يدور كثير من اللقط حول بعض المناطق في السودان و خارجه من حيث أنها هي قرية أم مدينة، وقد لاحظت ذلك من خلال برنامج نجوم الغد عند تعريف المتنافسين للمناطق التي يقطنوها للتعريف بأنفسهم فيذكرون أسماء مناطقهم مسبوقة بكلمة مدينه أو قرية و ما لفت نظري أكثر عندما ذكرت المتسابقة ناهد محجوب حسن أحمد من حوش بانقا في التصفيات الأولية للبرنامج بأنها من قرية حوش بانقا فنبهها الأخ الأستاذ/ بابكر صديق بأن لا تقول قرية حوش بانقا بل أن تقول من حوش بانقا فقط دون ذكر مدينة أو قرية. و خلال مشاهدتي للحلقة الثانية للبرنامج بعد بداية المنافسات بين المتسابقين ذكرت إبنتنا المتسابقة ناهد محجوب في التعريف بنفسها بأنها من مدينة حوش بانقا هذا جعلني أفكر في ما هو الفرق بين المدينة و القرية؟ و ما هي دلالات كل كلمة؟ و متى نستخدم أيٍ من الكلمتين لتعريف منطقة بعينها؟ فدفعني هذا التفكر للبحث عن إجابة لهذه الأسئلة التي تشغلني، فقد ورد في التعريف بمدينة شندي بموقع ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة بالشبكة العنكبوتية بان قرية حوش بانقا تقع ضمن قرى جنوب شندي التي تضم العوتيب ، حلة أبوالحسن، قوزالعلم، قندتو، الديم، السلمة بحري، السلمة قبلي، المدناب ، العامراب، ديم أم طريفي ، الزاكياب، الدويمات، حجر العسل، البسابير، حوش بانقا، القليعة، المِريخ، أولاد حسان، بانت الأحامدة مويس، الطندب، قري التضامن، الضوياب، الفجيجة، الملاحة، والمسيكتاب جنوب. حوش بانقا بها خليط من القبائل العبدوتاب وأولاد عماره ذرية المك نمر والرازقية السنسيناب والعبدرحماناب والنقراب و الشايقية و الدناقلة و البديرية الدهمشية و العبابدة و تتكون من(الحوش، ود الحاج، ود نورة-أورده منتدى النقراب الرازقية - قبيلة الرازقية-مايو/ 2010م بالشبكة العنكبوتية) و بحثت عن الفرق بين كلمتي مدينة و قرية من منظور تأصيلي فاطلعت على رد الأستاذ محمد إسماعيل عتوك الباحث في أسرار الإعجاز البياني للقرآن على سؤال ورد من الدكتور ماهر الزمزمي لموسوعة الإعجاز العلمي في القرآن و السنة فذكر أستاذ عتوك بان لفظ(القرية) مشتق من (القاف والراء والحرف المعتل )، وهو أصل صحيح يدل على جمع واجتماع. وسمِّيت القرية قرية لاجتماع الناس بها. ومنه: قريت الماء في الحوض. أي: جمعته. والنسبة إلى القَرْية: قَرَويٌّ بفتح القاف، وتجمع على(قُرًى) بضم القاف، وهي لغة أهل الحجاز، و بها نزل القرآن. قال تعالى« وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً »الكهف(59) ولغة أهل اليمن: قِرْيَة، بكسر القاف، ويجمعونها على(قِرى ) بكسر القاف. أما لفظ (المدينة) فهو مشتق من(الميم والدال والنون) ، وليس فيه إلا (مدينة) ، على وزن: فعيلة. ومنهم من يجعل الميم زائدة، فيكون وزنها: مَفْعِلة، من قولهم: دِينَ. أَي: مُلِكَ. ويقال: مَدَنَ الرجل ؛ إذا أتى المدينة. وهذا يدل على أن الميم أصلية. وقيل: مَدَنَ بالمكان: أقام به ؛ ومنه سمِّيت المَدينَةُ. وقيل: المدينة هي الحصن، وكل أرض يُبنَى بها حِصْنٌ في وسطها فهو مدينتها، وتجمع على ( مُدُن ) بضمتين، و ( مُدْن ) بضم فسكون. وتجمع أيضًا على(مَدائن) ، وأصلها(مداين) ، همزت الياء؛ لأنها زائدة، ومنها قوله تعالى:( فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ) الشعراء(53) وذكر في إجابته بأن اسم (القرية) يطلق في اللغة، ويراد به(المدينة) ، كما يطلق اسم(المدينة) ويراد به(القرية) والدليل على ذلك قوله تعالى( فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ ، فسمَّاها: قرية، ثم قال( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ ، فسمَّاها: مدينة بعد أن سمَّاها: قرية. ومثل آخر لذلك قوله تعالى ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ(يس:13)، ثم قال ( وَجاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى) يس:20)، فسمَّاها: مدينة، بعد أن سمَّاها قرية، فدل ذلك على جواز تسمية إحداهما بالأخرى. ومن ذلك إطلاق اسم(أم القرى) على مكةالمكرمة، وإطلاق اسم القريتين ) على مكة والطائف)، ومن الأول قوله تعالى (وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ) ومن الثاني( لَوْلاَ نُزّلَ هذا القرءان على رَجُلٍ مّنَ القريتين عَظِيمٍ ) وقيل: سمِّيت مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة خاصة، وغلبت عليها هذه التسمية تفخيمًا لها، شرَّفها الله. و ذكر بأن لفظ(القرية) يطلق على السكان تارة، وعلى المسكن تارة ؛ وذلك لكثرة استعمالهم لهذا اللفظ ودورانه في كلامهم. قال الراغب: القرية اسم للموضع الذي يجتمع فيه الناس، وللناس جميعًا، ويستعمل في كل واحد منهما. قال تعالى( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ) يوسف:82) قال كثير من المفسرين معناه: أهل القرية. وقال بعضهم: بل القرية ههنا القوم أنفسهم. وعلى هذا قوله: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً ) وقال:( وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ «محمد» «13» وقوله( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)هود:117)، فإنها اسم للمدينة. و الله تعالى عبَّر في قوله:(حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ عن(المدينة) بلفظ(القرية) ؛ لأنه أدلُّ على الذم، ثم وصف القرية بقوله (اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا)؛ ليبين أن لها مدخلاً في لؤم أهلها. وعن النبي صلى الله عليه وسلم:(كانوا أهل قرية لئامًا ). و التعبير عن(القرية) ب(المدينة) في قوله تعالى( وَجاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْع)(يس20)، بعد قوله( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ) يس(13)، فللإشارة إلى السعة ؛ إذ كانت قرية واسعة ممتدة الأطراف، بدليل أن الرجل جاء يسعى من أقصاها. أي: من أبعد مواضعها ؛ ولذلك عبَّر عنها هنا بلفظ( المدينة) بعد التعبير عنها بلفظ(القَرْيَة). أما تعريف القرية من منظور اجتماعي فقد عرفها الكاتب عبد الله خمار في كتابه فن الكتابة: تقنيات الوصف الفصل الثالث بان القرية هي البرّية بجلالها وجمالها، وإشراقها وضيائها، وخضرتها ومائها، ورقة هوائها وزرقة سمائها. و هي صياح الديك ولثغة الشحرور وتغريد الطيور ومأمأة الخروف وثغاء العنزة ومواء القطة ونباح الكلب وخوار البقرة وخرير الساقية وأنين الناي، تتناغم وتنشد في تناسق وانسجام. و هي رائحة الأعشاب والنعناع والبابونج وعبير التفاح والبرتقال. هي الخبز البيتي والحليب الصافي، والعسل الحر، وزيت الزيتون النقي. و هي ركوب الخيل والحمير، والبكور إلى الطاحونة لطحن القمح والشعير، وحمل الماء من العين والينبوع والغدير. و هي التمسك بالعادات الحميدة التي توارثناها عن آبائنا وأجدادنا من إغاثة الملهوف واحترام الكبير وإعانة الضعيف ورعاية حقوق الجار. وهذا ما يسميها بعضهم (أخلاق القرية) حوش بانقا- حلة ود الحاج أما الفرق بين المدينة و القرية من خلال النظر لبعض الظواهر و الفروض فقد ورد في موقع الجغرافيون العرب بان العلماء قاموا بوضع بعض الفروض و الظواهر التي على ضوئها يمكن التفريق بين المدينة و القرية هذه الظواهر اشتملت على الأتي: 1. الظاهرة الإحصائية 2.الظاهرة السلوكية 3. الظاهرة التاريخية 4. الظاهرة الإدارية 5.الظاهرة الشكلية للنمط العمراني 6. الظاهرة الوظيفية 1.الظاهرة الإحصائية: وهى فكره تتخذها بعض الدول في التفريق بين القرية والمدينة على أساس تعداد السكان فى كل منهما فهناك دول تتخذ رقم سكاني معين في الفصل بين القرية والمدينة مثل( فرنسا - ألمانيا -تركيا) فتتخذ تلك الدول تعداد السكان الإحصائي 2000 نسمه فعندما تبلغ المحلة العمرانية أكثر من 2000 نسمه يطلق عليها اسم مدينه . وهذا الرقم يتغير في كل فتره من الفترات , ويلاحظ أن التعداد الإحصائي للسكان لا يمثل دليلاً قوياً في أغلب الأحيان، ولا يمثل عامل تفريق أساسي فمثلاً قد تبلغ المحلات العمرانية تعداد إحصائي كبير من السكان , ولكن عوامل المدنية الأخرى لا تتوافر فيها فمثلاً تخلف أسلوب المعيشة، تخلف النواحي الاداريه تفتقد