حفل رائع في قرعة دورة الصداقة بالضعين    دولة تسجل 16 ألف إصابة بسبب ذبح الأضاحي    تواصل العمل في صيانة وتأهيل مباني هيئة البراعم والناشيئن بمحلية بورتسودان    أكاديمية الفريع (A) تقلب الطاولة على أكاديمية الفريع (B) في ديربي الفريع الأهلي بالدامر    إجتماع ثلاثي مصغر لترتيب الاوضاع داخل الأكاديمية القضارف    شعار براؤن يصل يورو 2024 روديغر لاعب منتخب المانيا يقلد المصباح ابو زيد والاتحاد الأوروبي يتدخل    برمة: لا سبيل لمخرج آمن للبلاد إلا بالحوار الذي يفضي إلى إيقاف الحرب    تونس تفتح أبوابها لإيران.. ماذا يريد قيس سعيّد؟    اختفاء القطط بمصر في عيد الأضحى.. ماذا حدث ل«الكائنات الرقيقة»؟    يورو 2024: تعادل أول وتراجع بمعدل التسجيل 17 يونيو، 2024    حكومة دارفور: نحذر جميع قادة مليشيات قوات الدعم السريع في النزاع من مغبة جرائمهم واحترام القانون الدولي    بالأرقام.. السعودية تكشف أعداد و"تصنيفات" الحجاج في 2024    جبريل: سائلاً المولى عز و جلّ أن يحقق لبلادنا العزيزة نصراً عاجلاً غير آجل على المليشيا الآثمة و على مرتزقتها و داعميها    شاهد بالصور.. الحسناء السودانية "لوشي" تبهر المتابعين بإطلالة مثيرة في ليلة العيد والجمهور يتغزل: (بنت سمحة زي تجديد الإقامة)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في بريطانيا يحاصرون الناشط البارز بالدعم السريع الربيع عبد المنعم داخل إحدى المحلات ويوجهون له هجوم عنيف والأخير يفقد أعصابه ويحاول الإعتداء عليهم بالعصا    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء فاضحة.. حسناء سودانية تستعرض مفاتنها بوصلة رقص تثير بها غضب الجمهور    الخراف السودانية تغزو أسواق القاهرة    كيف ستنقلب موازين العالم بسبب غزة وأوكرانيا؟    مدرب تشيلسي الأسبق يقترب من العودة للبريميرليج    ترامب: لست عنصرياً.. ولدي الكثير من "الأصدقاء السود"    مسجد الصخرات .. على صعيد عرفات عنده نزلت " اليوم أكملت لكم دينكم"    بالأرقام والتفاصيل.. بعد ارتفاع سعر الجنيه المصري مقابل السوداني تعرف على سعر "خروف" الأضحية السوداني في مصر وإقبال كبير من المواطنين السودانيين بالقاهرة على شرائه    بالفيديو.. تعرف على أسعار الأضحية في مدينة بورتسودان ومتابعون: (أسعار في حدود المعقول مقارنة بالأرقام الفلكية التي نسمع عنها على السوشيال ميديا)    رئيس وأعضاء مجلس السيادة يهنئون المنتخب القومي لكرة القدم    بالصورة.. المريخ يواصل تدعيم صفوفه بالصفقات الأجنبية ويتعاقد مع الظهير الأيسر العاجي    صالون لتدليك البقر في إندونيسيا قبل تقديمها أضحية في العيد    غوغل تختبر ميزات جديدة لمكافحة سرقة الهواتف    امرأة تطلب 100 ألف درهم تعويضاً عن رسالة «واتس أب»    "فخور به".. أول تعليق لبايدن بعد إدانة نجله رسميا ..!    الهروب من الموت إلى الموت    ترامب معلقاً على إدانة هانتر: سينتهي عهد بايدن المحتال    شرطة مرور كسلا تنفذ برنامجا توعوية بدار اليتيم    4 عيوب بالأضحية لا تجيز ذبحها    قصة عصابة سودانية بالقاهرة تقودها فتاة ونجل طبيب شرعي شهير تنصب كمين لشاب سوداني بحي المهندسين.. اعتدوا عليه تحت تهديد السلاح ونهبوا أمواله والشرطة المصرية تلقي القبض عليهم    نداء مهم لجميع مرضى الكلى في السودان .. سارع بالتسجيل    شاهد بالفيديو.. الراقصة آية أفرو تهاجم شباب سودانيون تحرشوا بها أثناء تقديمها برنامج على الهواء بالسعودية وتطالب مصور البرنامج بتوجيه الكاميرا نحوهم: (صورهم كلهم ديل خرفان الترند)    الإمارات.. الإجراءات والضوابط المتعلقة بالحالات التي يسمح فيها بالإجهاض    الإعدام شنقاً حتى الموت لشرطى بإدارة الأمن والمعلومات    نصائح مهمة لنوم أفضل    إغلاق مطعم مخالف لقانون الأغذية بالوكرة    شرطة بلدية القضارف تنظم حملات مشتركة لإزالة الظواهر السالبة    التضخم في مصر.. ارتفاع متوقع تحت تأثير زيادات الخبز والوقود والكهرباء    إجتماع بين وزير الصحة الإتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    أمسية شعرية للشاعر البحريني قاسم حداد في "شومان"    عودة قطاع شبيه الموصلات في الولايات المتحدة    داخل غرفتها.. شاهد أول صورة ل بطلة إعلان دقوا الشماسي من شهر العسل    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    من هو الأعمى؟!    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجاوزنا المذكرة والمسيرة ماضية.. خارطة التحالفات في الانتخابات لم تتضح بعد
محمد طاهر إيلا ل «الرأي العام»:(1-2)
نشر في الرأي العام يوم 16 - 04 - 2008

الدهشة التي قد تمتلك شخصاً لم تر عيناه ثغر السودان لفترة طويلة تبلغ مداها عندما يجول في اطراف ولاية البحر الاحمر البعيدة ويشهد التطور والتنمية التي حدثت بالولاية.. وبينما «الرأي العام» تشارك المؤتمر الوطني فعاليات مؤتمره الثاني كانت ترنو الى لحظات تستنكه فيها اسباب التغيير مع حادي ركب الولاية محمد طاهر ايلا الذي ردد الموالون والمشاركون بل والمعارضون اسمه في نغمة شعرية جسدت العرفان لجليل اعماله.. وخضنا مع الرجل في حوار بين الخاص والعام على ساحل الاحمر.. بين فيه تفاصيل التفاصيل لانجازات تحدث عن نفسها. ----------- ? سعداء بزيارتك وباتاحة «الرأي العام» مساحة للبحر الاحمر لتطل على السودان والعالم بما يتم فيها.. وفيما يختص بقضية الوفاق والتعاون ما بين الاحزاب في الولاية اعتقد انها من الاشياء التي نحمد عليها الله تعالى وانها واحدة من اسباب النجاح والاستقرار في هذه الولاية، ونعتقد ان هناك حداً ادنى بيننا كلنا في حكومة الوحدة الوطنية بل وخارج الحكومة وكما شاهدت وشاركت حتى الحزب الشيوعي والمؤتمر الشعبي كانا حضوراً في الجلسة الافتتاحية واستجابا للدعوة، ونعتقد ان هذه رسالة لكل اهل السودان انه لو اتفق الناس وحددوا الحد الادنى ليتعاونوا فيه يستطيعون ان يحققوا الكثير لوطنهم ولمواطنيهم، ونحن في حكومة الوحدة الوطنية منذ ان بدأت لم يشهد عملها تصويتاً ولو ليوم واحد لا في مجلس الوزراء ولا خارج المجلس ويتم تعاون وتنسيق ما بين الاخوة في الحكومة وكذلك المجلس التشريعي ونعتقد ايضاً ان الحريات المتاحة والعمل الجماهيري بالنسبة لكل الاحزاب يزيل اي اختناقات او اية صورة من صور حدوث نوع من الخلاف او الشقاق، ونحن حريصون جداً ان يتم هذا التعاون بيننا وبين كل اخواننا في الاحزاب ونعتقد انه من مصلحة البلد ومن مصلحة الاحزاب ان تكون هنالك خطوط وحد ادنى يتفق عليه الجميع. ? من الاشياء اللافتة للنظر تماسك الوحدة التنظيمية للمؤتمر الامر الذي يدعونا لنسأل اين هم اصحاب المذكرة وماذا تم بشأنهم؟. - والله انا اعتقد ان المؤتمر- بحمد الله- كان صورة واضحة جداً للانضباط التنظيمي وللعمل المؤسسي، واعتقد ايضا ان السبب في ذلك ان مؤسساتنا تتيح الفرصة كاملة ليمارس فيها كل اعضائنا العمل التنظيمي والعمل المؤسسي داخلها، ونعتقد انه لولا هذه الوحدة لما كنا استطعنا تحقيق جزء مما تحقق في الفترة السابقة، اما تباين وجهات النظر فنحن نحترمه ونعتبره واحداً من مظاهر الصحة والعافية في التنظيمات، لكن كل ما ندعو له هو ان يتم داخل المؤسسات ووفقاً للوائح والأسس المنظمة للعمل والا فانه يكون عملاً غير مؤسسي وغير تنظيمي، ونحن حقيقة الآن في الولاية تجاوزنا تلك المرحلة ونعتقد ان الناس تجاوزوا المذكرة والمسيرة ماضية- ان شاء الله-. ? خطابك في المؤتمر كان واضحاً فيه الروح الوفاقية والدعوة الى الوفاق الوطني وفق الثوابت المعروفة، لكن ذكرت انكم لا تفرطون في امن الولاية.. ماذا تقصدون بذلك؟. ? حقيقة نحن نعتقد ان ربنا سبحانه وتعالى شرفنا بأن نقوم نيابة عن اهل كل السودان على ثغره لا تهم اهل الولاية فقط، وبالتالي امنها واستقرارها لا ينعكس سلباً او ايجاباً على اهل الولاية فقط ولكن على أهل السودان اجمع وكما هو معلوم فان كل موانئ السودان في هذه الولاية الطرق القومية، خطوط انابيب البترول، الذهب في ارياب، وما هو متوقع من كثير من المشروعات الاستراتيجية داخل هذه الولاية، وهذا يجعل الكثير من الجهات- ان كانت داخلية او خارجية- تطمع في انها يمكن ان تؤثر في هذه الولاية على السودان اجمع وليس على اهل الولاية، لذلك كان تخطيطنا وعملنا انه لابد ان تستقر هذه الولاية ويسود الامن كل ربوعها، واذا كانت هنالك اية جهة تريد العبث بالامن او تخرق القوانين لابد ان توضع لها كل الترتيبات التي توقفها حتى لا تؤثر على ابناء السودان الذين يمكن الا يكونوا قد رأوا ولاية البحر الاحمر. ? السيد الوالي.. هذا الاجماع الشعبي.. وانا التقيت بأناس ليسوا مؤتمراً وطنياً ويختلفون معه لكن يتفقون حول ايلا.. هذه مسؤولية جديدة فماذا انت فاعل في المرحلة القادمة لهذا الشعب العظيم الذي قدمت له الكثير؟. ? انا اعتقد مثل هذا التشجيع والتأييد والعضد بالنسبة لاي شخص يضع مزيداً من المسؤولية ومزيداً من الاعباء ان كانت اخلاقية او نابعة من ارتباط واحساس بأنه هو جزء من هذا المجتمع، وهذا يضع علينا مزيداً من المسؤولية ويجعلنا نبذل قصارى ما عندنا ان كان فكراً او عملاً او سعياً لتحقيق اكبر قدر ممكن مما تطمح له الجماهير سواء في خدماتها او تأمين مستقبلها او الحفاظ على مواردها والتفكير لمصلحتها. ? من خلال البيان الضافي في المؤتمر هل حددتهم خارطة للانتخابات ان كانت هناك تحالفات او غيرها داخل الولاية؟. - حقيقة نحن جزء من حزب قومي عملاق وما يحدث على المستوى المركزي يؤثر على المستوى الولائي وواضح جداً انه الى الآن لم تتضح خارطة تحالفات وخارطة انتخابات وواضح انه لن تظهر ملامحه الا بعد تحديد الدوائر وبعد الاتفاق على قضية الانتخابات بشكلها الكامل، ونحن في النهاية ملتزمون بما يقر على المستوى الاتحادي بالنسبة لهذه التحالفات لانها احزاب قومية. ? ما هي اولوياتك في المرحلة القادمة؟. - نحن لدينا قضايا اساسية ومحورية في هذه الولاية وفي شرق السودان بصفة عامة، والقضية الاولى هي قضية التعليم ونحن نعتقد اننا في شرق السودان مشكلتنا هي مشكلة تعليم وليست مشكلة دين او جنس، لذلك سنستمر في نشر كل ما يعين على ان يجد كل ابناء وبنات هذه الولاية فرصة التعليم والتأهيل حتى المستوى الجامعي، وكذلك العمل على توفير فرص التدريب والتأهيل لمن تجاوزهم التعليم المنظم، وقضيتنا الثانية هي قضية توفير الصحة وتوطينها داخل الولاية لذلك كانت مبادرتنا والتي اعتقد انها غير موجودة في السودان وهي تعاوننا مع الشقيقة مصر واخواننا الاطباء المصريين الذين استطعنا ان نعالج بهم مشكلة ندرة العديد من التخصصات غير الموجودة لدينا والعمل على خلق مراكز صحية في شكل مستشفيات مرجعية في كل محلياتنا في اوسيف وطوكر وسواكن بحيث يكون العلاج متوافراً مبنى ومعنى وكادراً في كل منطقة من مناطق ولايتنا. والقضية الثالثة قضية نعتقد انها اساسية وهي كيفية توفير فرص عمل شريف؟ وكيف نفجر اقتصاديات الولاية؟- وبحمد الله- نعتقد اننا ولاية غنية وفيها تنوع وليست فقط خدمية- كما يظن الناس- ولاية زراعية ولدينا قرابة المليون فدان، ولدينا البحر ومنتجاته ونحن المركز الثاني في الصناعة بعد الخرطوم، ونحن الموقع الامثل لتجارة الحدود والتكامل العربي والاقليمي، ونحن الولاية الاولى في السياحة، فقضيتنا خلق فرص العمل لابنائنا وبناتنا وتفجير الطاقات وخلق ولاية قوية اقتصادياً يحقق لنا الهدف، خاصة ونحن نحس اننا نريد ان ننتقل باهلنا في هذه الولاية من العمل والوظائف المعتادة في عمل «الكلات» والعمل الشاق الذي كان مبنياً فقط على صحة الانسان وقوته البدنية لنستطيع ان نشارك كل اهل السودان في جعل هذه الولاية ولاية يسهم ابناؤها في كل الاعمار باعدادهم وتعليمهم وتهيئتهم.. والقضية الرابعة التي نعتقد انها مهمة هي قضية حصاد المياه فنحن ولاية معدلات الامطار فيها ضعيفة في كثير من الاحيان ونعتقد ان الطلب على المياه سيتضاعف للاغراض المختلفة بالرغم من ان لدينا مشروعاً ضخماً هو مشروع مياه النيل للبحر الاحمر لكن نعتقد انها قضية اساسية ومحورية خاصة لريفنا والاستقرار فيه وتفجير طاقاته، ولذلك في هذه السنة لدينا «30» سداً يكلف الواحد منها «2» مليون دولار ولذلك نحن حريصون جداً ان تكون قضية محورية. وقضيتنا الخامسة هي البنية التحتية لربط كل اطراف الولاية بطرق حديثة تمكن من انتقال الانسان وانتاجه او سلعته او خدمته لاية منطقة من مناطق السودان، ونعتقد اننا بذلك نستطيع تحقيق الاستقرار في كل تلك المناطق ونفجرها. والقضية السادسة هي قضية استقرار اهلنا في الريف وهذا يكون عبر انشاء القرى النموذجية التي سنستمر فيها حتى يجد كل مواطن وكل اسرة من اسر اهلنا في الريف المنزل اللائق الذي يحقق له حياة متقدمة ومتطورة. ? آخر زيارة لي كانت في العام 2003م.. ومدينة بورتسودان الآن نهضت من جديد بل كل الولاية من خلال جولتي.. حدثنا عن هذا النهوض الذي لابد ان وراءه خيال فنان وافق واسع؟. - اولاً اعتقد ان اهم ما ساعد في تحقيق بعض طموحات وآمال اهلنا في هذه الولاية هي وحدة الرؤية التي التقت عليها كل المؤسسات في الحكومة التنفيذية والمجلس التشريعي والاحزاب واهلنا المواطنين بصفة عامة سواء أكانوا في المؤسسات او خارجها في النقابات ومنظمات المجتمع، وكانت هناك بعض الاشياء متفق على انها قضايا ولابد من مواجهتها ومعالجتها، الخدمات بصفة عامة في الصحة او التعليم والقضايا الخاصة بالنهوض بالمدينة وجعلها مدينة عصرية «اي شخص خرج من السودان وشاهد المدن الساحلية كان يأسى ويأسف للحال التي وصلت له» لذلك استطعنا- على الاقل- ان نجمع جميعاً على ان هناك بعض الاشياء كل الناس متفقة عليها. والشئ الثاني بعد الاتفاق على هذه الاشياء ادرنا حوارات مع كل الفعاليات وكل القيادات ونزلنا الى المواطنين في الاحياء والمحليات المختلفة، وكان الهدف من هذه اللقاءات الاستماع للجماهير وطرح سؤال ما هي الاشياء التي تأمل هذه الجماهير في ان تحقق لها «هذه اللقاءات تكون احياناً قرابة الف او الفين من القيادات القاعدية في الاحياء» وكل حي ومحلية يطرح قضيته، فجمعنا كل هذه القضايا والمشاكل او الآمال والطموحات ووضعناها في شكل برامج وحاولنا الاستجابة لها. والشئ الثالث والاساسي المشاركة الفاعلة من المواطنين سواء مادية او معنوية او احساسهم بأن هذا ما كانوا يسعون ويعملون له ونحن مدينون جداً لمواطنينا في هذه الولاية لأنهم حققوا لنا دعماً كبيراً جداً وحققوا لنا دفعة وتشجيعاً في هذا العمل.. وكانت هناك رغبة وتدافع منهم للمساعدة في هذا العمل وبالفعل تدافع اناس ليس لهم احزاب وليسوا مسيسين وليست لهم مصالح شخصية لكن لديهم الرغبة للمساهمة بأي شكل.. وهذا حقق لنا جزءاً كبيراً. ? ايضا الشئ اللافت للنظر هذه الشوارع المسفلتة والنظافة.. ولابد من الوقوف حولها كثيراً.. وانا ذهبت الى الريف وحدثني مسؤول التعليم في سنكات عن التعليم مقابل الغذاء وانا اعتقد ان هذه عبقرية.. نسمع القصة ونتائجها الآن والاستفادة منها؟. - هذه القضية بدأت من احساسنا وكما قلت لك ان قضية التعليم هي القضية المحورية في هذه الولاية ومنها تنشأ كل المشاكل الاخرى، ومن لا يجد فرصة في التعليم تضعف قدرته في التنافس في سوق العمل وبالتالي تضعف مساهمته السياسية والاجتماعية والاقتصادية ويشعر بأنه غير قادر على ان يجد الاحترام والاعتبار او الدور الذي يتوقعه لان قدراته وامكاناته تحده من الكثير من الاعمال، فكان لابد من اعطاء هذا السلاح لاهلنا ليتنافسوا مع الآخرين بنفس القدرات والا لما كانوا سينجحون ابداً وستستمر المشكلة، بالبحث حول الاسباب «وهذا ليس منا وحدنا فقد سبقنا كثيرون وبحثوا»، وكان احد الاسباب ان المواطن يحتاج لابنائه كادوات انتاج يسهمون معه في توفير احتياجات الاسرة، والسبب الثاني الاحساس بأن هذا التعليم عملية مكلفة ولن يقدر عليها ولو استطاع في مرحلة فلن يستطيع في اخرى، والقضية الثالثة كانت قضية المرأة وهي مرتبطة بالنظرة الى المرأة في الشرق كله وليس شرق السودان فقط بل شرق العالم كله، وكان لابد اذا اردنا للناس ان يتعلموا ان تتم معالجة قضية تعليم البنت، وبدأنا النظر في المعالجات التي تمت في السابق مثل تجربة الداخليات ولماذا فشلت؟ ووجدنا انها فشلت لانه لم يكن هناك تعامل مسؤول مع الناس لا فيما يصرف عليها ولا فيما يوفر لها، ووجدنا اننا في حاجة لصرف قدر اكبر من ميزانياتنا وان نجرب طريقة اخرى وفي البداية وجدت هذه التجربة مقاومة وكان لبعض الناس مصالح وتهدد بعض ما كانوا يستفيدون منه هنا وهناك والبعض يحسن نية، والبعض الآخر خوفاً من تجربة جديدة قد تنجح او لا تنجح لكن اعتقد ان التجربة- بحمد الله- نجحت ليس فقط في زيادة اعداد الطلاب بهذه النسب «التي شاهدتها» ولكن اعتقد انها ايضاً نجحت في تغيير نظرة اهلنا في الريف لكثير من المسلمات في الفترة السابقة مثل عدم
تعليم البنت والآن لان تعليم البنت اصبح يحقق مصلحة آنية ناهيك عن مصلحة مستقبلية الآن ليست هناك بنت في ريفنا في سن التعليم ولم تدخل المدرسة. والقضية الثالثة مهمة جداً وهي عدم توافر الحد الادنى من احتياجات الاسرة في الريف نتيجة لضعف اقتصاديات الريف ولضعف الانتاج ولعدم قدرتهم من توفير الدخل الذي يوفر هذه الاحتياجات، وانا اعتقد ان هذه التجربة ايضاً وفرت الحد الادنى من الاحتياجات الغذائية للأسرة، واعتقد انه سيكون لها تأثير ايجابي على صحة الانسان في الريف بمعنى انه ليس فقط تعليماً ولكن صحته ايضاً.. لذلك التجربة ليست فقط في شهور الدراسة ولكن حتى في فترة الاجازة يأخذون هذه الكميات المقدرة وبالتالي اعتقد انه تمت معالجة قضية غذائية وقضية صحية وقضية فكرية «تعليم البنت» وتجاوزوا مرحلة كاملة بضربة واحدة وانا اعتقد ان هذا سيكون واحداً من اسباب استقرار الشرق- باذن الله- او الولاية على الاقل وتمكن ابناءنا ابناء البجة- على الاقل- من ان ينافسوا مع ابناء السودان الآخرين بنفس سلاح التعليم. ? ما لفت نظري ايضاً تجربة القرى النموذجية واعتقد انها من الانجازات المهمة والحقيقية في هذه الولاية.. لو حدثتنا عن التجربة وكيف نبعت وكيف ستملك هذه البيوت لهؤلاء الناس؟. - التجربة كانت واحدة من توصيات العديد من المؤتمرات التي قامت في الشرق، وكان السؤال دائماً ماذا نفعل مع التشتت السكاني ومع عدم قدرة اية دولة في توفير الخدمات لكل مواطن في الريف البعيد، وكانت القضية هي كيف يمكن ان يتجمع هؤلاء الناس في قرى تتمكن الدولة من تقديم الخدمات لهم فيها، هل نصعد اليهم في الجبل ام هم ينزلوا من الجبل؟ وكان جدلاً مستمرا لا يستطيع الناس الوصول فيه لحل، ونحن نشكر أخانا الزبير محمد الحسن لاننا طرحنا عليه هذه الفكرة في وقت لم يكن الناس يفكرون في قرى نموذجية في السودان في العام 2005م، ونشكره لانه اقتنع بهذه الفكرة ووافق على ان يمولها ومولها، والحمد لله الآن في اطار سياسات الحكومة في المشروع الذي يتبناه الاخ النائب صرنا نموذجاً تتطلع إليه الولايات والجهات الاخرى للاستفادة منه في مشروع المأوى والسكن الاقتصادي ومشروع المباني قليلة التكلفة سريعة التنفيذ ليمضي الناس، وحتى الآن بدأنا بثلاثين قرية ونعتقد اننا على الاقل بادرنا ودخلنا التجربة اذا كانت هناك اخطاء، وهي تجربة- في اعتقادي- ناجحة بكل المقاييس تحملت فيها الدولة مسؤوليتها تجاه قطاع كبير يستحق الدعم وتقديم ما يجعلهم يحسون بتمييز ايجابي لبعض الذين جعلتهم ظروفهم ليسوا مثل الآخرين واعتقد انه بقيام هذه القرى نحن ننشئ نواة لمدينة في كل مكان سوف تكون تجمعات سكانية تخلق هي نفسها الطلب والعرض في كثير من السلع والخدمات وتكون- باذن الله- هي مواقع انتاجية وثقافية ومواقع سلام واستقرار والسودان لن يستقر ولن يحس فيه الناس بأنهم مواطنون اذا لم يحسوا ان الناس احترموا آدميتهم وحققوا لهم الحد الادنى الذي تحققه اية حكومة مسؤولة لمواطنها ويحس انه محترم في بلده ولديه ما يعتز به ويحترمه.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.