ü تقدم الزمن بخطوات مسرعة فترك خلفه الكثير من الأشياء التي أصبحت على قائمة الذكريات، فنجد «المحراكة» تلك الصخرة التي تستخدم منذ الأزل في طحن الحبوب من قمح وشعير ودخن، وكانت رفيقة الإنسان في الريف، حيث الحياة البسيطة والمشاركة الدائمة. «آخر لحظة» في تجوالها بمهرجان التشغيل الأول «ببري» زارت خيمة التراث والتقت الحاجة فضيلة حمودة حران، مهتمة بالتراث ولديها معرض متكامل، ووجدنا «المحراكة» فسألناها عنها، فقالت: ما زلنا نستخدمها في الريف في كردفان ودارفور وبعض المناطق الريفية، فهي عبارة عن حجرين الأول «مستطيل ومسطح» والآخر «دائري»، وعملية السحن تتم بوضع الحبوب على سطح الحجر المستطيل، ويتم تحريك الحجر الدائري الثاني فوق الحبوب.. وأول ما نبدأ في الطحن ينزل من أطراف الحجر دقيق نتيجة للطحن اليدوي فهي تحل مكان السحانة الكهربائية. وبالرغم من انتشار السحانات الكهربائية إلا أن البعض من ربات البيوت يجدن المتعة في سحن الحبوب والبقول يدوياً وخاصة في الريف، ونحن نحرص دائماً على إظهار ملامحنا التراثية في المهرجانات والمعارض للمحافظة على التراث ولتكون مكان اهتمام العديد من الجهات، فقد تجد أجيالاً لا يدرون ما حتى ما معنى «المحراكة».