*لا ادري لماذا يستنكر البعض علي والي البحر الاحمر محمد طاهر ايلا احضار اطباء من مصر للعمل في ريف ولايته بعد ان رفض الاطباء الخروج من عاصمة الولاية للعمل في الريف , فهكذا نحن تتملكنا عقدة ان ناتي باي كادر من الخارج ليحل مشكلاتنا بينما لا نعمل علي حلها من الداخل فقد سبق لوزارة الصحة الاتحادية ان اصدرت كشفاً بتوزيع الاخصائيين علي ولايات البلاد وكانت النتيجة ان الكشف لم ينفذ برفض الكثيرين الخروج من الخرطوم وعودة الذين ذهبوا سريعاً وبقيت الولايات تعاني من غياب الاخصائيين الذين تركزوا في المركز الشيء الذي جعل الخرطوم هي الجاذبة والتي ياتيها الناس من مختلف جهات البلاد الامر الذي يحتاج الي مراجعة حتي نحدث التوازن التنموي والذي لن يتم الا بقرارات قوية مثل تلك التى اتخذها ايلا في مختلف المجالات وجعل ولايته جاذبة ايضاً , علي عكس ولايات اخري ما تزال تعاني من نقص المعلمين وضعف قدرات الاداريين والخبراء في المجالات المختلفة باصرارها علي ان تغلق نفسها علي ابناء المنطقة ليتدهور كل شيء فيها حتي القدرة على استنباط موارد جديدة وكل الذي تفعله تلك الولايات هو تعليق الضعف علي شماعة ان المركز لم يمدهم بالمال الكافيء لانفاذ المشروعات فالواقع اخي رئيس الجمهورية والاخ النائب الاول للرئيس وقيادة الدولة في كل مؤسساتها الاتحادية اننا دفعنا للولايات بحكام يفتقد بعضهم القدرة علي الابتكار وتفعيل العمل بولاياتهم فهناك ولايات لا نسمع فيها بانجاز واحد ذهب رئيس الجمهورية للاحتفال به وبالتالي دعونا نعترف بان الحكم الاتحادي بحاجة الي مراجعة نغير فيها اولاً نعرة الجهوية ونفسح المجال للكفاءة ونستقطب اصحاب المقدرات سواء من داخل السودان او خارجه في المجالات الخدمية المختلفة فدول الخليج التي قفزت قفزات عالية استعانت في البناء بمن هم من خارج البلاد فساعدوها علي النهضة وبالتالي اننا لا يمكن نصر علي البناء بقدرات ضعيفة لمجرد ان لدينا عقدة ان لا ناتي باخرين من خارج الولاية او من خارج البلاد ومعلوم ان مشروعاتنا القومية الكبري كلها دخلت فيها عناصر من الصين وغيرها من بلدان العالم فكان الايقاع السريع والتجويد والان ناتي للنظافة بعامل بنغالي يجيد العمل افضل منا فاين المشكلة اذا ما كان ابناء الوطن لا يجيدون العمل في هذا الجانب او لا يرغبون فيه . وما المشكلة في ان ناتي للزراعة بمزارعين من خارج البلاد مادام المزارعون قد هجروا المزارع وجاءوا للخرطوم للعيش حياة العطالة ، فالاجانب الذين يعملون وفق ضوابطنا ويخدمون اغراضنا ما الحرج في ذلك فاننا او نقل اغلبنا يعمل ليل نهار عندما يذهب الي بلاد المهاجر ولكنه داخل وطنه لا يعمل واذا عمل يريد ان يعمل في المدن ولا يريد ان يبقي في الريف الشيء الذي جعل الريف بالرغم من انه من مناطق الخير صار من المناطق الطاردة فالمعلم المقتدر لا ينفذ النقل الان اذا تم نقله من المدن الي الريف مما ركز اصحاب القدرات في الخرطوم وبعض مدن الولايات , فالمتأمل في الصورة يصل الي قناعة ان هذا الوطن دولة عظمي بمواردها حالة تفجرها لكننا لا نشارك بفعالية في احداث هذا الانجاز وكل منا يقول انا مالي ويبحث عن وضع مريح بعيداً عن العرق فياتي للخرطوم ليبيع المناديل او اللبان ويصرف ليلاً الذي ياتي به في الحديث عبر الهاتف في ظاهرة غير موجودة في بلاد الدنيا كلها فنحن الشعب الوحيد الذي يسرف في الفارغة والمقدودة ولا يعطي وقته للذي يستحق , فاقول ونحن ندخل عام جديد علينا ان نعيد ترتيب اوراقنا بمطالبة ديوان الحكم التحادي او مجلس الحكم اللامركزي باسمة الجديد بخطط الولايات لهذا العام بمشكلاتها وبالمعاجات المقترحة وان يعرض ذلك علي مجلس الوزراء الاتحاد ليتخذ قرارات صارمة في المعالجات وان يتابع الديوان التنفيذ بنفسة فالديوان صار مؤخراً مجرد لافته ومبني لا تهابها الولايات التي صارت لها حكوماتها ومجالسها التشريعية وصار دوره لا يتعدي دور الجودية وهذا ما جعل اثر الحكومة الاتحادية ضعيفاً علي الولايات علي عكس ما كان في السابق , وبالقطع لن يتم الاصلاح حالة عمل الولايات بشكل جزر معزولة عن بعضها وعن المركز واخذت كل ولاية تحتفظ بكوادرها وتعمل بها وتنغلق علي نفسها فلا تفتح الابواب للكوادر الاخري من داخل السودان او من خارجه وهذا ما يجعلنا لا نسمع في الولايات بانجازت مثل التي نراها بالخرطوم او نسمع عنها في البحر الاحمر .