قلت قبل شهر من الآن والصحافة الرياضية كانت حينها تهلل للهلال والمريخ وتقول ان هذه المرة سيكون نهائي الكونفدرالية سوداني واننا سنستمتع بلقاء هلال مريخ على كاس إفريقية وأن الأمر سينتهي بوصول الكأس الافريقية للعرضة شمال او جنوب , فقلت فى هذا الباب وفى مرتين ان الهلال او المريخ لن يصلا للنهائي وانه اذا ابتسم الحظ لاحدهما فان الكأس لن يأتي الى السودان لعدم معرفتنا بثقافة التعامل مع النهائيات وعدم قدرتنا على تحقيق الانتصارات في المباريات النهائية التى تدخلها الفرق بحسابات , وهذا ما حدث بالضبط فنحن في المنافسة درجة ثانيه فى البطولات الإفريقية وصلنا الى دوري الاربعة بفريقين وسرعان ما سقط المريخ في ليلة مغادراً البطولة فى ارضه ووسط جمهوره بعد عجزه على التكتيك وعدم قدرته على قيادة المباراة بحسابات تعرف كيف تحقق الانتصار وتصل للنهائي وهكذا فعل الهلال الذي فاز فى ارضه ووسط جمهوره بنتيجة مريحة ثم احتفظ بشباكه نظيفة طوال الشوط الأول في ارض خصمه وسرعان ما انهار في الشوط الثاني شوط المدربين وانهزم بذات النتيجة التى فاز بها على خصمه في ام درمان وفرط في ركلات الجزاء التى لم يكن جاهزاً لها وشاهدنا كيف ان لاعبيه كانوا يهربون من تسديدها بينما دفع المدرب المالي فى اخر (5) دقائق بحارس متخصص في ركلات الجزاء مما يدل على انه كان يحسب لكل شيء حسابه على عكسنا نحن الذين فوجئنا بها , ودفعنا باللاعب يوسف محمد المشهور باهداره لركلات الجزاء ليهدر الركلة ويضيع آمال الشعب , لتتاكد حقيقة اننا نحلم بالبطولة مجرد حلم فى زمان لا تتحقق فيه البطولات بالاحلام وحدها التى لا يسبقها عمل واجتهاد وعلمية فى التخطيط لها , الشيء الذي يجعلنا نقول اننا بحاجة الي وقفة حقيقية على مأساة الكرة السودانية التى لن تحقق بطولة بهذا المنهج ولو وصلنا دوري الأربعة فى عشرين بطولة قادمة ما لم ندخلها ونحن نعرف كيف ندير امورنا ونختار التكتيك المناسب لكل مباراة وما لم نحسن اختيار اللاعبين المحترفين الذين يستحقون ان ندفع لهم الملايين فالموجودون الان غير جديرين بارتداء شعار الفرق السودانية , واننا لا يمكن ان نحتفظ بلاعبين بالملايين لنضعهم فى كنبة الأحتياطي مثل يوسف محمد او وارغو او غيرهم كما لا يمكن ان نعتمد على لاعبين فى الملعب لا يعرفون كيف يحققون لنا ما يعجز عن فعله اللاعب السوداني ,ولماذا لم نات بعد ايداهور بلاعبين من امثاله غيرة وقدرة فى الملاعب على العطاء الذي يغير مسار المباريات ويصنع الفارق , فالمنطق يقول انه علينا ان نعيد النظر فى مسألة الاحتراف هذه التى اضرت اكثر مما تنفع كما علينا ان نعيد النظر فى التدريب الاجنبي فالمدربون الذين نأتي بهم لا شيء يميزهم عن مدربينا الوطنيين ما دام الواحد منهم لا يتحوط حتى لركلات الجزاء , ولا يعرف كيف يغير الاحوال في شوط المدربين ويبدل مجري المباراة لصالحنا إضافة الى اعادة النظر فى إدارات الاندية التى وصل حال بعضها الي الصراع مع اللاعبين وإدارة المعارك معهم , فالذي حدث يجب ألا يمر دون وقفة لان الفشل الذي تم بعد دخولنا دوري الثمانية فى البطولة درجة ثانية فى البطولات الافريقية بثلاثة فرق وعجزنا ان نصل للمباراة النهائية بفريق واحد أمر جدير بالوقوف والمراجعة . حاجة اخيرة هل سمعتم باي اغنية او قصيدة جديدة للشاعر المرهف اسحق الحلنقي او سمعتم بقصيدة جديدة للشاعر الجميل التجاني حاج موسي او صلاح حاج سعيد وغيرهم من الاصوات الشعرية التى احببناها للعطاء الجميل الذي شنفوا به اذاننا لسنوات ,اتمنى ان اكون وحدي الذي لم يسمع , لان صمت هؤلاء وغيرهم من الاصوات التى نحبها يعني ان علينا ان نتحسس مصادر الالهام وما أثر عليهم ونعالج المشكلات حتى يملأوا فراغهم وتنسحب الفقاقيع التى ظهرت فى الساحة بلا جمال.