لم يكن العديد من المراقبين وقيادات الدولة تتوقع أن يتعرض مولانا أحمد هارون والي جنوب كردفان لحملة تطالب بإقالته من منصبه وإتهامه بالفشل في حسم قضايا الولاية خاصة التمرد الذي يقوده (زميله السابق) في إدارة شئون الولاية عبدالعزيز الحلو.. ولم أكن راغباً الكتابة في شأن إدارة شؤون الولاية لسببين أولهما أن هارون والذيِ إنتخبه سكان الولاية.. ثانياً أن الولاية تعيش وضعاً إستثنائياً يصعب فيه تنفيذ كل المشروعات التنموية التي تحقق طموحات المواطنين وتجلب الرضا لحكومة الولاية.. وعندما أصدر رئيس الجمهورية في العام 2009 قراره بتعيين هارون والياً لجنوب كردفان كان الهدف من ذالك متابعة تنفيذ البنود الخاصة بمنطقة جبال النوبة الواردة في إتفاقية نيفاشا بإعتبار هارون ظل قريباً من هذا الملف فضلاً عن وضعية قوات الحركة الشعبية المتمركزة في كاودا بعد إنتهاء الفترة الإنتقالية لإتفاقية نيفاشا وإنفصال الجنوب.. خلال تلك الفترة حقق هارون نجاحاً مهماً.. وفي إنتخابات منصب الوالي قدم المؤتمر الوطني بالولاية خمسة مرشحين بينهم هارون الى المركز بل أن قادة الحزب بالولاية شددوا على ضرورة إستمرار هارون.. وقد عملوا على ذلك حتى فاز على (عبدالعزيز الحلو) الذي لم تعجبه النتيجة فدخل الغابة ليقصف كادقلي بالقنابل.. وظل هارون يجد السند والدعم.. ولكن فجأة خرج عدد ممن ينتمون للوطني يطالبون بإعفائه دون تقديم مبررات منطقية خاصة وأنهم ظلوا جالسين (في ظلال شجرة الوالي) يحركون مقاعدهم فقط إبتعاداً من أشعة الشمس.. وهؤلاء هم الذين يقودون الحملة حالياً. ü نعم.. لم يحقق هارون كل مشروعات التنمية.. وأنه لم يحرك ساكناً تجاه الوعد الذي قطعه خلال حملته الإنتخابية أمام جماهير القطاع الغربي للولاية والخاص بعودة ولاية غرب كردفان برغم إدراكنا أن قرار عودة الولاية هو قرار رئاسي ولايملكه أي والي!! لكن يبقى هارون والياً لجنوب كردفان لحين إنتهاء فترته ومن لايريده والياً عليه إقناع حزبه أولاً وترشيح شخص آخر في الإنتخابات القادمة