في خواتيم شهر أغسطس الماضي، شاهدت على قناة البي بي سي العربية، مهرجاناً لحصاد البطيخ في المملكة المغربية، حضره جمهور غفير من المواطنين والسياح الأجانب، وقبل أسبوع من عيد الأضحى المبارك، شاهدت على نفس القناة مسابقة لأجمل خراف عيد الفداء، أقيم بحاضرة جمهورية السنغال، كما شاهده أيضاً جمهور كبير من المواطنين والسياح الأجانب في هذه المناسبة. نحن في السودان لدينا الكثير والكثير من المناسبات والأحداث التي يمكن تحويلها إلى أحداث سياحية عامة تجذب وتغري السياح الأجانب لحضورها ومشاهدتها على الطبيعة، خاصة بعد تضمينها في تقويم سياحي، والإعلان عنها عبر المجلات والأدلة السياحية العالمية بالإضافة إلى الاتصال بمنظمي الرحلات في الخارج والداخل لتسويقها في البلدان المصدرة للسياحة الدولية وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: حصاد فاكهة المانجو والموالح والتمور في ولايتي الشمالية ونهر النيل.حصاد الصمغ العربي في ولاية شمال كردفان خاصة أن السودان يتصدر قائمة البلدان المنتجة للصمغ على مستوى العالم، مهرجان لحصاد الكركدي الذي تشتهر به الولاية. سباق النيل للزوارق الشراعية والبخارية حيث أن نهر النيل من أطول أنهار العالم ويتميز بسمات متفردة. أعياد إنتاج السكر وغيرها من المحاصل الزراعية النادرة التي حبا الله بها بلادنا، كمحصول السمسم في ولاية القضارف مثلاً.سباقات للسيارات والدراجات البخارية عبر الصحراء، وهي الصحراء الوحيدة في العالم التي يخترقها نهر من أقصى الجنوب إلى الشمال مع الاهتمام بالسياحة الصحراوية عموماً. مهرجانات لحياة البادية، وأخرى لسلالات الإبل المميزة خاصة أن السودان يعتبر إحدى الدول المصدرة لها.مخيمات لسياحة الخريف كنمط جديد متفرد يمكن أن تنافس به السياحة السودانية. الاهتمام بالسياحة الدينية كتنظيم وتسويق الحوليات التي يحضرها أجانب من خارج البلاد كحولية البرهانية وغيرها. معرض الخرطوم للزهور وحث كل الولايات للمشاركة فيه حتى يتسنى تحويله إلى حدث سياحي إقليمي ثم دولي مستقبلاً. هناك أيضاً التراث والفلكلور الشعبي النادر والفريد الذي يغطي كل ربوع البلاد حيث يمكن توظيفه في خدمة السياحة السودانية، آخذين في الاعتبار أن جمهور السياح المهتمين بالدراسات الإنسانية والتاريخية ومعرفة حياة وعادات الشعوب «الاتنوغرافيا» في تزايد مستمر من جراء التطور في مجالات الاتصالات وتكنلوجيا المعلومات إذ تشير الإحصائيات إلى أن هذا الجمهور يتصدر حالياً قائمة السياح المنتشرين حول العالم، الغرض من ذلك هو معرفة التراث الشعب الذي يشكل العادات والتقاليد، والفنون والصناعات اليدوية، والألعاب الشعبية، والمأكولات والمشروبات، والأزياء وهلم جرا. إضافة لذلك، هناك مجمع اليرموك بجنوب الخرطوم، ومن قبله مصنع الشفاء للأدوية بالخرطوم اللذان تعرضا للعدوان، هذه الأحداث لو كانت في بلد آخر يجد ويبدع ويبتكر، لتحولت البقعتان إلى مزارات سياحية للأجانب عامة، والمواطنين على وجه الخصوص، ليشاهدوا بأعينهم آثار العدوان الغاشم الذي تقوم به بعض الدول التي تدعو للديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان والسلام العالمي والرفاء والتقدم والإزدهار لشعوب العالم، ولكن يبدو أن العكس هو الصحيح!. السياحة في عصرنا الحاضر لم تعد نشاطاً تقليدياً كما كانت في الماضي مثل زيارات للمواقع الأثرية والتاريخية، أو مناطق الحياة البرية، أو سياحة الغوص في البحار والمحيطات، أو غيرها من السياحات التقليدية، بل صارت بحق وحقيقة نشاطاً مرتبطاً بالإبداع والابتكار، والتسهيلات وجودة الخدمات، مما يغري ويجذب جمهور السياح لزيارة البلد المعني، وذلك من منطلق أن سائح اليوم أصبح يسعى ويبحث لمعرفة ومشاهدة كل جديد وغريب ومثير، وحتى الكوارث الطبيعية رغم تداعياتها، دخلت عالم السياحة، وصار جمهور السياح يتسارع ويتسابق لمشاهدة الكوارث، مثل البراكين والزلازل، وحرائق الغابات، والسيول والفيضانات ، وغيرها من الكوارث الطبيعية وعليه نحن نأمل من الجهات المعنية الاستفادة من مناحي الابداع والابتكار في النشاط السياحي مع تطبيق مفاهيم علم الشراكة في صناعة السياحة (THE PARTERSHIP) وذلك من أجل أن تتمكن السياحة السودانية من منافسة ومواكبة المستجدات في العالم والله الموفق. üخبير سياحي