مكتوب في الأزل أن يظل السودان بؤرة ساخنة تنفث اللهب ، مكتوب علينا أن نكتوي بنار الأسعار والحكومات المتعاقبة بحلوها ومرها ، مكتوب علينا أن نحتل قائمة الشعوب التي يستشري الفساد في نسيجها ، ويصبح هما يوميا ، مكتوب علينا أن نظل نمتطي عربة الخلافات والمواطن الغلبان يدفع الثمن ، إذن طالما إننا نمتلك كل هذا الحراك الإنساني الكبير المتسم بالشفافية والذي يسر القلب والخاطر ويجعل الإنسان يضحك حتى تتكسر أضلاعه ، علينا أن نفرد عضلاتنا ، ونهتف بأعلى أصواتنا ونعلن للعالم إننا هنا ، وطن فيه كل ما تشتهي النفوس من الفساد ، والأحقاد ، والحسد ، وتعاقب الحكومات ، والخلافات بين الساسة والباحثين عن المناصب والكراسي الدوارة إلى آخر الأشياء الحلوة الجميلة التي تعد سلع سودانية صميمة ، أنتجتها عقول عريقة ويستحق العالم أن يتعرف عليها ولا بأس أن يستعين بها لأصلاح أوضاعه ، طبعا من الممكن جدا أن نرفع طلبا لليونسكو لكي يعتمد هذه المواصفات مجتمعة كنموذج سوداني معترف به دوليا ، ويتم منحنا بعد ذلك شهادة براءة الغليان السوداني الصميم ، حسنا يا جماعة الخير لأن قلبي على المواطن الغلبان أدعو صادقا من نخاشيشي أن يعمل الشعب السوداني أجمعه من أجل إطلاق جمعية تحت عنوان جمعية الرفق بالسودان ، وتستهدف هذه الجمعية الرفق بالإنسان السوداني ، طبعا لا أقصد هنا التماسيح والحيتان والهوامير والذي منه وإنما أعنى الانسان الغلبان الذي لا يجد قوت يومه ويموت في اليوم مليون مرة من أجل كسب لقمة العيش ، الإنسان المتفرج على سيناريوهات الساسة واللاعبين بالبيضة والحجر ، والذين لا يتورع الواحد منهم لبيع ضميره من أجل مصالحه ، عموما أتصور يا جماعة الخير أن إطلاق جمعية كهذه ربما تسكت أوجاع المسحوقين في الأرض ، وربما تعيد الصفاء إلى الأذهان لأننا ولله الحمد ، منذ ان أشرقت شمس الإستقلال ما زلنا نخرج من حفرة ونقع في دحديرة وكل هذا لأننا شعب طيب ، أسمعوني أقول إننا بصراحة واكرر بحاجة إلى جمعية للرفق بالإنساني السوداني ، من أجل الدفاع عن حقوقه ضد جلاديه والظالمين والذي منه ، فإذا كانت الجمعية الدولية للدفاع عن الحيوان في بريطانيا إنتصرت لأنثى فيل آسيوية من صاحبها اللعين وقامت بإدانته لتعنيفه الحيوان المسكين وضربه وعدم علاجه ، فإن جمعية الرفق بالإنسان السوداني ، أبصم بالعشرة إنها ستكون بمثابة محامي شرس ومقاتل لصالح ملايين الشعب المغلوب على أمره من المتنفذين في السلطة والمفسدين وزعماء الأحزاب والطامحين للكراسي الدوارة ، وأعلن من الآن فصاعدا إن العبد لله سيكون الناطق الرسمي بإسم هذه الجمعية فمن يمتلك الجرأة للإعلان عن هذه الجمعية ، وكله بأجره .