نستخدم في حوارنا اليومي عبارات بلاغية متنوعة من المعاني.. والبيان.. والبديع من ذلك أن تقول كناية لحضورك لشخص لم تجده بكثرة جيتك مية مره، والمبالغ أكثر يقول جيتك ألف مره، ويتخطاه آخر إلى مليون وثمة من يقول دشليون مره.. إذن فيمكن أن تتحول البلاغة إلى مبالغة.. والمشكلة إن البعض يصدق المبالغات.. وقد تأملت كثيراً حكايات تروى، وإشاعات تطلق والناس تصدق المبالغة وتحاول التجربة فتكتوي بنيرانها.. ويبدو إن هذا ديدن الشعوب.. في مصر قضية في موضوع شركة لتوظيف الأموال نصب صاحبها على مجموعة من المودعين ضمنهم نجوم مجتمع مثل الفنان حسين فهمي.. والفنانة ليلى علوي.. وبعض ثُراة القوم.. وهذه المرة (المليون)التي تنصب عليهم شركة ولكن هذا أخف الأضرار.. لأنك تغامر بمالك(والجاتك في مالك سامحتك) ولكننا نغامر بأرواحنا وبأنفسنا.. فقديماً حدثت حكاية(الفكي أب نافوره) وهى بئر أنفجرت فأشيع إنها تداوي الناس فسافر الناس إليها وشربوا منها فمرضوا (وحُم بعضهم وغُم) بعضهم.. ومع ذلك لم يرعو الناس.. فجاءت بعد سنوات حكاية الرجل التشتاش الذى يتش الناس بالنار فيشفون من الأمراض فهرع إليه الناس (الأعمى شايل المكسر) وأيضاً ذاقوا عذاب الحريق ويقال إن فتاة ماتت.. ثم جاء (البخاخ) الذي يشفي الناس يبخهم بالماء من فمه على طريقة رش المكوجي للهدوم بغية كيها.. وهرع إليه الناس.. الأدهى كانت حكاية الأفارقة الذين يسلبون الرجال أماكنهم الحساسة ولا أدري لماذا يسمونها الحساسة والعين والأذن أكثر حساسية منها _ لماذا ياترى يصدق الناس هذه الأشياء المستحيلة.. أو الخرافية.. ولماذا لايتعظون من التجارب.. أنظر سذاجة حكاية مضاعفة الأموال لدى بعض الدجالين وأنظر رواج التجارة البلهاء.. وأنظر كم دارس وفاهم وقع في قبضتهم مع إنها بديهية إن كان الرجل ضاعف الأموال فالأولى أن يضاعفها لنفسه ويثرى.. لكن كل يوم نسمع بضحية سواء من السودان أو من الدول العربيه _ أعتقد إن أجواء المبالغة التي نعيش فيها هي التي تحرضنا على قبول الترهات وتصديق الخرافات.. وينعكس ذلك على بعض تصرفاتنا.. الغبية بحسن نية. _ قد حكى لي صديق يدير واحدة من المستشفيات إن المسؤول مع موظفة مسؤولة جاءاه يطلبان تحويل مريض من حجرة إلى حجرة.. لأن حجرته ليس بها بطانية وتلك بها بطانية.. فقال لهم ولماذا كل هذا أحضروا له البطانية من تلك الغرفة فقط! _ هل حاولت أن تراقب نفسك ومن حولك لترصد التصرفات الغبية أو غير المبررة أو غير المنطقية.. إن فعلت ذلك فستجد إن البلاغة التي أفضت إلى المبالغة هي وراء كل مانقوم به من تصرفات غريبة وغير منطقية. _ ومن الأشياء غير المنطقية إن زرت الصديق الدكتور عمر محمود خالد وشكوت له من أن صدري تحول إلى آله موسيقية.. فشخص لي الحالة.. وصف لي الدواء ولكنه طلب مني أن أبعد من أكل الدِّهون وشراب البيبسي وأكل الشكولاتة، وشراب لبن البقر، وفريق الهلال..