أما الفرق بين المدينة و القرية من خلال النظر لبعض الظواهر و الفروض فقد ورد في موقع الجغرافيون العرب بان العلماء قاموا بوضع بعض الفروض و الظواهر التي على ضوئها يمكن التفريق بين المدينة و القرية هذه الظواهر اشتملت على الأتي: 1. الظاهرة الإحصائية 2.الظاهرة السلوكية 3. الظاهرة التاريخية 4. الظاهرة الإدارية 5.الظاهرة الشكلية للنمط العمراني 6. الظاهرة الوظيفية 1.الظاهرة الإحصائية: وهى فكره تتخذها بعض الدول في التفريق بين القرية والمدينة على أساس تعداد السكان فى كل منهما فهناك دول تتخذ رقم سكاني معين في الفصل بين القرية والمدينة مثل( فرنسا - ألمانيا - تركيا) فتتخذ تلك الدول تعداد السكان الإحصائي 2000 نسمه فعندما تبلغ المحلة العمرانية أكثر من 2000 نسمه يطلق عليها اسم مدينه . وهذا الرقم يتغير في كل فتره من الفترات , ويلاحظ أن التعداد الإحصائي للسكان لا يمثل دليلاً قوياً في أغلب الأحيان، ولا يمثل عامل تفريق أساسي فمثلاً قد تبلغ المحلات العمرانية تعداد إحصائي كبير من السكان، ولكن عوامل المدنية الأخرى لا تتوافر فيها فمثلاً تخلف أسلوب المعيشة، تخلف النواحي الاداريه تفتقد إلى قدر كبير من وجود التخصصات الدقيقة بها وخلافه. 2. الظاهرة السلوكية هناك العديد من العوامل التي تساعد على التفريق بين ساكن القرية وساكن المدينة من الناحية السلوكية و الأخلاقية والعادات والتقاليد ويمكن أن نستخلص تلك الفروق في الظواهر الآتية: سكان القرية في الغالب يتميزون بالتجانس والتقارب الشديد وذلك ناتج على قله عددهم فجميعهم في الغالب يعرفون بعضهم معرفه شديدة. تتميز المدينة عن القرية باختلاف المستويات المادية بها وذلك ينعكس بدوره على كافه أنماط المعيشة ، وذلك في بعض الأحيان أدى إلى إختلاف العادات والتقاليد والمفاهيم الاجتماعية، على عكس القرية التي تتقارب بها بشكل كبير كافه المستويات الاجتماعية , مما أدى إلى زيادة الترابط والمحافظة على العادات والتقاليد والقيم والمفاهيم الاجتماعية. تتميز القرى عن المدن بوجود علاقات وروابط قويه أدت إلى التماسك والترابط والإهتمام ووجود نوع من أنواع المجاملات بين أهل القرية الواحدة في الأفراح والمآتم وعلى العكس من ذلك نجد المدينة يتميز سكانها في الغالب بقدر كبير من الإنعزالية. تتميز المدينة بوجود قدر كبير من الأقليات سواء الأقليات الدينية أو الأقليات العرقية والأقليات الجنسية وذلك يتمثل في جاليات الدول المختلفة في المدن الكبرى و على عكس ذلك القرية. 3.الظاهرة التاريخية: ويقصد بالظاهرة التاريخية وجود مدن معينه كانت في بداية ظهورها مدن بالغه القوه , ثم بعد ذلك بدأ نفوذها يقل وقوتها تضمحل مما أدى إلى إنتهاء وجودها السياسي واضمحلالها. وهناك بعض المدن الأخرى التي كان يطلق عليها منذ نشأتها مدينه ولكن جميع مظاهر العمران بها لا تدل سوى على أنها مجرد قرية(مثل الإسكندرية القديمة كان عدد سكانها لا يزيد عن 8000 نسمه وكانت جميع الشواهد العمرانية بها والحرف والنشاط الاقتصادي لا يدل إلا على أنها قرية، ولكن لان الإسكندرية في الأصل عندما أنشأها الاسكندر الأكبر كانت مدينه فظل يطلق عليها مدينه على الرغم من كل شي. 4.الظاهرة الإدارية: تتميز المدينة بانفرادها في وجود مناطق الخدمات والمناطق الإدارية الأساسية في الدول وجود الشخصيات الإدارية المختلفة، فالمدينة يوجد بها المصالح الحكومية الأساسية والمباني الإدارية و مباني الوزارات المختلفة على عكس القرى التي لا توجد بها مثل تلك المباني و المنشآت. 5.الظاهرة الشكلية للنمط العمراني يختلف الشكل النمطي البنائي للقرى عن المدن اختلاف كبيراً واضحاً بكل المقاييس. فالمدن تتميز بمبانيها العملاقة، ومساكنها المتعددة المختلفة والمتميزة في الشكل الجمالي والمعماري، وشوارعها مدروسة وأنشاءها على أسس علميه سليمة، التنظيم المختلف البناء على كافه الأشكال الممكنة، على عكس مباني القرى والتي تتميز في الغالب بأنها مبنية من الطوب اللبن ومن طابق واحد. 6.الظاهرة الوظيفية: تنفرد المدينة بوجود التخصصات النادرة بها في مختلف المجالات مثل المجال الطبي (الجراحات المتخصصة بمختلف أنواعها والأمراض المستعصية) وفي المجال الهندسي مثل (المكاتب الهندسية والمكاتب الاستشارية الكبرى، ومكاتب الإنشاء، ومراكز فنون العمارة) وغيرها من التخصصات النادرة. وتتميز المدينة بالحركة المستمرة صباحاً ومساءً بشكل لا ينقطع مما يدل على تعدد المهام والمشاغل ومجالات العمل، على عكس القرى التي يشعر الفرد فيها بالهدوء التام بعد وقت الغروب تقريباً. وإذا نظرنا إلى حوش بانقا في ضوء العرض السابق يمكن أن تستنج الآتي: من المنظور التأصيلي يمكن ان نطلق علي حوش بانقا مدينة حوش بانقا أو قرية حوش بانقا لورود الكلمتين بمعنى واحد في القرآن الكريم ، أما من المنظور الإجتماعي وقياساً على التعريف الذي أورده الكاتب عبد الله خمار للقرية في كتابه فن الكتابة: تقنيات الوصف فهي قرية حوش بانقا، وإذا نظرنا لها بمنظور الظواهر فنجد أن سكان حوش بانقا يتميزون بالتجانس والتقارب الشديد، و يعرفون بعضهم معرفه شديدة، وتتقارب بها بشكل كبير المستويات الإجتماعية، مما أدى إلى زيادة الترابط والمحافظة على العادات والتقاليد والقيم والمفاهيم الاجتماعية، و تتميز المنطقة بالتماسك والترابط الاجتماعي و المجاملات في الأفراح والمآتم، ومن خلال هذه الميزات التي يتميز بها مجتمعها فهي قرية حوش بانقا. وأرى شخصياً من الممكن أن نقول منطقة حوش بانقا دون ذكر كلمة مدينة أو قرية، وتتكون من ثلاثة قرى(الحوش، ود الحاج، ود نورة) و هذا ينطبق على كثير من المناطق داخل و خارج السودان... أسال الله التوفيق للجميع حوش بانقا- حلة ود الحاج