تسارعت الأحداث في نادي المريخ أمس ومضت على نسق لم يتوقعه أحد ففي الوقت الذي كان سيسلم فيه مجلس إدارة نادي المريخ اليوم إستقالته رسمياً إلى مفوضية هيئات الشباب والرياضة بولاية الخرطوم، حسب الموعد الذي قطعه المجلس على نفسه، لإفساح المجال للمفوض لإختيار لجنة تسيير تقود النادي إعتباراً من اليوم الأول في شهر ديسمبر المقبل، وحتى نهاية فترة المجلس بعد عام من تاريخ إستلام المفوض لإستقالة المجلس الحالي بقيادة جمال الوالي الذي حكم النادي منذ العام 2003 ولم يترك مقعد الرئاسة برغبة من الجماهير التي تنتخبه في كل مرة، بدأت الإرهاصات تدور بأنه لن تكون هناك إستقالة جماعية وربما غادر الوالي مقعده وحده بعد أن أصر على الرحيل من قبل بيد أن القاعدة الحمراء طالبته بالبقاء لمواسم أخرى، وإستجاب لرغبتها في السابق، إلا أنه رفض كل الوساطات والمطالبات له بالجلوس على مقعد القيادة هذه المرة، وجاء التأكيد من الأمين العام للنادي عصام الحاج بأن قرار الإستقالة نبع من رئيس النادي وونائبه وأمين المال، متمسكين بالقرار برغم موقف بقية الأعضاء الرافض للإستقالة فى هذا التوقيت.. وقال الحاج في تصريحات إعلامية: ( لانعرف الحلول الوسط والترقيع ولن نقبل بعدم إستقرار النادى لذلك رأينا الإمتثال لرغبة الرئيس ونائبه وأمين المال بالرحيل، ولكننا قمنا بتمكين لجان الاحتراف والتسجيلات لتأكيد تحملنا المسؤولية وعدم الهروب وحتى تنعم لجنة التسيير بالإستقرار اللازم وتعمل فى أجواء مهيأة وعن موقفه الشخصي أوضح أنه أعلن أكثر من مره بأنه سيعمل لعام واحد فقط)، ولكنه تراجع قليلاً وقال أنه ربما يكون الرحيل فردياً وليس جماعياً. وعقب هذا الحديث الذي أكد بما لا يدع مجالاً للشكل بأن المجلس أعاد النظر في وضعه بالنادي، تغيير الوضع كثيراً وأصبح الحديث عن لجنة تسيير ليس له معنى بعد أن بدأت الإرهاصات تدور حول مرشحي مقاعد لجنة التسيير، ومن سيكون رئيساً لها، ليكون إسم معتمد أمدرمان وعضو المجلس الأسبق الفاتح عزالدين على رأس قائمة المرشحين، كما ظهرت أسماء عديدة من بينها السعيد عثمان محجوب والفريق فاروق حسن وعمر حجوج والدكتور عمر خالد ومحجوب صديق وحاتم محمد أحمد وغيرها من الأسماء ولكن المؤكد أنه حتى الآن لم يتم القبول الرسمي من المفوض للإستقالة وقالت المفوضية أن الإجراء القانوني الصحيح لقبولها هو قبول مجلس المريخ لإستقالات فردية مكتوبة من أعضاء مجلسه أولاً ومن ثم تحويلها للمفوضية وغير ذلك لن يتم إجراء إستقالات جماعية، ولم يتم كذلك الإعلان عن اللجنة التي ستسير النشاط، ليخف القلق الذي ظل ينتاب أنصار القلعة الحمراء فيما سيحل بفريقهم من وضع ربما لا يساعد على ترميم الفريق بالصورة المثالية برغم تكوين لجنة تسجيلات لأن الحل والربط كان بيد رئيس النادي جمال الوالي لا يدري أحد ماسيؤول إليه الحال وهو بعيد من الرئاسة، وإن كان الوالي قد صرح من قبل بأن يده لن تكون مغلولة إلى عنقه، وسيبسطها كل البسط فيما يفيد نادي المريخ، غير أن ما هو قادم سيكشف الكثير عن أسرار ما بعد الرحيل وما هي الأوضاع عقب مغادرة رئيس النادي المصر على المغادرة في ظل تراجع بقية الأعضاء عن قرارهم تدور في وقت متأخر أمس وربما يبقون في مواقعهم بالإجماع.