عرسة ما منظور مثيلها عندما تلقيت دعوة من الوزير محمد يوسف الدقير وزير ثقافة واعلام الخرطوم لحضور زواج نجل شقيقه د . جلال الدقير لم اتوقع المشهد الذي شاهدته داخل دار الخارجية بكافوري ليلة الحفل فالدار كنت قد شهدت فيها زيجات كثيرة من قبل بعضها لأبناء مسؤولين كبار وبعضها لأبناء رجال اعمال كثر إلا انني تفاجأت عندما وصلت الي الدار ليلة الفرح بما شاهدته فيها فالدار الواسعة جداً ضاقت علي سعتها بالحضور الكثيف هذه واحدة اما الثانية فقد تم توزيع الدار الي جزيئات في كل جزء مجموعة متجانسة سواء من حيث العلاقة المهنية او روابط الدم فاخذت ابحث لنصف ساعة كاملة عن الوزير محمد يوسف الدقير للقيام بواجب التهنئة فلم اجده واخذت مع الصديق الرائع طارق المادح أسأل عنه فيقال لنا هناك فنذهب فيشار لنا الي هناك أخري وهكذا ظللنا نبحث عنه وسط الحضور الكثيف حتي وجدناه أخيراً في غرفة الطعام يشرف بنفسه علي عمليات الضيافة فالاشراف كان وزارياً لان الحضور نفسه كان مدهشاً فالسيد رئيس الجمهورية والنائب الاول للرئيس ووزير الدفاع ومحافظ بنك السودان واي قيادي تبحث عنه تجده في ذلك العرس اما المسرح فلا تستطيع ان تشاهد ما به إلا علي الشاشات الموزعة في أرجاء الدار والتي لم يظهر عليها فنان واحد فقد اختارت اسرة الدقير ان يحي حفلها الثلاثي البلابل اللائي عدن قبل ايام من المهجر اما الطعام فقد وضع امامي وامام صديقي المادح صحن يحتوي علي طعمية وجبنه وحلويات (وشبس) وخبز فاخذنا نأكل وننظر لبعضنا حيرة من بؤس الصحن الذي لا يناسب فخامة الحفل المخملي حتي قال لنا احد الحضور الذين كانوا يجلسون بجوارنا (ما تعاينوا لي بعض) دا الصحن الاول وبالفعل جاء بعد دقائق صحن ينوء بحمل ما فيه من لحوم من كل صنف ومن كل لون وبعد ان تناولنا العشاء الذي معه الوصله اي والله فهناك 3 صحون اضافية وضعت في المنضدة التي جلسنا عليها لمن يحتاج الي وصلة فاخذنا نتجول لنلتقي باناس لم نرهم منذ سنوات فاهل الصحافة شكلوا حضوراً لافتاً مثل كل الوان طيف المجتمع فالدقير الكبير والصغير تربطهما علاقات اجتماعية واسعة وقد علق ظريف الصحافة الاستاذ اسامة مبارك بالزميلة الانتباهة وهو يتجول ببصره في ارجاء الدار التي ضاقت برغم رحابتها علي المشهد قائلاً (ده زواج السياسة والمال) فتأملت في مقولة المبارك وانا امد البصر في الحضور وفي بهاء المكان الذي ازدان بكل ما يمكن ان يزان به اي زواج مخملي وقلت في دواخلي لقد صدق أسامة فالحضور الكثيف من الحكومة مشاركاً للقيادي الدستوري جلال الدقير وللوزير شقيقه محمد يوسف اكد تثمين الحكومة والمؤتمر الوطني لدور الدقير في المشاركة في الحكومة بجانب مشاركة اعضاء حزب الدقير ورجال المال الكثر فالدقيراب جمعوا بين السلطة والمال ومعروف انهم اصحاب ثروات فهم من الذين دخلوا السلطة ولهم من المال الكثير ونجد ان محمد يوسف الدقير يحتاج بعد تعيينه وزيراً في حكومة الخرطوم الي عربة وظل مستغلاً سيارته ولم يحتاج الدقير الكبير الي شيء وظلا يعملان من اجل الوطن محبة له وفي تواضع اكسبهما محبة من حولهما لهما فجاء هذا التكريم بالحضور الرئاسي الكبير وبالجمال الذي زان الحفل الذي لا اعتقد ان دار الخارجية قد شهدت مثله من قبل ليصبح بالحق عرس العام الذي ودعناه امس ودخلنا عاماً جديداً، والقادر بسوي مقوله يقولها اهلنا عندما يشاهدون مثل هذه الاعراس المخملية ألف مبروك الدقيراب. حاجة ثانية اليوم نحتفل بعيد الاستقلال ونحتفي بقدوم عام جديد، وكلها تحتاج الي وقفات مع النفس وجرد الحساب فعلينا ان نجرد حساباتنا بصدق مع النفس لنعرف لماذا فشلنا في تحقيق بعض ما خططنا له وكيف يمكن ان ننفذه في العام الجديد مستفيدين من تجارب الماضي وكل عام والبلاد بألف خير.