تعرفت على الفريق عوض مالك فى آواخر سنى حياته كان اسمه تتداوله الأخبار خلال نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضى عندما كان عضواً بارزاً فى لجان أمانات الاتحاد الإشتراكى السودانى . جمعنى به عمل الصحافة عندما رأت بعض الصحف الإستفادة من قلمه ورأى هو أن يخرج ماعنده من أدب وشعر وتجربة وخبرة ضابط همام عبر الصحافة واختار صحيفة الوفاق آخر محطة من محطاته الصحفية والأدبية . عوض مالك شخص تجد نفسك مندفعاً لمعرفته ومصادقته لشئ جميل فيه ويزدان ببساطته وحبه للآخر ولاغرو فهو سليل أسرة كبيرة قامت على خدمة الآخرين والسهر على شئونهم وسعدت وتشرفت بمعرفته وبقدرهما وزيادة حزنت على فراقه ورحيله الفجائى الذى حدث دون أن يشرك فيه أحد وهى إرادة الله وحكمه النافذ فى خلقه . نشر عوض مالك رواية عبر حلقات فى صحيفة الوفاق اليومية التى كان يكن تقديراً خاصاً لناشرها محمد طه محمد احمد وجمعت هيئة الخرطوم للصحافة والنشر بعد وفاته هذه الحلقات فى كتاب نشرته وعرفت أهمية الرواية وحوبتها فكانت رواية ليالى واو فصول فى الأدب الروائي الرائع الذى يصور الواقع بعمق ودراية وينبذ الحرب وما أدى إليها من قول وفعل . رغم أن الرواية نشرت قبل عام ونيف وانضمت الى مكتبتى والى مؤلفات أخرى لعوض مالك سعدت بإهدائه لى إلا أن القراءة المتعمقة لها لم اوفق إليها إلا من خلال هذا الشهر الكريم ووجدت فيها ضالة وسائل الإعلام الرسمية الراديو والتلفزيون لتوظيفها درامياً وإحلالها للإستكشات والفواصل التى تبث حالياً سواء من انتاج صندوق دعم الوحدة أو من إنتاج ادارة الدراما بهذه الوسائل وهو انتاج لايتعمق معظمه فى أصل القضية ولا يصورها من داخلها كما ليالى واو . وتصلح بعض فصول الرواية لعرضها فى مسرح الشارع والأسواق الذى يبرع فيه الأستاذ على مهدى وقد وظفه من قبل لقضايا وطنية مركزية وهى دعوة له لخوض تجربة اعظم وتعضد دعوة الفريق أول ركن عبد الماجد حامد خليل فى تقديمه للرواية للأستاذ على مهدى للمعالجة الدرامية . (كانت ليالى واو تحت المطر الهاطل تشاهد أحباباً ينسجمون من الجنوب والشمال يغنون ويتناسلون وياتى الهجين الجديد ليكون صمام أمان لعلاقة الأزل والتى تهتز من وقت لآخر هذا مناخ الحروب فى كل مكان وتحت كل الظروف يبدى الإنسان أروع مافيه من شجاعة وفداء وايثار ويظهر كذلك أقبح مافيه من قسوة وانانية) . هذا واحد من مئات المشاهد التى تصورها رواية ليالى واو وسننتظر المعالجة البصرية لهذه المشاهد بدلاً عن سطور كثيرة تكتب هذه الأيام ولا يطالعها من تكتب لأجلهم .