لدى سؤال مثل الهمبول ، سؤال يعشش في نافوخ أجعص جعيصة أو جعيص ، عن أسباب إصابة الشخصية السودانية بأنيميا التفكك ، وغياب الضمير ، فضلا عن تدني أخلاقياتنا والتي تهتكت وأصبحت شيح في ريح عفوا لا أتحدث من منطق إنشائي ولا انطباعي وإنما من وقائع أصبحت سمة بارزة في تركيبة النسيج المجتمعي لدينا . في الماضي ولى وراح كانت الشخصية السودانية مثل الجنيه الذهب ، ولكن منذ عشرين عاما أو تزيد مع إمساك أصحابنا في الإنقاذ بالسلطة وهروب مئات الألوف من السودانيين شرقا وغربا ، طفرت على السطح سلوكيات من ناس قريعتي راحت بعيدة عن أخلاقياتنا ، وبصراحة ما زال أهل السعودية والخليج يتذكرون بالخير الإنسان السوداني الطيب والأمين والجميل في نفس الوقت ، إذ أسس أهلنا في الشمال وأقصد بالذات ناس حلفا والدناقلة والمحس دبلوماسية شعبية في بلدان الخليج وأصبحوا عنوان للقادمين في موجات الهجرة والإغراب والتي بدأت في عقد السبعينيات من القرن الماضي ولكن بعد أن أصبحت المسألة لحم رأس وهردبيس لم يعد الإنسان السوداني كما كان مثل الجنية الذهب بالنسبة لأهل الخليج خاصة بعد الكثير من الخروق والمآسي التي حدثت من سودانيات وسودانيين في بلاد الاغتراب . المهم يا جماعة الخير ربما تكون المسألة «عين العدو وصابت » كما يقول صديقنا الفنان محمود تاور ، لكن المسألة عدييييل كده إن سلوكيتنا في الداخل والخارج بحاجة إلى بلدوزر من العيار الثقيل لنقلها من الخانة السوداء إلى الخانة البيضاء كما كانت في السنين الخوالي وأيامي الخوالي يا حليها . أقسم بالله يا جماعة الخير في الخاطر المصاب بالضبابية هناك عشرات القصص والحكايات المؤلمة عن سلوكيات تسبب الطمام . أسمعوا هذه القصة الطريفة والجميلة في نفس الوقت والتي رواها صاحبي المهاجر في كندا وفي نبرات صوته غصة ألم ما زالت ترن في طبلة أذني الحكاية وما فيها أن صاحبي عاد إلى السودان بعد سنوات طويلة ، وكان الرجل الطيب يتصور أن الشخصية السودانية ما زالت عفوية وتحمل جينات الطيبة والوداعة ولكن صدم حتى النخاع ، وعاد من حيث أتي وفي فمه مرارة كطعم الملح في حلق بعير في مجاهل الصحراء ألكبري . المهم مغزى الحكاية كما رواها صاحبي أنه عاد بلهفة زول مشتاق وأقام في المنزل الذي احتضن طفولته ، ولكنه كان يقرأ في عيون بعض من أفراد أسرته نظرات الطمع وربما الحسد ، فقال الرجل أن حسه وتوقعاته ربما تكون خذلته ، ولكن أصيب بالصدمة حينما أبلغته زوجته أن مجوهراتها اختفت ، الرجل لم يصدق بعلته في البداية وبدأ يشك في أن زوجته ربما تريد أن توقع بينه وبين أفراد أسرته وقبل أن يستفيق من الصدمة اكتشف أن مبلغا ضخما بالعملة الأجنبية اختفى من غرفته ، وللأسف فقد اكتشف أخيرا أن بطل المسلسل واحدا من أفراد أسرته . هذه واحدة من حكايات لا أريد أن اسردها حتى لا تصابون بالغثيان رحم الله السوداني الذي كان مثل الجنيه الدهب .