الصديق العزيز مصطفى أبو العزائم خالص التحايا المباركة وكثيف الأمنيات منذ سنوات عدة أصدر المفكر الياباني الأمريكي فرانسيس فوكوياما كتيباً بعنوان ( تأنيث العالم) دعا فيه إلى تمكين النساء وتعزيز دورهن في صياغة الحياة العامة، خاصة السياسية، وقال إن تأنيث الحياة من خلال إدارة النساء لشؤون البشرية، سيجعل العالم أقل عنفاً وأكثر سلاماً. كما أنه ومنذ مؤتمر بكين الشهير 1994م، وخطط جندرة العالم، تسير على قدم وساق، وثقافة النوع الاجتماعي تنتشر باضطراد في مختلف المجتمعات عبر منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، حتى في الدول التي لديها تحفظاتها على مقررات مؤتمر بكين، والدول التي لم تصادق بعد على اتفاقية مناهضة كافة أشكال التمييز ضد المرأة ( سيداو) فإن ثقافة النوع الاجتماعي شكلت حضوراً فاعلاً ومؤثراً، ودونك تخصيص ربع مقاعد البرلمان للنساء في الانتخابات التي جرت في السودان أخيراً. أنا شخصياً مع فوكوياما في أن تمكين النساء سيقلل العنف ويعزز السلام في العالم، دون أن تغيب عن ذهني الكثير من الشواهد على عنف وشراسة المرأة عبر التاريخ، ويكفي ما فعلته هند بنت عتبة، بجثة حمزة بن عبد المطلب، وشجرة الدر بزوجها، وماما اليس ( الزعيمة الروحية لجيش الرب اليوغندي) ومارغريت تاتشر في حرب الفولكلاند وصولاً إلى ريّا وسكينة وغيرهن ، إلا أن كل ذلك لا يغير حقيقة أن النساء أرق قلوباً وأقل عنفاً من السادة الرجال. لا أدري ما إذا كانت كل هذه الدوشة وخوته الرأس، تصلح مدخلاً للتساؤل، وربما الاحتجاج على ترحيل الأقلام النسائية في قائمة الأعمدة اليومية في جريدتكم إلى زقاق خلفي، أسمه بقية الأعمدة ، فيما تسييد حمران العيوان وأصحاب الشوارب الكثة القائمة الرئيسية، وأنا اتحدث هنا عن النسخة الالكترونية من الجريدة. لا أحسب أن ترحيل أعمدة النواعم إلى طريق خلفي موقف من آخر لحظة من النوع الاجتماعي، فمؤسسها الرائع المقيم حسن ساتي مناصر من الطراز الأول للنوع الاجتماعي وقضاياه ، والأمر ينسحب بلاشك على أسرة التحرير الحالية. ربما كان لترتيب الأعمدة اليومية بهذا الشكل مبرراته ، لكني أعتقد أن تطعيم القائمة الرئيسية باسم أو أسمين من كاتبات الأعمدة اليومية، سيجعل الحياة أقل قسوة وعنفاً، على الأقل في أروقة آخر لحظة، قبل أن يأتي يوم تطالب فيه كاتبات الأعمدة بتخصيص كوته لا تقل عن 50 بالمائة من الأعمدة للأقلام النسوية، ولا شك أن مثل هكذا مطالبة ستجد في شخص الصديق عبد العظيم صالح، خير مؤيد باعتباره جندرياً ونصيراً من نوع خاص للنوع الاجتماعي وقضاياه. مع خالص مودتي عادل السعيد صنعاء