مدخل: ثلاثة فقط في هذا العالم يسعون لأن تكون أفضل منهم :(أبوك وأمك ومعلمك). ظل المعلم على مر العصور محترما ومهابا ومقدرا في المجتمع وكانت له الريادة والقيادة بما حفظه له المجتمع من مكانة تشبه القداسه وكرموه براتب يحفظ كرامته ولا يحوجه لمطاردة الدروس الخصوصية والوصول لمنزله آخر الليل مرهقا فانتج للوطن أبناء حملوا الأمانه في كل المواقع .... ثم جاء زمان الهوان فأصبح المعلم أسفل طبقة موظفي الدوله راتبه لايسد رمق أسرته يظل يدور طوال اليوم وراء العمل الاضافي لا حوافز ولا أجر إضافي ولا سيارات حكوميه تملك ولا للاستخدام مثل بقيه المؤسسات الحكوميه..كل هذا والمعلم صابر يحتسب لأنه يعرف أنها مهنة الأنبياء والعظماء ..كل هذا تحمله في صبر جلد ولم يشك لأحد همه ولكن كل هذا الضيم والظلم لم يحرك مشاعر أحد ولم تتحرك صحيفة واحدة تنافح عن حقوقه المسلوبه بل عمدت الصحف مع بعض محرريها الذين جانبتهم كثير من الحكمة وهم يشحذون المدى لذبح آخر خطوط الدفاع عن قيم وموروثات المجتمع ذلك ليهدموا هذه الأمه من أساسها ويدكوا حصونها.. كلنا يعلم أن الخوض في تفاصيل أي هجوم على المؤسسات الأمنيه من جيش وشرطه ومخابرات عليه خطوط حمراء لايتجاوزها صحفي ولاغيره حفاظا على السودان أرضا واقتصادا وإنجازا..فكيف فات على القائمين على الأمر وعلى عقلاء هذا الوطن أن المعلم أمامه ألف خط أحمر...كيف؟ المعلمى سادتي هو(الحافظ لقيم وأخلاق وموروثات وعلوم و آداب الأمة. الناقظل لها وغارسها في الأجيال الجديده)هل هناك(أمن قومي) أخطر من هذا... الهجوم على المعلمين ياعقلاء الوطن يعني فقدانه للاحترام من تلاميذه وبالتالي عدم سماع توجيهاته والنتيجه معروف عواقبها لمن يعقلون. يتحدثون في الصحف بتشفي عن معلمين عاقبوا التلاميذ بالضرب وكسروا اصبع هذا ورجل هذا ونسوا أن المعلم بشر رغم حرصه الشديد ومعاملته الابويه لتلاميذه وقد يخطئ ولكنه حتما ليس مجرما ولاجلادا ولايختلف مع تلاميذه في ورثه ولاخلاف له مع تلاميذه وان أخطأ فهناك قانون عمل وقانون دوله يحاسبه ولكن المتتبع للصحف في الآونه الأخيرة يحس بالتربص لتجريم المعلمين وتعميم السوء بقاعدة (الخير يخص والشر يعم)الظالمه وغير الانسانيه. أما عقوبة الجلد التى بات الكثيرون يتباكون حولها فقد فرضها الدين ولم يفرضها المعلم السوداني .. فقد قال المعلم الأول رسول الانسانيه(إنما بعثت معلما) وهذا المعلم السامي عليه افضل صلوات الله وسلامه هو القائل(مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر)إذن الجلد كعقوبه ناجعه أقرها الشرع وأكاد أجزم أن كل من يعارض هذه العقوبه لايعارضها عن قناعة وانا هنا أتحدث عن العقوبة المتزنة الحكيمة غير المؤذيه وقديما كانت على لسان كل أب في هذا الوطن(لكم اللحم ولنا العظم) فما الذي جد وكلنا يعلم (سوء الأدب وعدم احترام الكبير الذي بات ديدنا لكثير من الشباب بكل أسف ..والقاعدة التربوية تقول:(من أمن العقوبة أساء الأدب) والذين يتحدثون عن عقوبات بديلة ونظريات حديثة للتربية وقوانين عالميه لحقوق الانسان عليهم بايجاد عقوبه رادعة للتلاميذ لجنح وسلوكيات غيرأخلاقية. تظهر من تلاميذ مراهقين يتعامل معها المعلمون بكثير من الحكمة والابوة ولا يعرف عنها الآباء شيئا لتظل العلاقة بينهم وبين ابنائهم يسودها الحب والاحترام.. ولاأحد يشكر المعلمين ولايتركونهم في حالهم .. والله الحق لو عرف معظم الآباء مايعالجه المعلمون من سوء فعل وقول ينجم من بعض التلاميذ في مراحل حياتهم ويقومه الملعلمون في وقته لحملوا المعلمين على أعناقهم حبا وكرامة ولكن لم يعلمواولن يعلموا حفاظا على العلاقة الساميه التي يجب ان تسود بين التلاميذ وآبائهم وحتى لايحدث شرخ فيها لتستطيع السنون أن تمحوها خلاصة الحكمة التى لايعرفها الكثيرون (سئل ياباني :كيف بنيتم اليابان وطورتوها بعد دمارها في الحرب العالمية الثانية ..قال: بالمعلم ..أعطيناه مرتب وزير ..وحصانة رئيس ..وقداسة إمبراطور).