخضر والي الولاية ودوره الهميم في إدارة الولاية عبر نظرة قومية ونجد منه كل الاحترام، وإطلاقاً ما شعرنا بأنه يفرق بين مؤتمر وطني وحزب آخر هذه واحدة، والملاحظة الثانية هو في شخصه أجده رجلاً يفعل كل ما في وسعه لولاية الخرطو فهو ذو همة عالية وتجده في أي موقع ويتابع الأمور بالتفاصيل الدقيقة وملاحظتي الشخصية متقد الذهن وكل قضايا وهموم الولاية اليومية والإستراتيجية حاضرة لديه ويحفظ كافة الأرقام وترتيب الملفات والأولويات لذلك نجد مرونة وسهولة في التعامل معه، ويذكرني بالفريق الراحل الفاتح بشارة الذي عملت معه مديراً في ولاية كردفان فكلاهما دقيقان ومنظمان في العمل ولديهما مقدرة في تحليل الآراء ومن ثم اتخاذ المناسب في الوقت المناسب ..أما عن اتهام البعض من المعارضة لنا بأننا مجرد موظفين ولا رأي لنا، أقول لهم نحن كأعضاء في الحزب الاتحادي الديمقراطي نقول رأينا واضحاً في داخل مؤسسات الحكم في جلسات مجلس الوزراء وفي الهيئات التشريعية ولكن عندما نخرج للرأي العام نقول ما اتفقت عليه المؤسسة السياسية.. فمسألة المكايدات السياسية لا نؤمن بها ومسألة المزايدات السياسية لا نؤمن بها نحن نؤمن بأن نقول الرأي في الزمان المحدد وفي المكان المناسب ولكن ادعاء البطولات وإطلاق التصريحات على الهواء ليس من شيمنا ونحن لسنا طلاب مناصب.. وأقول هنا نحن نعتمد على علمنا وخبرتنا كوزراء وهنا يحترمك الناس .. ومن أراد أن يكون في ركن قصي هذا شأنه أما الإدعاء الأجوف والاتهام الذي لا يقوم على ركائز من قبل البعض في المعارضة هذا حديث سياسة ومكايدات نحن لسنا طرفاً فيه..والوزير الناجح هو الذي ينهض بالوزارة ولا تنهض به الوزارة... ماهو دوركم كحزب في إعداد الدستور والجدل الدائر حوله ؟ - عن الدستور أقول لك نحن كحزب لنا رأي واضح ولنا لجنة أعدت مسودة كاملة للدستور وحتى في الاجتماع الأخير الذي دعا له السيد رئيس الجمهورية كان صوت حزبنا عالياً وواضحا ..وحديث أمين حزبنا كان مثار إعجاب الجميع في كل ما يتعلق بالدستور مما يعني أننا مستعدون تماماً للمساهمة والإعداد والحوار لدستور السودان هنالك خلافات في حزبكم وأنتم مقبلون على المؤتمر العام، ما هي أفق الوحدة الاتحادية لديكم وهل حزبكم هو حزب الرجل الواحد؟ -الوحدة الاتحادية هي حلم كل اتحادي ولكن فيما أراه وأحسه هي صعبة المنال في الوقت الحالي ...وأنا دائماً اتحدث عن أن اتفاق الناس على الحد الأدنى من التوافق السياسي ذلك أجدي ..ولكن أن تتم وحدة اتحادية بين كل الفصائل هذا أمر عسير الآن ..لأن هنالك خلافات في وجهات النظر .. فهنالك من يؤمن بالشراكة السياسية مع حزب المؤتمر الوطني وفى المقابل هنالك من لا يؤمن بها وهذا اختلاف مبدئى واساسي ولكنهم يتفقون على الكليات والأسياسيات والثوابت الوطنية ويختلفون في وسائل الوصول إليها، وأنا اعتقد أن الأجدر والأنسب الآن أن يقوم مجلس تنسيقي يعمل على تنسيق ما هو مطلوب في أمهات القضايا وفي كلياتها أما التفاصيل فيصعب الاتفاق عليها فى الوقت الحاضر... وعن مؤتمرنا فقد تم تكوين لجنة تعمل على الإعداد والتنظيم من حوالي (114) عضواً وقسمت إلى لجان متخصصة ووجهت أعضاء الحزب في الولايات ليشكل لجان على نسقها ونحن ساعون وجادون لقيام هذا المؤتمر قبل نهاية هذا العام .. وسوف نخرج به بتوصيات جيدة تساهم في بناء الديمقراطية داخل الحزب ...أما مسألة الحراك الاتحادي من انسلاخات وانضمامات في مستمرة في ظل تغيير المواقف ولكن هي هي في الإطار الاتحادي وهذا لا يفسد ود الاتحاديين فيما بينهم فهذا يظل داخل الاتحاديين ولذلك من يذهب لا يذهب بعيداً ومن يأتي أيضاً لن يكون غريباً ..أما عن الحديث عن أن حزبنا هو حزب الرجل الواحد هذا غير صحيح، نحن نمارس ديمقراطية وليس دكتاتورية شمولية وأمامنا الآن التحضير لمؤتمر عام وللجميع الحق في الترشيح الديمقراطي ...!! اتفاقية التعاون المشترك مابين الحكومة ودولة الجنوب ماهو تقييمكم لها ؟ - توقيع الاتفاقية رغم مماحكات أبناء أبيي ودورهم الواضح فيما سبق من عراقيل اتضح جلياً في هذه المفاوضات حيث ظلت قضية ابيي وترسيم الحدود ككعب اخيل فى علاقة السودان بجنوب السودان ولذلك أقول إن مسألة أبيي لن تذهب هكذا وفق ما يريد أبناء أبييى في الحركة الشعبية ودونها خرط القتات هذه مسألة تتفق عليها كل الأحزاب السودانية وأمن عليها السيد الريئس بتمسكه ببرتكول أبييى وحدود 1956م والترتيب لاجراء الاستفتاء ..وإذا لم يتم الاتفاق على هذا النحو فان السلام بيننا سيكون مهدداً وأقول إن من الحكمة على القوى السياسية في الجنوب أن لا ترهن استقرار دولة الجنوب على قضية أبيي وحكومة السودان ليست متعنتة في موقفها في قضية أبيي فهي تدافع عن أراضٍ سودانية شمالية مثبتة بكل الوثائق والخرائط الدولية والتاريخية كذلك استحداث قضية الميل 14 في ولاية غرب دارفور فهي أيضاً أسوأ مثال في الادعاء و«الصلبتة» ولذلك أنا اقول إذا تنازلنا عن أبيي سيطالبون بالمجلد واذا تنازلنا عن سماحة سيطالبون بالضعين. وتبقى المسألة كالحلقة المفرغة...ولذلك نطالب حكومة السودان بقيادة المشير البشير بعدم التنازل مطلقاً عن شبر واحد من أراضى 1956م ..ورغم ذلك فإنما تم في أديس أبابا من توقيع اتفاقية التعاون بين الدولتين يعتبر خطوة جبارة في طريق السلام ويعكس الإرادة السياسية لدى الرئيسين البشير وسلفا بأنهما جادان في أن ترفرف رايات السلام بين البلدين واذا ما سارت الامور على هذا النسق الإيجابي فان كل العقبات التى اشرنا اليها ستكون سهلة الاجتياز والحل .. نواصل ...