لا يكفي أن تنحصر برامج (الوحدة الجاذبة) في بعض المحاضرات التي تقام هنا وهناك، من حين لآخر، وشوية برامج إذاعية وتلفزيونية، وحبة كلام في الصحف.. لابد من تفعيل كافة شرائح المجتمع المختلفة، لتعمل كمنظومة واحدة بآليات وفعاليات يومية، لم يتبق من موعد الاستفتاء إلا بضع أشهر، فلنعمل ما يحقق الوحدة (الجاذبة)، وإلا ستكون (جادبة)، وسوف تتغير الخارطة الجغرافية والتاريخية، ولن تكون المساحة وأرض المليون ميل مربع التي درسناها.. أنت يا شعبي جواك أسد .. جواك بطل.. ما بين الحلم والرجاء يبقى الذين يبحثون عن نصفهم الثاني في مشوار حياتهم وهم في مسعاهم ذاك يكابدون المستحيل لنيل رضاءهم وكسب قلوبهم.. فيهم من يلجأ للشعر مدخلاً رومانسياً وبعضهم يصوِّب وجهته بالاستعانة ب(الفكي).. وآخرون يعتمدون على الأعشاب لاعتقادهم بأنها ناجعة في استمالة الفؤاد.. وفي السودان، وعند مجتمع «المحبين» نجد ما يُعرف ب«عرق المحبة» وهو الأشهر في سوق القلوب الحائرات.. وتأمل في كلمات أغنية يرددها الذين يعتقدون في هذا «العِرق». (آخر لحظة) تجوَّلت مع شرائح الباحثين عن «المحبة» والمكذبين بها والذين يمتهنون بيعه، ورأي أهل الدين في هذا «العِرق».. «س.ت»- ربة منزل قالت لنا: أنا أؤمن به، وصاحبة تجربة حيث قمت باستخدام عرق المحبة حتى أتزوج وبالفعل ذهبت واشتريته، وهو عبارة عن قطعة صغيرة من العرق «المسواك» وبعد شهر تزوجت. الأستاذ حافظ قال إنه لا يؤمن بعرق المحبة والخرافات واعتبر الذي يفعل هذه الأشياء إنسان غير مؤمن وليست لديه الثقة في نفسه، فالمؤمن الحقيقي لايلجأ إلى كاهن أو عراف، وأصبح في الفترة الأخيرة بعض الناس يلجأون إلى هذه الأشياء وهي قديمة، ولكن يجب إزالة هذا المفهوم الخاطئ، وهي ظاهرة الكل يعلم بها ولكن الشخص الواعي لا يلجأ إليها، ويجب على الإنسان أن يؤمن بالقسمة والنصيب. وقال خطّاب دفع الله معرفاً العرق بأنه عرق يقرأ عليه تعويذة ولكن لا أؤمن به. وقال «ع.ع» ده كلام حقيقي، لكني لا أؤمن به وهناك بعض القصص عايشتها مع أصحابي المحبيين. وبسؤالنا لأحد الذين يعملون بهذا العرق أجاب «س.م»: قبل عمل هذا العرق أنصح الشخص الذي يريد أن يعمله بالمضار التي قد تحصل للشخص المقصود به، وإذا أصر عليه نقوم بعمله. رأي الدين.. قال البروفيسور محمد عثمان صالح-الأمين العام لهيئة علماء السودان: هو نوع من الدجل والشعوذة، وهو حرام ومن أكبر الكبائر، والله سبحانه وتعالى حذر منه والنبي صلى الله عليه وسلم قال إنه من الموبقات السبعة أي المهلكات، والسحرة والدجالين والمشعوذين هؤلاء يخرجون من الإيمان كما يخرج السهم من الرَّمية ويجب على الإنسان أن لا يلجأ إلى هذه الأشياء، وهي حرام شرعاً و جميعها أشياء سحرية، والإنسان العاقل لايلجأ إلى هذه الأشياء، بل للقرآن الكريم كما قال الله تعالى في سورة الكهف «إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً».. وجميعها شعوذة ودجل سواء كان للإصلاح أو الضرر.