راي: طلحة عبد الحميد الحسن المنشاوي خرجت العفاض يوم الخميس 1/11/2012م عن بكرة أبيها في جو مهيب وحزين لتودع إبناً من أبنائها البررة.. وركناً من أركانها الرصينة السيد عوض أحمد عبد الجبار السياسي المخضرم الذي عُرف بحبه وعشقه للولاية الشمالية عامة والدبة خاصة والعفاض بصفة أخص، فقد كان يمثل العضو الدائم في الوفود التي تذهب الي الخرطوم ، بل كان يمثل بمفرده وفداً مطالباً وملحاً باحتياجات المنطقة في كل المجالات التعليمية والصحية والزراعية والخدمية المختلفة . عرفه الجميع شعلة من النشاط والحيوية والحركة التي لا تهدأ فمن أجل المصلحة العامة كان عليه رحمة الله متفرداً ومخلصاً، وكان لا يعبأ ويدخل كل مكاتب الدولة ويقابل المسؤولين وفي كل الأوقات كان عوض أحمد عبد الجبار نسيجاً نادراً وفريداً من المودة والمحبة والأصالة والنشاط، فقد رباه شيخنا السيد محمد علي العجيمي الصوفي الصافي الزاهد الأصيل الذي علم أحبابه أن ( الدِّين المعاملة) وأن الدِّين قضاء حاجات المحتاجين والفقراء والمحرومين وكان من الرجال الأفذاذ العمالقة الذين تركوا بصماتهم علي جدار العطاء والقيم والحياة السودانية العريقة . إن عوض من الشموع التي لا تنطفيء، ولا يمكن أن تطفأ لأننا عرفنا جهده جلياً واضحاً في العمل العام لذلك سيبقى رمزاً خالداً للوطنية الصادقة في تاريخ حياتنا فقد قدم للحياة العامة الكثير من فكره وخبرته فحضوره باقياً في كل المناسبات لأنه من أجيال الوطن الشرفاء الذين كان همهم كيف يكون الوطن عظيماً .. فقد كان من الذين يقدمون ولا يأخذون .. من الذين لم يشتغلوا إلا بالعمل الصالح لخير البلاد والعباد .. وكان ينبوعاً للحب والتضحية والعطاء .. و سراجاً يضئ إينما حل حتي في أحلك الظروف . الموت سنة الحياة وأمر الله الذي لا ترده الخواطر ولا تقوى علي إطلاق رفضه الحناجر .. فالموت خط علي الإنسان كخط القلادة علي جيد الصَّبايا .. كما الزرع حين يبلغ منتهاه فلا بد من له من حصاد !! فالحياة قطار ركابه« الخلق» ومحطاته «الآجال» وما أشبهها هنا بالطائرات الإسرائيلية التي تتصيد الرموز قبل العموم !! لتفجعنا في المنار والكنار واليرموك .. والأعزاء من الأوفياء الأخيار .. كحال فجيعتنا في مثل هذا البحر الذي هو أعمق وأقيم وأبلغ وأهم وأعظم وأنبل .. ولأنه رجل الثرى والصدى في الثريا .. رجل تزدحم طوالعه ومطالعه بالإيثار والرقة والأدب وحسن الخلق وحلاوة المعشر وطلاقة العطاء وطلاوة الروح ونبض الأصالة .. مزداناً بالبساطة التي هي مفتاح شخصيته .. ولأن ضروب معانيه ثرة جمة كثيرة يقصر عنها القول وإن كان بالغاً .. وعوض رجل كم كان يؤلمه فقد الأعزاء.. ويفجعه عويل الأيامي.. وتحرقه صرخة الأطفال.. وتقهره مطالع العوز .. وبين كل هذه المحتشدات العصيبة .. يرمي خواطره دونما تردد حتي وإن كان الواقع بين مخلبٍ وناب .. درءاً لسوء وإخراصاً لصوتٍ ألم .. لذا ما غفلت مآثره عن عين اقتربت منه .. فذاك مرجعه إلي أصله . فهو رجل حكيم ذو خبره في مجالسنا القومية والولائية .. وظل عميم وجبل ممدود ، وخير معهود.. وتواضع مشهود.. ووجه مفرود.. ووقع غير مردود .. وسماحة روح ليست إلا من نبض المنبت.. وأصالة الجذور تجتمع حوله الأفئدة والأراء.. وتركض إليه خواطر الأصدقاء والغرماء . . بل هو نقطة التقاء للفرقاء .. ولا اندهش إن قيل لسماحته تتفق عليها الخضرة والصحراء .. ذاك هو الصديق الرطيب والأب الرحيب رشيق الروح والوجدان نائب دائرة العفاض بمجلس تشريعي الولاية الشمالية . يا الله نشهد إنه جاهد وبذل الغالي والنفيس من أجل العفاض وأهل العفاض . ونال إكليل الشهامة ووسام الجدارة وهو يؤدي دوره المقدس حتي آخر ثانية في حياته علي هذه الأرض الفانية . إن عوض سيبقي حياً بيننا .. سيبقي رمزاً .. وعلماً .. وأباً .. وأخاً .. ومعلماً وقدوة عملية لأننا أخذنا من لسان حاله حيث يعمل ولا يتحدث . نرجو من جميع من يقرأ هذا المقال أن يدعو الله ويسأله أن تغمد فقيدنا بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه إنه نعم المولي ونعم المصير وبالإجابة جدير. ( وكل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والاكرام ) .. اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه(انا لله وانا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) üنيابة عن اخوانك وزملائك بالمجلس التشريعي الولاية الشمالية