لا شك ان القراء الكرام يعرفون الكثير عن (بنك قرامين)، ولمن لا يعرفون نقول انه تجربة رائدة غير مسبوقة انشأها بنغالي هو بروفيسور محمد يونس في بلده (بنغلاديش) في اطار مساعيه لمحاربة الفقر، وذلك عن طريق القروض الصغيرة للصناعات الريفية وأنشطة زيادة الدخل، وهى تجربة رائدة وغير مسبوقة استحقت جائزة نوبل عام 2006م ، واعتقد ان ما نحن بصدد الحديث عنه له علاقة بهذه التجربة، وأعني تجربة (بنك الطعام) بولاية البحر الأحمر. والبنك المذكور جاء ثمرة لحوار طيب بمبادرة من والي ولاية البحر الاحمر الدكتور محمد طاهر ايلا والكثير من القطاعات المختلفة بالولاية ، ومن ثم صدر القرار الولائي بتشكيل لجنة لبنك الطعام، وذلك في اطار مبادرات حكومة الولاية لتخفيف اعباء المعيشة واستنهاض الروح التكافلية من اجل اعانة الفئات الضعيفة والمحتاجين، ونص القرار على مهام واختصاصات اللجنة المتمثلة في استقطاب الدعم المالي والعيني من الجهات الرسمية والشعبية والخيرين من داخل وخارج الولاية، كما تختص اللجنة بانشاء آلية لحصر المستهدفين والاشراف على التوزيع على الفئات الضعيفة والتنسيق مع الجهات ذات الصلة. وعقب تكوينها باشرت اللجنة مهامها وكونت لجانها المختصة وانهمكت في عمل جاد ومنهك ومتصل الى ان دشنت انطلاقة عمل البنك بتاريخ 26 يوليو في العام الجاري 2012م ، ومن ثمار ذلك توزيع كميات من المواد الاستهلاكية للفقراء والمساكين في مختلف انحاء الولاية لعدد (3500) اسرة مستهدفة، وشمل الدعم الاستهلاكي الكثير من المواد مثل السكر والدقيق والزيت والبلح والكركدي وغيرها، الى جانب مستلزمات رمضان الضرورية. وحتى نعطي القارئ الكريم فكرة عامة عن استهلالية عمل البنك كما جاءت من خلال تقرير متكامل بعث به لنا من بورتسودان الصديق الزميل العزيز مدير العلاقات العامة والاعلام بهيئة الموانئ البحرية الاستاذ عبد العظيم جعفر نقول انه وحتى الفاتح من اغسطس الماضي قام البنك بتسليم (3160) اسرة كيس الصائم، وبلغت جملة الكميات التى تم توزيعها حوالي (609) جوال سكر زنة (50) كيلو، و(350) جوال دقيق زنة (50) كيلو، و(12) جوال كبكبى كبير وغير ذلك من مواد الدعم الاستهلاكي، ونشير الى ان دعم البنك جاء من قبل الكثير من الجهات الحكومية والخاصة، وعلى راسها حكومة الولاية والوحدات الحكومية الاتحادية والولائية والبيوت التجارية ومنظمات المجتمع المدني والافراد، وجاءت استهلالية عمل البنك بصورة علمية ومنهجية راعت الاهداف والموجهات الخاصة بامر التكوين واستصحبت التجارب واستقطبت التفاعل الشعبي، هذا وقد حظيت تجربة بنك الطعام بالاشادة من قبل السيد رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء الاتحادي. وكما يقولون فان من لا يشكر الناس لا يشكر الله فإننا نذكر هنا بالخير لجنة بنك الطعام برئاسة مدير عام هيئة الموانئ البحرية المهندس جلال الدين محمداحمد شلية، ومقرر اللجنة الاستاذ فيصل محمود، ومعتمد محلية بورتسودان الاستاذ شيبة محمد ابو بكر، والاعلامي النشط الاخ عبد المنعم جعفر، ويمتد الشكر الى ديوان الزكاة واللجان الشعبية في الاحياء وأئمة المساجد وغيرهم. ورغم قصر عمر البنك الا ان ما تحقق من مردود خطة عمل اللجنة يؤكد ان البنك موعود بترجمة اهدافه النبيلة الى وقائع حية على ارض الواقع، خاصة وان من بين اهداف اللجنة السعي لتوقيع عقودان تمويل مع مؤسسات التمويل الاصغر لتحقيق اهداف تخفيف حدة الفقر وخفض معدلات البطالة بتوفير فرص عمل، وخلق بيئة مناسبة بتحسين ظروف المعيشة للأسر الفقيرة محدودة الدخل، وانشاء انشطة مدرة للدخل لمواجهة احتياجات السوق، مع مراعاة توحيد قنوات الدعم ومنع الازدواجية واتباع الأسس العلمية والاعتماد على قاعدة معلومات.. حقاً انها تجربة رائدة ورائعة! وشكراً لك الزميل عبد المنعم جعفر على هذه المعلومات القيمة التى ارسلتها لنا عن هذا البنك وفكرته الوطنية الرائعة.