على مدى أكثر من مائة عام أو يزيد ظلت (المحراكة والمفراكة والفندك) أدوات أساسية من أدوات المطبخ السوداني في الريف والحضر، للمساعدة في إعداد أطعمة معينة، وكانت (المحراكة) سيدة الموقف في سحن الذرة، وهي عبارة عن حجرين أحدهما صغير وآخر كبير توضع عليه الذرة ويتحرك الحجر الصغير على الكبير لطحن الذرة، كما ابتكر وسيلة أخرى لهرس الطعام وتعرف (بالمفراكة) ويتم صنعها من أعواد الخشب والقنا وتأخذ شكل علامة أشبه الصليب تساعد على (فرك وهرس) ما بداخل الإناء- (الحلة)- من الطعام، حيث امتازت المفراكة ببساطة سعرها وتوفرها، لأن صناعتها تتم بيد ربة المنزل، ومن مشتقات (المفراكة) (الكنش)، وتتفاوت أحجامه على حسب الطلب من كبيرة ومتوسطة وصغيرة، وتستخدم في صناعة العصيدة. وبجانب تلك الأدوات يوجد (الفندك) الذي يصنع أيضاً من الخشب ويأخذ شكل الكأس، وتصاحبه آلة من الحديد تعرف عند البعض (بيد الفندك)، والبعض الآخر (بالحديدة)، وهي اسطوانية الشكل، وتجد أحجام (الفندك) تختلف من فندك كبير يستخدم في المناسبات، ومتوسط يستخدم لسحن الويكة والبهارات والشرموط، والأصغر لسحن البن للقهوة. وقد استمر استخدام هذه الأدوات لفترة طويلة، حيث كان المستخدم لها يجد المتعة في استخدامها، وتعتبر أدوات مساعدة كثيراً في إعداد بعض أنواع الأطعمة، حيث وجدت رواجاً وشيوعاً نسبة لرخص سعرها، وتوفرها في كل منزل، وهي أدوات طبيعية صحية تصنع من جزوع الشجر.. ولكن مع ظهور التقنيات الحديثة في مجال أدوات المطبخ تلاشت وكادت أن تختفي هذه الأدوات البسيطة بعد أن غزت الأسواق «البدائل» من خلاطات وسحانات، والطاحونة الكهربائية، فاتجهت لها الأسر لتميزها بالسرعة وملأت الأسواق، وانحصر استخدام (المحراكة والفندك والمفراكة) في بعض المناطق الريفية النائية وأطراف المدن.