يعاني المثقف السوداني عموماً من نظرة سالبة إليه من بعض العامة، وبعض النخبة، أو ينظرون إليه بصفته يعيش في برج عاجي ويتفلسف دائماً.. وقد أطلقوا عليه لقباً ساخراً هو المثقفاتي.. والأطباء من أكثر الفئات التي أصبحت تتعرض في الآونة الأخيرة لنقد حاد.. وعلى الأخص ما أصبح يسمى بالأخطاء الطبية.. فأي خطأ ينسبونه إلى الطبيب، مع أن المشتركين معه فى العمليه (كمية) من ممرض الى فني تخدير.. الى محضر عمليات..إلى إداري.. إلى أهل المريض.. فالخطأ الطبي ليس مسؤولية الطبيب وحده، لكن الذي يشيل (الشيلة) هو الطبيب.. وذلك بسبب أن الخطأ الطبي المسؤول عنه الطبيب وهكذا قرّ في أذهان الناس يجئ فادحاً ومشاتراً وما معقول.. عموماً نحن نحترم الطبيب.. خاصة الطبيب الشاعر.. فشادول وعمر محمود وعماد الفضل وحسبو، الله يرحمو.. كلهم وجدوا تقديراً رحباً، فضمن الشعراء نقدرهم وضمن الأطباء أيضاً نقدرهم، هذه الخاصية لم يجدها على سبيل المثال الطبيب والشاعر المصري إبراهيم ناجي.. الذي ما اشتهر إلا بعد رحيله عن هذه الحياة الفانية.. كان الأطباء يبتعدون عن إبراهيم ناجي بحجة إنه شاعر، وتجنبه بعض الأدباء بدعوى أنه طبيب، وهذا ما دفعه الى أن يقول: والناس تسأل والمشاغل جمة طِبٌ وشعر كيف يتفقانِ الشعر مرحمة النفوس وسره هبة السماء ومنحة الأديان والطب مرحمة النفوس ونبعه ذلك الفيض العليٌّ الشأن ومن الغمام ومن معين خلقه.. يجدان الهاماً ويستقيان حقيقة كان إبراهيم ناجي شقياً عاش حياة قاسية.. حُرم من حنان الأم مبكراً.. درس غير ما يهوى.. أحب الأدب وأجبرته الظروف على دراسة الطب.. تمت إحالته للتقاعد دون السن القانوني.. (قبلو ووحّدو) نعود لكون الطبيب بصفته من طلائع المثقفين يتعرض لإشانة سمعة بسبب الظاهرة التى اسمها (الأخطاء الطبية) .. حتى البرامج أصبحت تُقدم الطبيب بصفته متهماً يدافع عن مهنته، بعد أن كان يُستضاف ليحكي تجاربه الإنسانيه الثرة.. وطرائف مهنته ودعاباتها.. وبعضاً من حكمته الطبية لكن في نفس الوقت "في دكاترة بسووها شينة".. عادي جداً البنسى مقص فى بطن المريض .. والبنسى جونت..أما البنسى شاش ودي خليها ساكت.. ربما تبرير ذلك أن بعض العمليات تطغي فيها الدماء على الأشياء فتُنسى.. وهو تبرير على عدم منطقيته، لا يستقيم مع الحس السليم.. عموماً أبدي تعاطفي الشديد مع الأطباء ومعظمهم أصدقاء.. حتى لو بالهاتف.. آخرهم دكتور «الأنصاري» الذي هاتفني حول موضوع (رجل مصنوع)، وذكر لي حالة امرأة تخفت بزي الدراويش لنزعة صوفية عندها، حيث خرجت للدعوة ولم يتح لها ذلك إلا بالتخفي في زي رجل، وأقنعوها بخطأ الفكرة، وأعادوها الى قواعدها سالمة، لذلك وحتى لا ينسى الأطباء حاجة في بطن المريض بعد العملية فلدي الاقتراحات التالية: أولاً عدم الاستعانة بممرضين ومعاونين قصار القامة حتى لا ينسى الطبيب أحدهم فى بطن المريض، فتصبح كارثه وفضيحة عالمية.. ثانياً اقترح أن تتغير خياطة العملية على النحو المعروف وأن تستبدل ب«سوستة» طبية، بحيث إذا نسي الطبيب حاجة فى بطن المريض «شاش.. قطن.. مقص.. مبضع.. ممرض قصير القامة» نفتح السوستة ونطلع الحاجة طوالي ونقفلها تاني .. أها لقيتوني كيف؟